اجتمع قادة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في لواندا، عاصمة أنجولا، لحضور القمة السابعة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، احتفالًا بمرور 25 عامًا على شراكة استراتيجية فريدة بدأت من القاهرة وتستمر حتى الآن بعزم وإرادة واضحتين نحو المضي قدمًا في تعزيز العلاقات ورسم أولويات جديدة للعقد المقبل.
وقالت دائرة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي صباح اليوم /الأربعاء/ إن فعاليات القمة انعقدت أمس وأمس الأول في لواندا برئاسة مشتركة من الرئيس الأنجولي جواو مانويل لورينسو ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إذ جددت القمة تأكيدها على الرؤية المشتركة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي لعام 2030 ورسمت أولويات جديدة للعقد المقبل.
وخلال القمة، أكد كوستا أنه في ظل مشهد عالمي أكثر تجزئة واستقطابًا، “تقف إفريقيا وأوروبا معًا بقوة أكبر”، فيما شددت فون دير لاين على أنه في ظل المنافسة الجيوسياسية وتسييس التجارة العالمية، “تحتاج إفريقيا وأوروبا إلى بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى.. نريد أن نكون شركاء مفضلين”.. حسب قولها.
وسلّطت فون دير لاين الضوء على استثمارات الاتحاد الأوروبي في مبادرة “البوابة العالمية”، وقالت: “نستثمر في الوظائف المحلية وسلاسل القيمة المحلية.. هذا هو نموذج أوروبا”. وحشدت مبادرة “البوابة العالمية” بالفعل أكثر من 120 مليار يورو ويسعى الاتحاد للوصول إلى 150 مليار يورو بحلول عام 2027.
وحسب التحليل، التزم الجانبان بتعميق التعاون لتوفير فرص العمل وتلبية تطلعات الشباب وتنويع الاقتصادات والحد من التبعيات غير المستدامة، مع ضمان الوصول إلى رأس المال والتكنولوجيا والموارد.. وقد أكدت إفريقيا وأوروبا إيمانهما بالتجارة المفتوحة والقائمة على القواعد. ولا تزال أوروبا أكبر شريك تجاري لإفريقيا، حيث يتدفق ثلث التجارة الإفريقية إلى الاتحاد الأوروبي.
وشملت مستخرجات القمة عدة تعهدات من بين ذلك دعم جديد لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية “AfCFTA” والمضي قدمًا في مشاريع الربط الرئيسية، مثل ممر لوبيتو، الذي مكّن هذا الأسبوع من تصدير أول أفوكادو أنجولي إلى أوروبا على الإطلاق.. وكذلك التعهد بدفعة متجددة لتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية، بما في ذلك المعادن الأساسية.
وإدراكًا للإمكانيات الهائلة للطاقة المتجددة في أفريقيا، التزم القادة بتسريع عملية انتقال الطاقة النظيفة. فعلى الرغم من احتوائها على 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم، لا تتلقى إفريقيا سوى 2% من استثمارات الطاقة النظيفة العالمية.
وتعهد الجانبان بتوفير الكهرباء النظيفة لـ 100 مليون شخص بحلول عام 2030 وتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة من خلال التعهد العالمي البالغ 15.5 مليار يورو الذي تم الحصول عليه في قمة مجموعة العشرين، في حين التزام برنامج “فريق أوروبا” بضخ أكثر من 400 مليون يورو للطهي النظيف.
وقالت فون دير لاين، حول ذلك:” يجب أن يكون الانتقال العادل للجميع ويجب أن يتم في إفريقيا”.
كذلك، أكد القادة دعمهم الثابت لنظام دولي قائم على ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك السيادة والسلامة الإقليمية. ودعوا إلى تهدئة فورية للتوترات في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجددوا دعمهم لسلام عادل ودائم في أوكرانيا والأرض الفلسطينية المحتلة ومنطقة الساحل والصومال وأماكن أخرى.
وشدد الجانبان على أهمية التمويل المُنتظم من الأمم المتحدة لعمليات دعم السلام التي يقودها الاتحاد الإفريقي وتعهدا بتوثيق التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهديدات الهجينة والتضليل الإعلامي. كما التزموا بتوفير فرص للشباب من خلال تعاون أقوى في التعليم والمهارات والبحث والابتكار وتوسيع نطاق تنقل الطلاب والباحثين والأكاديميين واتباع نهج متوازن للهجرة والتنقل، بما في ذلك تحسين المسارات القانونية والعودة الكريمة وإعادة الإدماج وتعزيز دعم أكبر للشتات الإفريقي كمحرك للابتكار والاستثمار.
وبمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، تعهد القادة بالعمل على بناء نظام متعدد الأطراف أكثر تمثيلاً وفعالية وإصلاح الهيكل المالي الدولي واتخاذ إجراءات مناخية طموحة وإصلاح شامل لمنظمة التجارة العالمية، وذلك قبل انعقاد المؤتمر الوزاري لعام 2026 في الكاميرون.
المصدر : أ ش أ

