ساد هدوء نسبي مدينة حلب السورية المنكوبة اليوم الخميس في أعقاب اتفاق أمريكي روسي على اتفاق تهدئة بينما أكد الرئيس السوري بشار الأسد السعي لتحقيق “انتصار نهائي” على مقاتلي المعارضة في المدينة.
ونقلت وسائل إعلام سورية حكومية عن بيان للجيش قوله إنه سيلتزم “بنظام التهدئة في حلب لمدة 48 ساعة بدءا من الساعة الواحدة صباح يوم الخميس” (2200 بتوقيت جرينتش يوم الأربعاء) وساد على الاثر هدوء نسبي في المدينة بعد اسبوعين من القتل والدمار.
واتهم الجيش متشددين بخرق الاتفاق ليل الأربعاء من خلال ما وصفه بقصف عشوائي لأحياء سكنية خاضعة لسيطرة الحكومة في المدينة المقسمة. وقال السكان إن اعمال العنف تراجعت بحلول الصباح مما سمح للمزيد من المتاجر بأن تفتح أبوابها.
واستمرت المعارك في مناطق أخرى من سوريا حيث سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على حقل الشاعر للغاز في شرق سوريا اليوم الخميس في أول نصر ميداني له في بادية تدمر منذ خسارته المدينة الأثرية في مارس آذار وفقا لمصدر من المقاتلين والمرصد السوري لحقوق الانسان.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن الرئيس بشار الأسد قوله يوم الخميس إن بلاده لن تقبل بأقل من “الانتصار النهائي” على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وفي جميع أنحاء البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه في قصف شنته المعارضة خلال الليل في حي الميدان بالجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من المدينة. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن صواريخ أصابت منطقة حلب الجديدة.
وقال ساكن في المنطقة الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها المعارضة إنه رغم أن الطائرات الحربية حلقت خلال الليل فلم تحدث غارات مكثفة كالتي وقعت على مدى أكثر من عشرة أيام من القصف الجوي العنيف.
وأضاف الساكن الذي يعيش في حي الشعار أن السكان في العديد من الأحياء خرجوا من بيوتهم وأن عددا أكبر من المعتاد من المتاجر فتحت أبوابها.
وذكر ساكن آخر أن المدنيين في عدة أحياء شعروا بوجود اتجاه عام نحو التهدئة.
وقال مصدر من المعارضة إنه رغم إطلاق النار المتقطع عبر الجبهات الرئيسية في المدينة هدأت حدة القتال ولم يسمع أي قصف من جانب الجيش لمناطق سكنية.
وذكر أن القتال العنيف الوحيد الذي وردت أنباء عنه دار في ريف حلب الجنوبي قرب بلدة خان طومان حيث يتحصن مقاتلو جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا بالقرب من معقل لمقاتلين مدعومين من إيران.
ويقول مقاتلو المعارضة أيضا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على ضاحية الراشدين الجنوبية التي تقع شمال غربي حلب وبالقرب من منطقة جمعية الزهراء التي شهدت هجوما بريا كبيرا لمقاتلي المعارضة يوم الأربعاء فشل بعد أن قصفت طائرات حربية مواقعهم.
وأطاح تصاعد القتال في حلب -أكبر مدن سوريا قبل الحرب- بأول اتفاق رئيسي “لوقف الأعمال القتالية” تم برعاية الولايات المتحدة وروسيا وبدأ سريانه في فبراير شباط.
وقال متحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية إن الهيئة تدعم اتفاق التهدئة لكنها تريد وقفا للأعمال القتالية يشمل جميع أنحاء سوريا ولا يقتصر على حلب وحسب. واتهمت الهيئة الحكومة بانتهاك التهدئة.
ولا تشمل الهدنة القتال ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.
على صعيد منفصل لم يهدأ القتال في أماكن أخرى في سوريا. وقالت وسائل إعلام حكومية إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في قرية بريف حمص الشرقي حيث ينشط متشددو تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن فجر انتحاري نفسه في وسط القرية. ولم تكشف عن هوية الانتحاري.
وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن مقاتلي تنظيم داعش تمكنوا “من السيطرة على كامل المنطقة ومن ضمنها شركة الغاز التي كان يتحصن بها الجيش… وأسفرت الاشتباكات عن هلاك ما لا يقل عن 30” من القوات السورية على الأقل كما استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من بينها دبابات وصواريخ.
كما أوردت تقارير أن المقاتلات الروسية ضربت مخابئ للمقاتلين في بلدة السخنة في بادية تدمر.
المصدر: رويترزش