اتهم وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، اليوم الجمعة، السياسيين فى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بـ”عسكرة أوروبا” وتحضير القارة لمحاربة بلاده، داعياً إلى تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران “دون أى انقطاع”، واصفاً الضربات الأمريكية على إيران بأنها “خرق للقانون الدولى ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية”.
وشدد لافروف، خلال مؤتمر صحفى فى ختام اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) فى كوالالمبور، على أنه على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمان أمن المنشآت النووية الإيرانية وحل الخلافات دبلوماسياً.
كما شدّد على أن روسيا دفعت نحو بذل الجهود لتحسين الوضع، وإعادته إلى المسار السياسي، وحل جميع القضايا حصرياً عبر المفاوضات، رغم الأضرار التي لحقت بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والضمانات المقدّمة للمنشآت النووية التي تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA.
وكانت إسرائيل شنت هجوماً مباغتاً الشهر الماضي استهدف مواقع نووية وعسكرية إيرانية، قبل أن ترد إيران بإطلاق صواريخ على إسرائيل.
وتدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع في 21 يونيو الماضي، عندما قصفت المواقع النووية الإيرانية الرئيسية مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات.
ولم يتضح حتى الآن مدى الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية جراء القصف الأمريكى.
واتهم وزير الخارجية الروسي السياسيين الحاليين في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بأنهم يحاولون تحضير أوروبا للحرب ضد بلاده. وقال إن “موسكو ستأخذ مسار أوروبا نحو العسكرة في الاعتبار في جميع مجالات تخطيطها”.
ولفت وزير الخارجية الروسي الانتباه، إلى ما وصفه بالسياسات العسكرية للمستشار الألماني فريدريش ميرتس و”مظاهر النازية في أوروبا”.
وقال لافروف “إذا كانت أوروبا تتجه نحو هذا المسار مرة أخرى، فهذا أمر مؤسف. سنأخذ ذلك في الاعتبار بشكل كامل في جميع مجالات تخطيطنا”.
وتابع لافروف “قلقون من التصرفات الأخيرة لبرلين وباريس ولندن، والسياسيون الحاليون ينسون دروس التاريخ”.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حذر لافروف من أن المخاطر تزداد وتحتدم حول إقامة الدولة الفلسطينية جراء ما سماها سياسات إسرائيل “العدائية”.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفى: “إذا واصلت إسرائيل الاستيطان فلن تبقى هناك أرض للسلطة الفلسطينية”، معتبرا أن إقامة دولة بمثابة تحد دولي.
وكان لافروف التقى وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، الخميس، في كوالالمبور، وعقدا اجتماعاً ثنائياً على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقدة في ماليزيا.وعقب اللقاء قال روبيو، إنه شارك بعض الأفكار والتعليقات مع نظيره الروسي، ووصف الحوار مع لافروف بأنه كان “صريحاً ومهماً”، وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان محبطاً بشأن “عدم مرونة الجانب الروسي بشأن أوكرانيا”.
وقال روبيو “نحن بحاجة إلى خارطة طريق للمضي قدماً بشأن كيفية إنهاء النزاع في أوكرانيا”.
بدورها، قالت الخارجية الروسية، إن روبيو ولافروف، ناقشا ملفات أوكرانيا وإيران وسوريا، وإن اللقاء كان بناءً واتسم بالاحترام المتبادل، مشيرة إلى أن الحوار بين الجانبين “سيتواصل”. وأضافت أن هناك رغبة مشتركة للسعي إلى “حلول سلمية” للنزاعات.
المصدر: وكالات