يتعرض الإنسان في حياته اليومية لكثير من الأمور التي تؤثر على حياته وتتسبب في إصابته بأمراض مزمنة قد تفضي في بعض الأحيان إلى الوفاة، وتغيير نمط الغذاء في رمضان ليتحول إلى نظام غذائى صحي ومتكامل يعد طوق النجاة من معظم هذه الأمراض، خاصة وأن الكثير منها ليست وليدة الصدفة، بل هي محصلة لقلة الاهتمام بالصحة، وممارسة الحياة بأسلوب عشوائي، وعدم وضع نظام معين منضبط للغذاء.
فبالنسبة للتدخين، لا يوجد شخص على سطح هذا الكوكب الصغير لا يعرف أن التدخين ضار بالصحة، وإن له الكثير من السلبيات على حياة الإنسان، وأقل ما يفعله هو تعريض المدخن لخطر الإصابة بالسرطان .. وبامتناع الصائم عن التدخين لأكثر من 15 ساعة في اليوم تكون الفرصة سانحة للتحرر من النيكوتين بشرط أن يستمر بالإرادة في عدم التدخين بعد الإفطار.
ويبقى الإعتدال في تناول الطعام سيد الموقف والعامل الرئيسي في التمتع بصحة جيدة، وكعادتهم في كل عام يقدم خبراء الصحة العامة مجموعة واسعة ومتنوعة من النصائح الرمضانية كي تكون الاستفادة أكثر ما يكون من حكمة الصوم، مستهدفين بذلك أن يحسن صيام هذا الشهر الصحة العامة للإنسان، ومؤكدين أن اتباع طرق خاطئة للغذاء في الافطار والسحور يجعل الصيام أكثر ضررا من نفعه.
والتغذية المتوازنة خلال شهر رمضان هامة للحفاظ على حيوية الجسم، ولضمان مواصلة الصيام دون تعب أو مشقة، ووجبة الإفطار وحدها لا تؤمن كل احتياجات الجسم الغذائية، وتناول وجبتي السحور والإفطار الصحيين، والمقبلات والحلويات باعتدال، واختيار المناسب من الفاكهة والخضروات، تفادي المشروبات المحلاة، والقيام بالحركة الرياضية المعتدلة كل يوم يساعد في المحافظة على الوزن الصحي خلال الصيام.
وأكد خبراء التغذية على عدة نصائح هامة للخروج من الصيام بجسم سليم منها ..
* الحصول على كمية وافرة من الماء في الفترة من الإفطار إلى السحور (نحو 8 أكواب من الماء يوميا) على فترات متقطعة،
* أن يكون الطبق الرئيسي لوجبة الإفطار صحي متوازن ويحتوي على نوع من النشويات، واللحوم باعتدال، إضافة إلى الخضار المطبوخ، بحيث يقسم إلى أربعة أجزاء (جزء للنشويات بطيئة الامتصاص – جزء للحوم قليلة الدهون – النصف للخضروات).
والإفطار الصحي هو ما يتماشى مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ يبدأ بتناول التمر، ثم كوب ماء أو لبن، ثم تناول طبق الحساء الساخن والسلطة ثم الوجبة الرئيسية، وممارسة رياضة المشي يوميا بعد تناول الإفطار بساعتين لهضم الطعام والتخلص من السعرات الحرارية الإضافية وللمحافظة على نشاط الجسم والبعد عن الخمول.
وأكد خبراء التغذية أهمية وجبة السحور للصائم لأهميتها في تنشيطه وتقويته خلال نهار الصوم الطويل، وتجنب تناول الأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الملح والبهارات والتوابل.
ويشكل التمر، والفواكه المجففة والمكسرات جزءا من النظام الغذائي الصحي خلال شهر رمضان، وهي مأكولات تزود الجسم بالعناصر الغذائية الصحية الغنية بالطاقة، وبالتالي تساعد في المحافظة على الحيوية طوال هذا الشهر الكريم.
وحذر خبراء التغذية من تناول الحلوى بعد وجبة الإفطار مباشرة، لأنها تتسبب في زيادة حجم المعدة وتأخير عملية الهضم، وحدوث اضطراب في مستوى السكر في الدم الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول المزيد من الحلويات، لذا يفضل تناولها بعد ساعتين إلى ثلاثة من تناول طعام الإفطار.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)