اصطف ملايين الإيرانيين في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم اليوم الجمعة في مؤشر مبكر على إقبال قوي على الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة محتدمة بشكل غير متوقع قد تحدد مستقبل خروج البلاد من عزلتها الدولية.
وتضع الانتخابات الرئيس الحالي حسن روحاني الذي يريد تطبيع العلاقات مع الغرب في مواجهة القاضي المحافظ إبراهيم رئيسي الذي يقول إن روحاني تجاوز حدوده وباع قيم الثورة الإسلامية إلى أعداء إيران.
وقال روحاني، الذي أبرم اتفاقا مع القوى العالمية قبل عامين للحد من أنشطة إيران النووية مقابل رفع معظم العقوبات الاقتصادية، إن الانتخابات مهمة “لدور إيران في المنطقة والعالم في المستقبل”.
ونقلت عنه وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية قوله “أيا كان من سيفوز في الانتخابات فينبغي أن نساعده على تنفيذ هذا الواجب المهم والجدي”.
ويواجه روحاني (68 عاما)، الذي اكتسح الانتخابات قبل أربعة أعوام بعد أن وعد بانفتاح إيران على العالم ومنح مواطنيها مزيدا من الحريات في الداخل، تحديا قويا بشكل غير متوقع من رئيسي أحد تلاميذ الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وألقى رئيسي مسؤولية سوء إدارة الاقتصاد على روحاني وسافر إلى المناطق الفقيرة حيث نظم تجمعات انتخابية ووعد بتوفير المزيد من مزايا الرعاية الاجتماعية والوظائف.
ويعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الثوري وتأييد ضمني من خامنئي الذي تفوق سلطاته الرئيس المنتخب لكنه عادة ما يفضل البقاء بعيدا عن المشهد السياسي.
ووفقا لوكالة فارس شبه الرسمية للأنباء فقد قال رئيسي بعد أن أدلى بصوته “احترم نتيجة تصويت الشعب وستلقى النتيجة احتراما مني ومن الناس”.
وفي الانتخابات الأخيرة فاز روحاني بثلاثة أمثال الأصوات التي فاز بها أقرب منافسيه. لكن المنافسة أشد احتداما هذه المرة لأن المرشحين المحافظين الآخرين انسحبوا وألقوا بثقلهم خلف رئيسي.
ويأمل الحرس الثوري في أن يتيح فوز رئيسي فرصة استعادة السيطرة على السلطة الاقتصادية والسياسية التي يرون أنها تقوضت بسبب رفع العقوبات والانفتاح على الاستثمار الخارجي.
وتبادل رئيسي (56 عاما) وروحاني الاتهامات بالفساد والوحشية على شاشات التلفزيون بحدة لم تر الجماهير مثلها منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وينفي كل منهما هذه الاتهامات.
وذكر التلفزيون الرسمي أنه جرى نشر نحو 350 ألفا من أفراد الأمن في جميع أنحاء البلاد لحماية العملية الانتخابية.
وركز رئيسي حملته الانتخابية على الاقتصاد وزار المناطق الريفية والقرى ووعد بتوفير مساكن ووظائف والمزيد من مزايا الرعاية الاجتماعية في رسالة ستلقى آذانا صاغية لدى ملايين الناخبين الفقراء الذين يشعرون بالغضب من النخبة في طهران.
وبشكل رسمي لا يزال هناك مرشحان آخران من التيار المحافظ في السباق .وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المئة من الأصوات فإن المرشحين اللذين سيفوزان بأكبر عدد من الأصوات سيواجهان بعضهما البعض في جولة إعادة خلال أسبوع.
وقال التلفزيون الإيراني إنه تقرر تمديد التصويت ساعتين حتى الساعة الثامنة مساء (1530 بتوقيت جرينتش). وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن إجراءات الفرز ستبدأ في منتصف الليل ويتوقع الإعلان عن النتيجة خلال 24 ساعة من غلق مراكز الاقتراع. وتجرى أيضا انتخابات للمجالس البلدية والمحلية.
المصدر: رويترز