أكد أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية، أن الأزمة مع قطر تفاقمت بسبب انعدام الثقة وعدم التزامها بتعهداتها ومحاولاتها زعزعة استقرار الدول العربية بما فيها مصر أكبر دولة في المنطقة .
وقال قرقاش في كلمة ألقاها في مؤسسة “تشاتام هاوس” بالعاصمة البريطانية لندن اليوم إن الشيخ زايد آل نهيان – رحمه الله – كان قلقا حيال الاتجاه الذي ينتهجه ولي العهد القطري في فترة التسعينات وحثه للعمل في إطار المحيط الخليجي .
ولفت النظر إلى أن قطر لم تلتزم باتفاقية الرياض التي تمت برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز .. وأن نشوب الأزمة مع دولة قطر لا علاقة له بالتغييرات في القيادة السعودية الجديدة أو الإدارة الأمريكية الجديدة .
وتابع قائلا : إن الأزمة لا تتعلق بشكل أساسي بإيران رغم أن طهران تستفيد من ممارسات قطر ولكن الأمر يتعلق بدعم أغنى دولة في العالم خلال السنوات العشرين الماضية للجهاديين في الشرق الأوسط ولمنظمات بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة .
وأضاف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن وزارة الخارجية الأمريكية تحدثت في التقرير الخاص بالإرهاب عن قطر حيث أشارت إلى أنها دعمت ومولت “جبهة النصرة” وهي تنظيم مرتبط بالقاعدة وفي عام 2014 قالوا إن قطر تمول المتطرفين السوريين وتقوم بمفاقمة وضع غير مستقر في المنطقة .
وأكد قرقاش أن رعاية قطر للمجموعات الجهادية في سوريا زعزعت الجهود الواسعة لمساعدة المعارضة غير الجهادية ؛ ونتيجة لذلك قد بدأ السوريون يحاولون ان يختاروا بين (بشار) الأسد من جهة وبين داعش من جهة أخرى.وكذلك قامت قطر بدعم المتطرفين في ليبيا و”أنصار الشريعة” وايضا احد الاشخاص الذين كانوا في هذه المنظمة باتوا من المسؤولين الكبيرين في قطر وأيضا كانوا معنيين بالتفجير الذي وقع في مدريد عام 2004 وأودى بحياة الكثيرين .
ولفت وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “إن الأمر لا يتعلق بكيفية تنظيم أو وضع بعض المجموعات في خانات معينة” ، مشددا على أن قائمة الإرهاب التي وضعتها الدول الأربع المقاطعة لقطر والتي ضمت 59 فردا فإن الغالبية منهم كان لديهم علاقات مثبتة مع تنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى.
وتأجيج الوضع … لافتا إلى أن كل ما تقوم به قطر ليس في مصلحتها الوطنية .
وأشار إلى أن قطر منذ العام 1995 تحاول أن تجد لنفسها سببا في الوجود وأنها وجدت ذلك في “الجهادية” ، مشيرا إلى أنها اعتقدت بأن الحركات الإسلامية المتطرفة سوف تسيطر على الشرق الاوسط وأرادت ان تنتهز هذه الفرصة لتجعل منهم حلفاء .
وشدد على أن الدول العربية تريد حلا وليس إطالة الأزمة ،مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه في العام 2013 و2014 قام أمير قطر تميم بالتوقيع على اتفاقية الرياض ووعد بأنه سوف يوقف دعمه للإرهاب ،،إلا أنه لم يحترم وعوده .
وأضاف أن الدولة الداعية لمكافحة الإرهاب تطالب بنفس المطالب التي كان قد وافق عليها الأمير القطري عام 2013 ، موضحا في الوقت ذاته أن هذه الدول لن تصعد أكثر مما تعتبره تدابير سيادية ممنوحة من قبل القانون الدولي ، ومشيرا إلى أنه ينبغي التوصل إلى حل إقليمي ومراقبة دولية .
وقال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش “إننا نرى حاليا بأن الضغوط على قطر تأتي بنتائجها” ، مشيرا الى أن مذكرة التفاهم التي وقعتها الولايات المتحدة وقطر بشأن تمويل الإرهاب تمثل تطورا إيجابيا.
وأضاف :”نحن مستعدون لأن تستغرق هذه العملية وقتا طويلا، ولن نقبل بغض النظر على ممارسات قطر”، مضيفا أن قطر هي من بين الداعمين الاساسيين للترجمة الجهادية المغلوطة عن الدين الاسلامي.
وردا على سؤال في حال استمرت الأزمة مع قطر لسنوات ومدى تأثيرها على ملفات مثل الملف الليبي واليمني والسوري وغيرها ، قال قرقاش :”نحن لانزال نراهن على الحكماء في الجانب القطري ، وعندما يتفهم القطريون أن هذه الأزمة سوف تستمر لوقت سيصبحوا أكثر واقعية ، لانهم سيلاحظون بأنهم ليس لديهم جيران مباشرين رغم مطاراتهم مفتوحة”.
وأكد أن الدول الداعية لمكافحة الارهاب لا ترغب في التصعيد ولا في تغيير النظام القطري ، ولكن ترغب في تغيير السلوك والسياسات ووقف دعم قطر للارهاب والتطرف.
وبشأن تقييمه لجهود الولايات المتحدة الامريكية في إطار الوساطة لحل الأزمة مع قطر ، قال قرقاش “إن هناك مخاوف من هذه الأزمة ولكن ما يتبين حاليا هو ضرورة التوصل الى حل إقليمي” ، مشيرا الى أن اتفاقية الرياض التي وقعت عليها قطر يمكن أن تمثل حجر أساس ولكنها تحتاج الى نظام رقابة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
المصدر: وكالات أنباء