يُصوت الإيرانيون في انتخابات رئاسية لاختيار، رئيس جديد، أقصت السلطات عنها مسبقاً منافسين محتملين، لرئيس السلطة القضائية الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي، في تجربة “ديمقراطية” إيرانية خالصة.
وحسب صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، كان رئيسي ولا يزال الأوفر حظاً للفوز، بعد انسحاب مرشحين متشددين ومعتدلين لمصلحته، وبعد أن مهد له مجلس صيانة الدستور، القوي، فرص الفوز باستبعاد ممثلي التيار الإصلاحي على الطريقة الإيرانية.
وفي السياق قالت صحيفة “الجريدة” الكويتية، إن مختلف أجنحة النظام الإيرانية جددت دعوتها الخميس، لمشاركة كثيفة في الانتخابات، التي لا يتوقع أن تتجاوز 40%، أي الأدنى في تاريخ البلاد، في ظل تردي الأوضاع المعيشية وجائحة كورونا وغياب المنافسة الحقيقية.
وعلى هذا الأساس وبعد أن كان يُحذر من انتخابات “الجثّة الهامدة”، حثّ الرئيس حسن روحاني، ممثل المعتدلين الإيرانيين، أمس، مواطنيه إلى “تجاوز العتب على بعض الأمور والتصويت” فالمهم المشاركة دفعاً للحرج عن النظام.
وقال روحاني: “الكثير من أعدائنا والمناهضين لنا في أنحاء العالم يريد أن تكون صفوف الناخبين فارغة غداً، لذا علينا ألا نسمح بتحقيق أحلامهم. ولنعمل على إقامة انتخابات مهيبة وتسجيل صفحة ذهبية أخرى في تاريخ الثورة”.
ولم يخرج الحرس الثوري، عن ذات الفكرة، ودعا في بيان، “الإيرانيين إلى المشاركة القصوى في الانتخابات بغض النظر عن الحرب الإعلامية والنفسية على البلاد، واصفاً انتخابات اليوم بالمصيرية في ظل الترقب الدولي لحجم المشاركة الشعبية فيها.
آخر ورقة للمعتدلين
من جهتها تناولت صحيفة “الشرق الأوسط” محاولات ممثل التيار المعتدل، عبد الناصر همتي، استمالة الناخبين والمعارضين لممثل الصقور، بالعمل على تعزيز انفتاح إيران على الخارج لتعديل سياستها، قائلاً أمس: “إذا أدرك الأقوياء أن بمقدورهم البقاء في السلطة بأقل نسبة أصوات، فلن يحترموا أصواتكم أبداً، وسيتولون الحكم بأقل عدد من الأصوات وبغطرسة أكبر”.
وأوضحت الصحيفة أن همتي المدعوم من الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي وحزبه “اعتماد ملي” الذي أعلن ائتلافاً مع حزب “كاركزاران” فصيل الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، سعيه إلى ضم وجوه مقبولة في الخارج، إلى حكومته إذا فاز، ونقلت الصحيفة عن “سازندكي المنبر الإعلامي لفصيل هاشمي رفسنجاني” التحالف بين همتي ووزير الخارجية الإيراني الحالي، جواد ظريف، بعد إعلان همتي “موافقة ظريف على تولي حقيبة الخارجية، بعدما عرض عليه الاختيار بين أن يكون نائباً له أو أن يبقى وزيراً للخارجية. وطرحت الصحيفة احتمال تولي ظريف منصب أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي، للدفاع عن الاتفاق النووي”.
وكتبت الصحيفة “أصدقاء ظريف لا حصر لهم، ويعلمون مع من يتواجهون، اسم ظريف إلى جانب أي مرشح بإمكانه أن يؤدي إلى حركة في الجبهة الرمادية، أي المقاطعين والمترددين، للمجتمع الإيراني وتسجل حدثاً”.
المصدر: وكالات