أشارت صحيفة “عكاظ” السعودية، إلى أن “عصا حقوق الإنسان التي يلوّح بها البيت الأبيض والكونجرس والخارجية الأمريكية وبقية المستعمرين الغربيين ويهددون بها كل دولة أو كيان يخرج عن مسارهم الاستعماري، ملهاة يفضحها الفيتو سيئ السمعة الذي تقف وراءه شهية الدم والحقد والكراهية والفوقية التي لا يزال ينتشي بها الرجل الأبيض الاستعماري الرأسمالي، ضد كل الأعراق والشعوب إلا نفسه ومصلحته”.
ورأت صحيفة عكاظ أن “أجمل ما في الفيتو أنه يكشف صاحبه ويخرجه من اللغة الدبلوماسية التي عادة ما يتخفى وراءها ويؤلف لها سرديات وأكاذيب ويحيك قصصاً أملاً أن يستمر يلبس من وراءها القفاز الأبيض ويخفي ما تلطخت به يداه من اللون الأحمر، فالفيتو يضع النقاط على الحروف ويفرز المواقف بالأسود والأبيض”.
ولفتت الصحيفة الى أنه “مع وضوح الفيتو هذه المرة، خرج وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لتبرير استخدام بلاده الفيتو الداعم لاستمرار قتل الشعب الفلسطيني، فاستأنف سردياته الغبية المتلونة بالقول إن نوايا إسرائيل كانت جيدة فيما يتعلق بقتل المدنيين في غزة، ولم تكن تنوي قتلهم لكن النتيجة كانت سيئة”.
واعتبرت صحيفة عكاظ ، أن “بلينكن ربما كان حريصاً على أن يقول لنا لا تصدقوا ما تشاهدون و ما تسمعون، ولا تثقوا بقدرتكم البصرية والعقلية، فالصورة التي خرجت عن سيطرة الرقيب في الإعلام الإسرائيلي والأميركي لا تنسجم مع الفيتو الأميركي، مثلما أن الضحايا الفلسطينيين هم السبب وليست النوايا الإسرائيلية”.
وأضافت الصحيفة “شكراً للبطولة التي يسطرها الفلسطينيون في غزة والضفة، فقد كسرت ثلاثة مرتكزات إستراتيجية إسرائيلية انطلت علينا في العالم العربي وفي الكثير من دول العالم، فهذه الحرب لها تبعاتها حتماً وحساباتها المستقبلية، لقد كسر الشعب الفلسطيني وإلى الأبد خرافة أن الجيش الإسرائيلي هو الأقوى في المنطقة والرابع في العالم، كسر أسطورة إسرائيل الديمقراطية الوحيد في الشرق الأوسط”.
وأكدت الصحيفة أن “الفلسطينيي أثبتوا للعالم المغيب خاصة جيل الشباب في العالم الغربي أن إسرائيل ليست ضحية ولم تكن يوماً ضحية، وإنما إسرائيل مشروع إرهابي غربي وقاعدة عسكرية غربية متقدمة لترويض الدول التي كانت تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي وفيما بعد الأميركي”.
ورأت الصحيفة أنه “مثلما أكدت لنا البطولات الفلسطينية أن الديموقراطية الغربية وحقوق الإنسان الغربية والحرية يتم إعمالها في حدود مصالح النخب السياسية في الدول الغربية لكنها أكذوبة وعصا يتم توظيفها ضمن أدوات ضغط أخرى ضد شعوب ودول العالم الذي لا ينصاع لمشروع حلف الأطلسي ومنظوماته”.
وذكرت الصحيفة أنها “ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة الفيتو ضد الشعب الفلسطيني، الذي تعلم أنه يقع تحت الاحتلال، كما أنها ليست المرة الأولى أن الفيتو الأميركي يتم استخدامه ضد الحق والإنسانية والضمير الإنساني في العديد من دول العالم بطريقة تكشف عدم أهلية أميركا لهذا الفيتو، مما يؤكد الحاجة لتغيير قوة الفيتو، بحيث يكون الفيتو بيد الدول غير القوية وليس الدول القوية”.
المصدر : عكاظ
