عراقجى: القصف الأمريكى لمنشآت إيران النووية انتهاك صارخ لمبادئ الأمم المتحدة .. وواشنطن نسفت الدبلوماسية
ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم (الأحد)، بالهجمات العسكرية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ، معتبرا قصف منشآتها النووية انتهاكا صارخا غير مسبوق للمبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقوانين الدولية .
وقال عراقجي ، خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول اليوم الأحد، إن إدارة ترامب تتبع سياسة قرع طبول الحرب ، محملا واشنطن التبعات الخطيرة والتداعيات التي ستنجم عن عملها العدواني .
وأضاف أنه يحمل الولايات المتحدة مسؤولية أعمالها العدائية ضد الشعب الإيراني وما يترتب عليه تبعات الهجوم الأمريكي العسكري بالتعاون مع إسرائيل على دولة عضو في الأمم المتحدة، مؤكدا أن إيران ستستمر في الدفاع عن سيادتها وأراضيها وأمنها وشعبها بكافة السبل الممكنة ليس ضد فقط العدوان العسكري الأمريكي والإجراءات العبثية غير المسؤولة من إسرائيل .
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي “إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خالف وعده للعالم ولشعبه عن عدم تورط بلاده في حروب خارجية للأبد، وليس فقط من خلال انتهاكه لوعده للدبلوماسية الإيرانية، ولكنه خدع مؤيديه والناخبين الأمريكيين من خلال وعود لم تنفذ”.
وأضاف عراقجي أن الأعمال العدائية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران لا تشكل فقط انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة فحسب وخاصة حظر استخدام القوة بموجب المادة 4ر2 والالتزامات في احترام وحدة وسلامة وسيادة الدول الأخرى، بل يشكل انتهاكًا أيضًا لقرار مجلس الأمن (2231).
وطالب جميع الهيئات الدولية بتحمل مسؤولياتها واتخاذ إجراءات حاسمة ردًا على الانتهاك الأمريكي للقانون الدولي، معتبرًا أن الصمت على العدوان الأمريكي يوصل العالم إلى مستويات غير مسبوقة من الخطر والفوضى.
ودعا وزير الخارجية الإيراني مجلس الأمن لعقد جلسة خاصة؛ للتنديد بالعمل العدواني من جانب الولايات المتحدة ومحاسبة إدارة واشنطن عن انتهاكاتها للمبادئ الرئيسية لميثاق الأمم المتحدة والأعراف المعمول بها بموجب القانون الدولي.
وتابع “أنه لا يوجد لديه معلومات دقيقة حول حجم الأضرار الحقيقية التي تعرضت لها المنشآت النووية جراء الهجوم الأمريكي”، منوهًا بأن مهاجمة منشأة نووية بعينها يعد انتهاكًا لا يمكن السكوت عليه ولا التسامح عنه بموجب القانون الدولي ويجب إدانته.
وأشار إلى أنه تم أمس إجراء عدة مناقشات مع وزراء خارجية عدة دول أعربوا خلالها عن اهتمامهم بضرورة إنهاء هذا العدوان من الجانب الإسرائيلي، كما أعربوا عن قلقهم إزاء احتمال الهجوم من جانب الولايات المتحدة، وتحدثنا أيضًا عن كيفية وقف العدوان الإسرائيلي.
وقال عراقجي “إن باب الدبلوماسية يجب أن يبقى مواربًا طوال الوقت لكنه ليس واقع الحال؛ لأن إيران تتعرض للعدوان والهجوم ويجب علينا الرد بناءً على حقنا المشروع للدفاع عن النفس، وسوف نفعل ذلك طالما قد يكون هذا الأمر ضروريًا ومطلوبًا”.
ولفت إلى أن الأمر حاليًا غير وثيق الصلة بأن نطلب من إيران أن تعود الى الدبلوماسية لأننا كنا في خضم الدبلوماسية والمحادثات مع الولايات المتحدة عندما قامت اسرائيل بتدمير تلك المحادثات، كنا في المسار الدبلوماسي لكننا تعرضنا للهجوم العسكري؛ لذلك هذا الأمر لم يكن خيار إيران بل كانت الولايات المتحدة التي انتهكت الدبلوماسية والمفاوضات.
وشدد على أن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية أثبتت أن إسرائيل دولة لا تتفهم الدبلوماسية ولا تفهم سوى لغة التهديد والقوة وهو أمر يؤسف له، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أظهرت أنها لا تكن أي احترامًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ولا أي قوانين دولية تتعلق بكيفية إدارة شئون العالم ومواجهة التحديات.
وأكد أنه لا يوجد أي خط أحمر إلا وتم تجاوزه والأكثر خطورة هو ما حدث أمس عندما قاموا بمهاجمة المنشآت النووية، الآن نحن بإزاء إجراء تقييم للأضرار التي لا تخص فقط المنشآت النووية بل الأضرار تطال ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة حظر الانتشار النووي وهذا الهجوم هو ضرب كبير لها، لافتًا إلى أن سيادة القانون والقوانين الدولية كلها ضربت بعرض الحائط؛ لذلك لابد لنا أن نرى الآن ما تبقى من مساحة للدبلوماسية.
المصدر : أ ش أ

