بالصور .. الرئيس السيسى يلتقى رئيس الوزراء الصينى .. ويزور أكاديمية الحزب الشيوعى الصينى
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، في اليوم الثاني من زيارته إلى العاصمة بكين، رئيس الوزراء الصينى “لي كه تشيانغ”.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة بسام راضى، في بيان أصدره أمس الأحد، بأن رئيس الوزراء الصينى أعرب عن سعادته بلقاء الرئيس السيسي، مؤكداً ترحيب الصين حكومة وشعباً بسيادته والوفد المرافق له، ومشيراً إلى ما يربط بين البلدين والشعبين المصرى والصينى من علاقات صداقة تاريخية وممتدة.
كما أكد رئيس الوزراء الصينى حرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة مع ما تشهده مصر من نهضة تنموية واقتصادية واسعة، ومشاركة العديد من الشركات الصينية فى عدة مشروعات كبري يجرى تنفيذها حالياً.
وقد أشاد الرئيس السيسي بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى التقدم الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما، ومؤكداً تطلع مصر إلى مزيد من التعاون لدفع الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجارى بينهما. كما أشاد الرئيس كذلك بالشركات الصينية العاملة فى مصر، مؤكداً ما تحظى به كافة الاستثمارات الصينية والمشروعات القائمة في مصر من اهتمام وحرص على تذليل العقبات أمامها، بما يساعدها على زيادة استثماراتها وتحقيق المصالح المشتركة لكلا الجانبين.
وقد شهد اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث اعرب السيد الرئيس عن التطلع لقيام الصين بتوسعات في المدينة الصناعية الصينية بمصر والتى تعتبر الأولى للصين في أفريقيا، وتشجيع كبرى شركات القطاع الخاص للاستقرار في المدينة الصناعية، مشيراً سيادته إلى ما تحظى به مصر من مميزات تساعد تلك الشركات على تسويق منتجاتها فى العديد من الدول، خاصة التى وقعت معها مصر اتفاقيات للتجارة الحرة، فضلاً عن موقع مصر الجغرافى المتميز، وتوافر البنية التشريعية التى تساعد على جذب الاستثمارات.
كما أوضح الرئيس السيسي أهمية اتخاذ المزيد من الخطوات لتشجيع الصادرات المصرية إلى الصين وتسهيل إجراءات نفاذها إلى السوق المحلي الصيني، بما يساهم في تقليل عجز الميزان التجاري، فضلاً عن تشجيع السياحة الصينية إلى مصر فى ظل ما تمتلكه من مقاصد سياحية متنوعة.
وقد أكد رئيس الوزراء الصينى أن مصر بما تشهده من عملية إصلاح اقتصادى ونهضة تنموية ووضع سياسى وأمنى مستقر، تعتبر سوقاً واعداً للاستثمارات والشركات الصينية، مشدداً على حرص بلاده على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع مصر، ودراسة سبل تعزيز التبادل التجارى وسد الفجوة فى العجز التجارى بين البلدين.
من ناحية أخرى، فقد أجرى الرئيس السيسي، اليوم الأحد، زيارة إلى أكاديمية الحزب الشيوعى الصينى، والتى تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين، والمسؤولة عن تدريب المسؤولين والقيادات وتأهيلهم لتولى المناصب العليا.
وصرح المتحدث الرسمي بأن الرئيس السيسي استهل زيارته بتفقد متحف الأكاديمية والتى يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1933، بما يضمه من ذاكرة أرشيفية لمراحل تطور الأكاديمية وعرض دورها فى إعداد القادة الصينيين على مر العصور.
وعقب ذلك عقد الرئيس السيسي لقاءً مع رئيس الأكاديمية وقادتها، والذين أعربوا عن ترحيبهم بزيارة السيد الرئيس للأكاديمية، مستعرضين دورها فى تأهيل وتدريب القادة الصينيين، وما تضمه من مجالات تشمل مختلف قطاعات الدولة. ومن جانبه أعرب الرئيس عن سعادته بزيارة الأكاديمية، مشيراً إلى إعجابه بدورها الهام فى تدريب النخبة السياسية الصينية، والكوادر الحكومية، فضلاً عن توسيع رؤيتهم العالمية وتعزيز تفكيرهم الاستراتيجي بما يمكنهم من تولى مهام مناصبهم بشكل متميز.
كما وقع الرئيس السيسي فى سجل الشرف بالأكاديمية بكلمة أعرب خلالها عما تمثله الأكاديمية من صرح رفيع المستوي ساهم فى تخريج أجيال حملت على عاتقها مسئولية نهضة الشعب الصينى ورفعة شأنه، متمنياً للشعب الصينى الصديق دوام الرفعة والازدهار.
وقد ألقى الرئيس السيسي كلمة أمام أمام لفيف من قادة الأكاديمية وطلابها وقادة الحزب الشيوعى الصيني، حيث حرص سيادته في البداية على توجيه تحية تقدير للصين حكومة وشعباً، على ما أحرزوه من تقدم وما تم التوصل إليه من نتائج فى عملية التنمية يشهد العالم أجمع بنجاحها.
كما أجرى الرئيس حواراً مفتوحاً مع طلبة الأكاديمية أجاب خلالها على استفساراتهم بشأن العلاقات المصرية الصينية ومستقبل الأوضاع فى مصر والمنطقة العربية فى ظل ما تواجهه بعض الدول العربية من تحديات كبيرة، وقد أكد أهمية الدور المصري فى تعزيز العلاقات الصينية بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية وأوروبا، وذلك فى ظل ما تحظى به مصر من علاقات متميزة مع مختلف تلك الدول، فضلاً عن موقعها الجغرافى المتميز ودخولها فى العديد من اتفاقيات للتجارة الحرة مع العديد من الدول بتعدادهم البالغ حوالى 1,6 مليار نسمة، الأمر الذى يسهل من نفاذ المنتجات المصنعة فى مصر إلى أسواق تلك الدول، خاصة مع ما تقدمه مصر من تسهيلات للصناعات والاستثمارات الأجنبية فى العديد من المناطق الصناعية الجديدة التى تم إنشاؤها، فضلاً عما تمثله قناة السويس من محور عالمى لتسيير حركة التجارة، بما يساهم فى نقل البضائع إلى مختلف أنحاء العالم.
كما استعرض الرئيس السيسي ما تم من إصلاح اقتصادى ومشروعات كبرى خلال الفترة الأخيرة، بهدف توفير البيئة المواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، سواء من خلال توفير البنية التحتية من شبكة طرق حديثة وزيادة القدرة على توليد الطاقة الكهربائية وبناء العديد من المدن الجديدة وتطوير وزيادة عدد الموانئ البحرية، وتوفير التشريعات المحفزة للاستثمار، فضلاً عن المضي قدماً فى عملية إصلاح اقتصادى، كان للشعب المصري الدور الأهم فى تحمل نتائجها الصعبة بما لديه من وعى وإدراك لطبيعة المرحلة التى تمر بها مصر، وهى العملية التى بدأت بالفعل فى أن تؤتى ثمارا يشير إليها التحسن المستمر فى المؤشرات الاقتصادية.
وأعرب الرئيس بأن مصر تنظر إلى الصين بكل التقدير والإعجاب، خاصة مع نجاحها فى أن تقطع شوطاً كبيراً فى عملية البناء والتنمية، مؤكداً الحرص على التعاون مع الصين فى مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية والعلمية وغيرهم، وذلك للاستفادة مما يتوفر لديها من خبرات وتجارب ستساعد فى تحقيق التنمية المنشودة فى مصر.
كما استعرض الرئيس التطورات التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، مشير إلى أنه فى ظل الأحداث التى وقعت منذ عام 2011، جاء تركيز الدولة المصرية خلال السنوات الأربعة الأخيرة على الحفاظ على أركان الدولة والحيلولة دون انهيارها، وذلك من خلال إعادة بناء المؤسسات، فضلاً عن إعادة الاستقرار والأمن والتصدى للإرهاب. وأكد السيد الرئيس أنه مع انشغال الدولة بتنفيذ تلك الخطوات تم العمل فى ذات الوقت وبالتوازي على تنفيذ خطة تنموية طموحة تشمل الإصلاح الاقتصادى والاجتماعي وتنفيذ مشروعات عملاقة لتأهيل الدولة للإنطلاق إلى مستقبل أفضل، وأشار السيد الرئيس إلى أن المرحلة القادمة ستشمل بجانب الاستمرار فى عملية الإصلاح الاقتصادى، الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم والصحة والإصلاح الإداري.
ورداً عن استفسار بشأن الربيع العربي وتداعياته بالمنطقة، أوضح السيد الرئيس أن الفراغ الذى أفرزته ثورات الربيع العربى تم ملؤه من قبل بعض التيارات الدينية المعروفة بالإسلام السياسي، سعت إلى استغلال الفرصة للوصول إلى الحكم وتولى السلطة، دون اكتراث منها بأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية أو سقوطها، وبفهم خاطئ لحقيقة الواقع الذى تعيشه المنطقة وشعوبها ولمفهوم الدولة، كما شدد السيد الرئيس أن الشعب المصرى اختار بإرادته الواعية طريق الإصلاح لينأى بمصر عن خطر الانزلاق والانهيار.
المصدر: بيان من الرئاسة