أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد، بـ”انتصار كبير” في مجلس الشيوخ بعد اجتياز مشروع “القانون الكبير الجميل الموحد”، للتخفيضات الضريبية عقبة أساسية في مجلس الشيوخ، تسهل تمريره ليصبح قانوناً خلال أيام، وقال ترمب إنه “فخور للغاية” الليلة بالحزب الجمهوري.
وتجاوز مشروع قانون ترامب للتخفضيات الضريبية، في ساعة متأخرة من مساء السبت، أول عقبة إجرائية في مجلس الشيوخ، بعدما حصل الجمهوريون على أصوات كافية لفتح النقاش في المجلس بشأنه، بعد التغلب على معارضة عدد من الجمهوريين المتحفظين على مشروع القانون، ما يزيد من فرص تمريره خلال الأيام المقبلة.
ووجه ترامب الشكر إلى أعضاء مجلس الشيوخ ريك سكوت من فلوريدا، ومايك لي، ورون جونسون، وسينثيا لوميس، لتصويتهم لصالح مشروع القانون، وقال: “لولاهم لما كان ذلك ممكناً.. هؤلاء، إلى جانب جميع الوطنيين الجمهوريين الآخرين الذين صوّتوا لصالح مشروع القانون، هم أشخاص يُكنّون حباً حقيقياً لهذا الوطن”.
وقال: “بصفتي رئيساً للولايات المتحدة، أشعر بالفخر بهم جميعاً، وأتطلع للعمل معهم من أجل تنمية اقتصادنا، والحد من الإنفاق غير الضروري، وتأمين حدودنا، والدفاع عن جيشنا وقدامى المحاربين، وضمان أن يخدم نظام ميديكيد (للرعاية الصحية) أولئك الذين هم فعلاً بحاجة إليه، وحماية التعديل الثاني من الدستور، وأكثر من ذلك بكثير”.
وخلال تصويت إجرائي، سعى الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ، جاهدين لحشد الأصوات اللازمة لإقرار حزمة السياسات الداخلية الواسعة التي تعكس أجندة ترمب الاقتصادية، وذلك بعد إبرام سلسلة من الصفقات مع الأعضاء المحافظين في صفوفهم، على أمل أن تكون كافية لتمرير المشروع في المجلس خلال الأيام المقبلة.
ويسابق قادة الحزب الجمهوري الزمن لإقرار التشريع وإرساله إلى مجلس النواب للمصادقة النهائية عليه، وذلك قبل الموعد النهائي الذي حدده ترمب في الرابع من يوليو.
ومرر الجمهوريون مشروع القانون بأغلبية 51 مقابل 49. وسيتعين الآن على قادة الجمهوريين إرضاء عدد كبير من الأعضاء المتحفظين الذين لا يزالون يطالبون بإدخال تعديلات على مشروع القانون، البالغة قيمته عدة تريليونات من الدولارات ويُعد حجر الأساس في أجندة ترامب الاقتصادية، ويهدف إلى خفض الضرائب الفيدرالية، وضخ المزيد من الأموال في ميزانية وزارة الدفاع ووكالات أمن الحدود، في مقابل تقليص برامج شبكة الضمان الاجتماعي الحكومية، بما في ذلك برنامج “ميديكيد” للرعاية الصحية.
واصطدمت آمال الجمهوريين في اتخاذ إجراء سريع خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعقبات السبت، حين تأجل التصويت على بدء المناقشة حتى المساء، ثم استمر حتى وقت متأخر من الليل، مع مطالبة بعض الجمهوريين بمزيد من التنازلات.
وأبقى قادة الحزب التصويت التجريبي على مشروع القانون مفتوحاً لأكثر من 3 ساعات، ريثما يتفاوضون مع الأعضاء المتحفظين على المشروع في محاولة لكسب تأييدهم.
ووصل نائب الرئيس جي دي فانس، إلى المجلس لكسر أي تعادل محتمل في الأصوات، إلا أن قادة الجمهوريين بالمجلس، بذلوا جهوداً مضنية لحشد حتى مجرد أغلبية بسيطة تؤيد المضي قدماً في مناقشة مشروع القانون.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترمب كان يتابع التصويت من المكتب البيضاوي حتى وقت متأخر من الليل.
وفي رسالة على “تروث سوشيال” خلال التصويت، حض ترمب الجمهوريين على دعم مشروع القانون، وقال إن عليهم أن “يتذكروا أنهم يواجهون مجموعة شريرة، فاسدة، وعاجزة، تفضّل أن ترى بلدنا يحترق، على أن تفعل الصواب وتُعيد لأميركا عظمتها! الديمقراطيون سيسرّهم كثيراً أن يروا أكبر زيادة ضريبية في التاريخ (بنسبة 68%!)، وعدم تخصيص أي أموال إنفاق لحماية الحدود (حدود مفتوحة!)، وجيشاً ضعيفاً يعاني من نقص التمويل، حتى لا نتمكن من تنفيذ عمليات كما فعلنا قبل أسبوع فقط في إيران”.
وتابع: “لقد منحنا الديمقراطيين تمديداً لسقف الدين لأن ذلك كان القرار الصحيح، لكنهم لن يفعلوا الأمر ذاته معنا”.
وأصدر المجلس نسخة محدثة من مشروع القانون السبت، مؤلفة من 940 تشمل تغييرات محورية تهدف إلى كسب تأييد الأعضاء الجمهوريين المتشككين.
وشملت هذه التعديلات إنشاء صندوق بقيمة 25 مليار دولار لدعم المستشفيات الريفية المتوقع أن تتضرر بشدة من التخفيضات في برنامج “ميديكيد” للرعاية الصحية، والتي يفرضها المشروع، بالإضافة إلى تسريع وتيرة إنهاء الإعفاءات الضريبية الممنوحة لمشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ورفع الحد الأقصى لخصم الضرائب المحلية وضرائب الولايات، وهو مطلب رئيسي لأعضاء في مجلس النواب.
المصدر: وكالات

