القنبلة السكانية في أفريقيا تزداد خطرا، ومن شظاياها المنتظرة المجاعات والفقر والمرض وشظايا أخرى عديدة.
معهد “جوتماشر” الأمريكي أعلن أنه ينبغي توفير 1.5 بليون سنويا لإتاحة وسائل منع الحمل للنساء الأفريقيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما، ولا يستطعن الحصول على هذه الوسائل كأمر أساسا لازم لكبح جماح التزايد المستمر في تعداد الأفارقة، فمن يوفر هذه الأموال؟.
يخطئ من يتصور أن تفشي المجاعات والفقر والمرض في منطقة من العالم يجعل باقي العالم بمعزل عن الخطر، ومن هنا القنبلة السكانية الأفريقية من القنابل التي تتفجر في وجه الجميع بتداعياتها المقلقة؟
موقع “إيكونوميست” الرقمي يؤكد ان 16 دولة أفريقية تضم 37 في المئة من إجمالي سكان أفريقيا معدل إنجاب المرأة فيها طوال حياتها ما بين خمسة وستة أولاد، ومن هذه الدول أوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية والنيجر التي يرتفع المعدل فيها إلى 7.5 وهو أعلى معدلات الإنجاب في العالم كله.
وتبعا لتقديرا الأمم المتحدة، فأن سكان أفريقيا بلغوا بليونا من البشر سنة 2010 يزدادون إلى 2.7 بليون سنة 2050 إن استمرت معدلات الانجاب الحالية على ما هي عليه، ويعني هذا أن الأفارقة سيكونون أكثر من ربع سكان العالم في ذلك التاريج مع أنهم لم يتجاوزوا عشر سكان العالم سنة 1970.
ووفقا لنفس التقديرات، فقد كان عدد المدن الأفريقية التي يزيد سكان الوحدة منها عن خمسة ملايين ثلاث مدن فقط سنة 2010، هي القاهرة وكينشاسا ولاجوس، ترتفع إلى 35 مدينة سنة 2050، وسيبلغ تعداد كل من كينشاسا ولاجوس 30 مليون نسمة، ومن المدن التي ستدخل القائمة دار السلام ونيروبي ورواندا، ولا شك أن توفير الخدمات والنبي التحتية لمثل هذه المدن عسيرا إلى أبعد حد.
بينما تبلغ النساء اللاتي يستعملن وسائل منع الحمل أكثر من 60 في المئة في كوريا الجنوبية والمكسيك وبنجلاديش فهي أقل من 20 في المئة لدى النساء في أفريقيا جنوب الصحراء.
“بنك التنمية الأفريقي” من جهة يؤكد التزايد المستمر في أعداد الأفارقة الذي يدخلون سوق العمل سنويا، ويري البنك أنه مما يفاقم مشاكل البطالة في أفريقيا تنامي دخول النساء هذه السوق.
دول حوض النيل جميعها، ما عدا مصر، يتراوح معدل الانجاب المرأة فيها بين 4.1 ولد و6.1 ولد طوال العمر مما يعني مشاكل حقيقة لهذه الدول مع وجود النزاعات المسلحة والقلاقل السياسية في العديد من مناطق الحوض.
الاسبوع الماضي، شهدت جامعة القاهرة مؤتمر مهما حول تأثير التغيرات المناخية في أفريقيا، وتأكد في المؤتمر الذي نظمه “معهد الدراسات والبحوث الأفريقية” بالجامعة أن أفريقيا من أكثر مناطق العالم تعرضا للآثار السلبية لهذه التغيرات ولا شك أن تضافر التغيرات المناخية مع تزايد حدة الانفجار السكاني في القارة ينذر بعواقب لا يمكن تجاهلها تجعل لزاما على منظمة الاتحاد الأفريقي أن تهتم بها أضعاف اهتماماتها السياسية.

