منذ نحو ربع قرن من الزمان، ظهرت “الطائرة الشبح”الأمريكية محدثة تطورا ثوريا في الحرب الجوية، ومن بعدها ظهرت التوقعات بأن التطور الموازي القادم في الحرب البحرية سيكون “السفية الحربية الشبح”، وظهر أي يستبعد هذا بسبب الفروق الجوهرية بين الطائرات والسفن، والآن فإن “السفينة الشبح”، باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح حقيقة واقعة في الأسطول الأمريكي.
معروف أن المقصود بـ”الشبح” هنا عدم قدرة أجهزة الرادار المعادية على رؤية الهدف الذي يعتبر بالنسبة إليه “شبحا”، ومع التأكيد على ان الرؤية الرادارية لا يمكن أن تنعدم تمام، إنما فقط تخفت إلى أدنى حد ممكن، بحيث يتمكن “الهدف الشبح” من الإفلات من القذائف التي تستهدفه، فإن المجال يتسع لظهور أنظمة رادرية أكتر تطورا وحساسية وقدرة على الرؤية,
وفي المقابل، تظهر أسلحة أكثر اختفاء، ويستمر الأمر هكذا.
وفيما يتعلق “بالسفية الشبح” الأمريكية من الطراز “زامولت” التي يجرى العمل فيها على قدم وساق، فإن قدرة أنظمة الرادار البحرية الحالية على اكتشافها هي اثنان في المئة فقط من قدرتها على اكتشاف أي سفينة أخرى وتساويها في الحجم.
تفيد مجلة “مارين فورس” العالمية المتخصصة في شؤون التسليح البحري بأن السفن من طراز “زامولت” تعد ثورة حقيقة في تكنولوجيا السفن الحربية ، فهي الأكثر تقدما في تاريخ القوات البحرية على الإطلاق.
وتوجه موقع قناة النيل الإخباري إلى رائد علوم الرادار في مصر اللواء المتقاعد د/ إبراهيم سالم وسأله عن رأيه في هذا التطور، فلم يقلل من شأنه واعتبره فعلا انجازا كبيرا في التكنولوجيا العسكرية وتوقع ان يكون لظهور الحربية الأشباح أثره المستقبلي البالغ في الاستراتيجية البحرية العاليمة.
لكن د/إبراهيم رئيس قسم الرادار في الكلية الفنية العسكري ومدير الكلية الأسبق يؤكد انه من عدم الغض من قيمة الأبحاث والتصميمات التي بنيت على أساسها السفينة الجديدة، فإن خوضها معركة حقيقية يظل المعيار الأهم والحاسم، ثم ضد من ستخوص السفن معاركها، هل مع دول لا تمتلك نظما رادارية متواضعة؟ أم مع دول لديها نظم متطورة؟ ويضيف أن “الطائرة الشبح نفسها وجهت إليها مآخذ عديدة مع انها لا تقارن بالسفينة حجما وسرعة، وتوقع أن تكون الأسلحة الشبحية سلاحا جديدا في مجالات سباق التسلح.
السفين “زامولت” مزوردة بنظام دفاعي متكامل متقدم جدا لحمايتها من أي هجمات توجه إليها من الدفاع الساحلي أومن السفن أو من الغواصات أو من الطائرات وهي مصممة اساسا للقيام بعمليات هجوم من البحر إلى البر.
العمل في بناء السفينة يجرى على قدم وساق، ومن المقر أن تكون جاهزة منتصف 2016.

