تستعد محافظة الأقصر لاستقبال الآلاف من السائحين والزائرين من مختلف الجنسيات، فجر يوم 21 ديسمبر الجاري، لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع داخل مجمع معابد الكرنك، في واحدة من أندر الظواهر الفلكية الأثرية التي تجسد عبقرية المصري القديم في علوم الفلك والهندسة ، والذي يحدث تزامن معه الانقلاب الشتوي داخل المحافظة.
وأعلنت محافظة الأقصر أن فعاليات الاحتفال تبدأ في تمام الساعة السادسة صباحا خلال هذا اليوم بالتجمع أمام ساحة معابد الكرنك، يعقبها في السادسة والربع عرض الصوت والضوء، ثم فقرة موسيقى شروق الشمس في السادسة والنصف، على أن يبدأ شروق الشمس في السادسة وخمس وثلاثين دقيقة، ويكتمل تعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس من السادسة وأربعين دقيقة وحتى السابعة صباحًا.
وقال رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أيمن أبو زيد، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، إن الظواهر الفلكية بمعابد الكرنك، ومنها تعامد الشمس على معابد بتاح ورمسيس الثالث، تحظى باهتمام واسع من السائحين، الذين يحرصون على توثيق تلك اللحظات النادرة بالصور التذكارية.
وأضاف أن تلك الظواهر تمثل شاهدًا حيًا على عبقرية المهندس المصري القديم، وقدرته على الدمج بين علمي الفلك والهندسة في تصميم المعابد، مشيرًا إلى أن معابد الكرنك لا تزال تحتفظ بالعديد من الأسرار الفلكية والروحية التي تدهش العالم.
وأوضح أن ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد الكرنك تعتبر الإعلان الرسمي لدخول فصل الانقلاب الشتوي، وهي من الظواهر الفلكية الفريدة التي تحظى باهتمام كبير من المحافظة وقطاع السياحة والآثار، لما لها من دور مهم في الترويج السياحي وإبراز القيمة الحضارية لمعابد الكرنك وريادة المصريين القدماء في علوم الفلك الأثري.
وأضاف أن الاحتفال يقام سنويًا داخل معابد الكرنك في لحظات شروق شمس يوم 21 ديسمبر، بحضور أعداد كبيرة من السائحين والأهالي، حيث تتعامد أشعة الشمس على قدس القداس آمون رع، في مشهد فلكي مهيب يعلن رسميًا بدء الانقلاب الشتوي.
وتابع أن معبد آمون رع يعد أحد أكبر وأهم معابد الكرنك، وقد شُيّد على محور شمسي دقيق يتوافق مع حركة الشمس في يوم الانقلاب الشتوي، في إبداع معماري وفلكي فريد يبرز عظمة الحضارة المصرية القديمة، ويجعل من الأقصر متحفًا مفتوحًا للظواهر الفلكية النادرة.
ومن جانبه أكد مدير معبد الكرنك الدكتور الطيب غريب، أن ظاهرة تعامد الشمس تمثل حدثًا فريدًا على مستوى العالم، وتسهم بشكل مباشر في تنشيط الحركة السياحية بالأقصر، خاصة مع انطلاق الموسم السياحي الشتوي.
وقال الطيب غريب إن تعامد الشمس على مقصورة الزورق المقدس يتزامن مع يوم الانقلاب الشتوي، وهو دليل واضح على براعة المصري القديم في حساب الزمن ودقة التخطيط المعماري، حيث تخترق أشعة الشمس المعبد تدريجيًا في توقيت ثابت لا يتغير سنويًا.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تؤكد تفوق قدماء المصريين في علوم الفلك والهندسة، وقدرتهم على توظيف حركة الشمس داخل التصميم المعماري للمعبد، بما يعكس عمق الفكر العلمي في الحضارة المصرية القديمة.
المصدر : أ ش أ

