بعد مرور أيام على وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، أعربت إيران عن شكوكها الجدية في التزام الجانب الإسرائيلي بالاتفاق، في حين تتزايد التحذيرات الدولية من إمكانية استئناف إيران لتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية خلال فترة وجيزة، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية خلال الحرب.
قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، إن إيران “لا نثق بالتزام العدو بوقف إطلاق النار”، مؤكداً على أن طهران “مستعدة للرد بقوة” إذا تم استهدافها من جديد.
وشدد موسوي بالقول مهدداً “لم نبدأ الحرب.. لكننا ردينا بكل قوتنا ونحن على استعداد للرد إن هوجمنا مجدداً”.
وفي سياق متصل، وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تم نشرها يوم الأحد، طالب فيها بـ “اعتراف رسمي من مجلس الأمن الدولي بمسؤولية إسرائيل والولايات المتحدة عن بدء العدوان ضد طهران”.
كما طالب عراقجي في رسالته بـ “تحميل واشنطن وتل أبيب التبعات القانونية.. بما في ذلك دفع التعويضات وتنفيذ الإصلاحات الضرورية”.
في المقابل، أبدى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي قلقاً بالغاً من مستقبل البرنامج النووي الإيراني، قائلاً إن طهران قد تكون قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال أشهر، رغم استهداف منشآتها النووية في الهجمات الأخيرة، وفقًا لما ذكرته شبكة سي بي إس نيوز يوم السبت.
وقال جروسي في مقابلته مع الشبكة إن “بعض المواد المخصبة قد دُمرت .. لكن جزءاً منها قد يكون نُقل قبل القصف”.
وأضاف جروسي خلال بالقول “لا نعرف على وجه اليقين أين توجد هذه المواد الآن وهذا يثير قلقاً كبيراً”. وهي تصريحات تخالف تلك التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقاً عندما قال “لا أعتقد إنهم حركوا شيئاً .. هذا أمر صعب التنفيذ”.
وبحسب الوكالة الدولية، فإن إيران تمتلك نحو 408 كيلو غرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من المستوى المستخدم في إنتاج سلاح نووي. الأمر الذي أشار إليه غروسي أيضاً في مقابلته مؤكداً على أن هذه الكمية إن خضعت للمزيد من التخصيب قد تكفي نظريا لصنع أكثر من تسع قنابل نووية.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الشوري الإيراني كان قوت لصالح تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على خلفية اتهامات إيرانية للوكالة بالتواطؤ مع واشنطن وتل أبيب في هجماتهما على طهران.
وفي السياق، أشار جروسي إلى أن طهران رفضت طلباً لمفتشي الوكالة بزيارة المنشآت الرئيسية مثل فوردو، ما زاد الأمر غموضاً حول حقيقة الاضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني.

