الأمر خطير ومعقد على صعيد العالم كله، فهو يتعلق بحقيقة فرضت نفسها، وتواصل ترسيخ وضعها بمنتهي القوة، في الحياة اليومية، هي أجهزة المحمول، وعند الحديث عن أخطار صحية محتملة على مستخدميها، فإن هذا يثر قلق على أوسع نطاق، فإنه بحسب آخر إحصاءات وفرته “منظمة الصحة العاليمة”، هناك 4.36 بليون مشترك في خدمات المحمول حول العالم اليوم، وبالإضافة إلى هذا الرقم الماهول، فإنه ما يجعل هذه الأجهزة تتوغل أكثر وأكثر في حياة الناس الوظائف التي تضيفها التكنولوجيا باستمرا إلى المحمول.. فلاتجعله مجرد وسيلة للاتصال الصوتي فحسب.
وبحسب تقرير إخباري علمي وزعته وكالة رويترز للأنباء، فإن باحثين بريطانيين يبدأون أكبر دراسة من نوعها في العالم، يتبنون من خلالها أي آثار سلبية محتملة للذبذبات المستعملة في شبكات المحمول على الوظائف المعرفية والإدراكية لمخ الطفل.
يقوم بالدراسة مركز علمي في جامعة بريطانية موثوق بها للغاية، ويوضح القائمون على الدراسة التي أجريت حتى الآن اهتمت بما يتعلق بالعلاقة بين المحمول وصحة المخ بالجانب المتعلق بإمكانية تحفيز الموجات المستعملة في المحمول وصحة المخ، ولم يتضح هذا الاحتمال حتى الآن بأي درجة تدعو للقلق، وإن كانت هذا الدراسات لم تختلف على ضرورة تطوير معايير الأمان وعدم الإسراف في التحدث في المحمول.
لكن دراسة جديدة تهتم بجانب جديد من هذا الملف المهم وهو تأثير موجات المحمول على نمو وظائف كالذاكرة والانتباه في مخ الطفل، ويذكر “مركز البيئة والصحة”، في “جامعة إمبيريال كوليتج”، أن الأثر التراكمي السلبي لتلك الموجات على جهاز الطفل العصبي أمر جدير بالاهتمام والبحث.
موقع “قناة النيل ” الإخباري، سأل د/ فاضل محمد علي، أول من اهتم في العالم العربي بالبحث على الآثار الصحية للمحمول منذ أوائل القرن الحالي عن ذلك الجانب الذي يبحثه المركز البريطاني، فقال “ما الذي يدفع العلماء في شتى أنحاء العالم إلى القيام بأبحاث مستفيضة عن الآثار المحتملة للمحمول على صحة الإنسان من مختلف جوانبها؟ ما الذي يجعل جامعة ذات باع طويل في البحث العلمي مثل “إمبيريال كوليتج”، تقوم بهذه الدراسة الموسعة عن إمكانية تأثير المحمول سلبا على وظائف المخ عند الأطفال؟ ويجيب د/فاضل أستاذ الفيزياء الحيوية الطبية في جامعة القاهرة السبب أنه طالما كان هناك إشعاع، وإن كان ضعيفا جدا، فمن المتوقع أن يحدث أضرارا صحية لو تعرضنا له، ويعني وضع ضوابط للاستعمال أن هناك خطرا من الواجب تلافيه.
ويكون السؤال هنا: ما حدود الخطر. وفي حال المحمول، يكون من اللازم الأخذ في الاعتبار المدى الهائل لتوغله في حياة الناس فلا يجب إثارة فزعهم، وفي الوقت نفسه لايمكن للعلماء غض النظر عن احتمالات الخطر.
الدراسة الجيدة لا تكتفي بالاهتمام بأثر المحمول على تطور وظائف مخ الطفل، بل تتعداه إلى الاهتمام بأثر كل الأجهزة الالكترونية الجديدة التي تحفل بيها البيئة المحيطة بالطفل.
كتبه/ مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل للأخبار

