قال مسؤولون أكراد إن قوات إيرانية وعراقية أجرت اليوم الاثنين مناورات عسكرية مشتركة قرب أراضي إقليم كردستان العراق الذي يحظى بالحكم الذاتي والذي نظم استفتاء من أجل الاستقلال عن العراق قبل أسبوع.
وقالت وسائل إعلام كردية وإيرانية إن نشر قوات إيرانية في الأراضي العراقية شمل دبابات وجنودا.
وذكر مصدر عسكري أن القوات العراقية المشاركة في هذه العملية هي من قوات مكافحة الإرهاب.
ويذكر أن العراق، وإيران، وتركيا، التي لها أقليات كردية كبيرة، أدانت الاستفتاء غير الملزم الذي أجري يوم الاثنين الماضي.
واتخذت هذه البلدان إجراءات لعزل كردستان العراق ومنها وقف الرحلات الجوية من وإلى مطاري اربيل والسليمانية.
وانتهى الاستفتاء المثير للجدل ورفضته القوى الإقليمية والدولية بتصويت أغلبية كبيرة من الناخبين الأكراد لصالح الاستقلال عن العراق.
وشملت هذه الإجراءات إعلان إيران عن حظر تصدير النفط والطاقة لأجل غير مسمى من وإلى كردستان العراق.
وقالت إيران إن جماركها أوقفت نحو 600 حاوية ومنعتها من عبور الحدود.
وتأتي هذه المناورات المشتركة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
وفي غضون ذلك، قالت القوات العراقية إنها بمساعدة قوات الحشد الشعبي استعادت السيطرة على قاعدة الرشاد الجوية كان ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية قد استولى عليها.
ويذكر أن القوات العراقية بدأت تقدمها باتجاه مدينة الحويجة التي استولى عليها تنظيم الدولة الاسلامية.
وأصدر المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان العراق بعد اجتماع عقده برئاسة مسعود بارزاني بيانا أبدى فيه الاستعداد لإجراء حوار جاد مع الحكومة العراقية.
وأكد أن مبادرة المرجع الأعلى علي السيستاني، التي دعا فيها إلى الحفاظ على وحدة العراق والالتزام بالدستور “خطوة مهمة لحفظ المبادئ، إذ إن منطلقها هو حماية السلم والأمن الاجتماعي ونبذ العنف والتهديد”.
وكان آية الله علي السيستاني، المرجع الأعلى للشيعة في العراق، قد أكد على معارضته انفصال إقليم كردستان بعد الاستفتاء الذي أظهر موافقة أغلبية سكان الإقليم على الانفصال، بحسب ما ذكره أحمد الصافي ممثل السيستاني.
وجاءت تصريحات الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عن السيستاني في مدينة كربلاء جنوبي بغداد.
ودعا السيستاني حكومة إقليم كردستان العراق “إلى الرجوع للمسار الدستوري” نصا وروحا لحل ما يقع من منازعات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في سعيها لتقرير مصير الشعب الكردي، وضرورة المحافظة على وحدة العراق.
وأشار البيان الذي أصدره مجلس الاستفتاء إلى أن الدعوة إلى العودة إلى الحوار تتطابق تماما مع “ما ذهبنا إليه، وهو أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا والمسائل العالقة بين بغداد وأربيل”.
“لذا فإننا، نعلن، وبناء على المبادره الكريمة استعدادنا للمباشرة بإجراء مفاوضات جادة مع الحكومة العراقية”.
ولم يشر البيان – كما يقول موفدنا الخاص إلى كردستان، فراس كيلاني – إلى نتائج الاستفتاء، وهذا ما فسره مراقبون على أنه تراجع في موقف أربيل نتيجة الضغوط الدولية والإقليمية والعراقية.
غير أن بعض أعضاء المجلس صرحوا أمس بعد الجلسة بأن “لا تراجع عن الاستفتاء”، ولكن يبقى البيان هو الوثيقة الوحيدة التي خرجت عن الاجتماع.
المصدر : وكالات