مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل
معلوم لعلماء الفلك أن كوكب الأرض يتلقى سيلا لاينقطع من الأحجار المنتشرة بين كواكب المجموعة الشمسية: تصل هذه الأحجار ليل نهار كوكبنا بأعداد لايمكن حصرها، فتخترق الغلاف الجوي وتحتك بغازاته بسرعات فائقة: وتنتج عن الاحتكاك حرارة عالية تجعل هذه الحجارة، وقد يصدر عن ذلك أضواء ملونة.. تلمع كالبرق الخاطف، وهو مانسميه “الشهب”، وفي أحيان قليلة: لايحترق الحجر القادم من الفضاء الخارجي بأكمله، فيتبقى منه جزء يصل سطح الأرض: وهو “النيزك”.
ليس بجديد أن من العلماء من يعتقد أن “بذور الحياة” لم تنشأ على الأرض: وإنما وردت إليها وقد حملتها النيازك المتساقطة عليها من خارجها، ومع تعدد التصورات العلمية للمقصود “ببذور الحياة” فلايوجد تصور قاطع لها.
ومنذ أواخر القرن الماضي: ظهر فرع حديث على أسس دقيقة مضبوطة، ينتمي في آن واحد إلى العلوم البيولوجية وأيضا إلى العلوم الفلكية، هو “علم الفلك البيولوجي”، وهو علم يبحث إمكانية وجود صور للحياة- قد تكون بعيدة جدا عن تصوراتنا التقليدية المتوارثة- في أنحاء أخرى من الكون، ويدخل في إطاره البحث في احتمال “بذور الحياة” الكونية التي ربما كانت قد وفدت إلينا، وبإنشاء وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” مركزا علميا متخصصا فيه:خرج الموضوع تماما عن إطار الخيال العلمي، وأصبح “علم الفلك البيولوجي” واحدا من العلوم الطبيعية وتعددية المراكز العلمية المتخصصة فيه حول العالم..
من هذه المراكز: المركز الأسباني “سنترو دي أستروبيوجيا” الذي خرج علينا علماؤه بنصور جديد مثير لنشأة الحياة.
من المقطوع به أن من النيازك التي تضرب الأرض نيازك وردت إلينا من كواكب المجموعة الشمسية الأخرى، على الأقل من المريخ.
فلماذا لاتكون الكواكب قد تبادلت – ومازالت تتبادل – النيازك مع بعضها البعض؟
لايوجد مايمنع، بل هو ماحدث بالفعل.
ثم يأتي التساؤل الثاني: إذا كان ذلك قد حدث، فلماذا لاتكون الكواكب قد تبادلت انتقال “بذور الحياة” بينها؟
تبعا للعلماء الأسبان: فإن الحياة تكون قد نشأت في أكثر من مكان في الكون، لافي مكان واحد.. كما في التصور الشائع.

