وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيراه اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس والقبرصي نيكوس اناستاسيادس إلى مدينة الإسكندرية ، مساء اليوم ، لإطلاق مبادرة (العودة للجذور).
وتهدف هذه المبادرة الى توثيق العلاقات بين مصر واليونان وقبرص وإحياء السياحة التاريخية للجاليات اليونانية والقبرصية التي كانت تعيش في مصر سابقا ، وذلك كرسالة مودة وروح طيبة من جانب مصر تجاه كل من عاش على أرضها وترك أثرا أو إرثا إنسانيا.
كما تهدف المبادرة إلى تنظيم زيارات لليونانيين والقبارصة الى المناطق التى عاشوا فيها ، وربط الأجيال الجديدة من اليونان وقبرص ، الذين عاش أجدادهم في مصر ، بالحضارة المصرية.
ومبادرة (العودة للجذور) أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الى قبرص في نوفمبر من العام الماضي 2017 ، وتهدف إلى إقامة فعاليات على مدار أسبوع تتضمن إحتفالية للجاليات اليونانية والقبرصية التي كانت تعيش في مصر.
وشهد الحفل حضور عدد كبير من كبار رجال الدولة ورجال الأعمال والإعلاميين والفنانين ، وكان من بين الحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي ، والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ، ووزيرة التعاون الدولي سحر نصر ، والدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان ، بالإضافة إلى المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة.
وتم عرض فيلم تسجيلي بعنوان “العودة” ، وتناول الفيلم الحديث عن الجاليات اليونانية والقبرصية في مصر ، وامتزاج الثقافة اليونانية والقبرصية بالثقافة المصرية.
وتلى الفيلم التسجيلي تقديم أغنية للفنان اليوناني يانيس كوتسيراس بعنوان “يا سلام .. يا سلام” ، وغنتها الفنانة المصرية دينا صلاح ، وأعقبتها أغنية “حلوه يا بلدي”.
وفي كلمتها ، وجهت الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي لرفضه إطلاق كلمة لاجئين على الأشقاء السوريين المتواجدين في مصر ، مؤكدة أن مصر أول دولة تكرم الجاليات الأجنبية التي عاشت على أرضها وتسلط الضوء عليها على الرغم من الظروف والتحديات التي واجهتها.
وقالت نبيلة مكرم ” إن مصر من القدم دولة هجرة ، وفتحت ذراعيها للجميع حتى وهي تواجه التحديات الصعبة ، يوجد في القاعة الآن أكثر من 120 يوناني وقبرصي مصري رحبوا بالمبادرة فورا من أجل العودة لجذورهم في الإسكندرية مرة أخرى ، كما إكتشفنا أن الدبلوماسية الشعبية والقوة الناعمة لها تأثير إيجابي على مصر وقبرص واليونان”.
وفي ختام كلمتها ، وجهت وزيرة الهجرة الشكر للرئيس السيسي على تبنيه المبادرة في عام 2017 ، وعلي ثقته الكبيرة في المصريين بالخارج ، موجهة الشكر أيضا للرئيس اليوناني على حسن استقباله لها في اليونان خلال زيارتها الأخيرة.
وعقب القاء الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج كلمتها ، ألقى نائب وزير الخارجية اليوناني لشئون الجاليات تيرينس كويك كلمة أعرب خلالها عن حبه وعشقه الكبير لمصر وشعبها ، وقال “إن مصر هي وطني الثاني ، وإنني أعشق مصر وأشعر بالأمان فيها أكثر من أي بلد في العالم”.
ثم ألقى المفوض الرئاسي القبرصي للشئون الانسانية وشئون المغتربين فوتيس فتيرو كلمة أعرب خلالها عن الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على حسن الضيافة وعلى كل ما قدمه من أجل تجسيد هذه المبادرة.
وتلى ذلك القاء الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة أكد خلالها على أن الهجرات اليونانية والقبرصة أثرت في المجتمع المصري ، مشيرا إلى أن آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان نموذج يحتذي به في منطقة شرق البحر المتوسط ، ووجه التحية لجميع الحاضرين على وجودهم في مصر ومشاركتهم في هذه الاحتفالية.
ثم أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس ، في كلمة أمام الاحتفال ، أن مبادرة (العودة إلى الجذور) تعد خطوة للأمام في إطار التعاون الثلاثي بين قبرص واليونان ومصر ، وتعيد التأكيد على العلاقات الممتازة بينها وتسهم في إنجاح آلية التعاون الثلاثي فيما بين الشعوب.
وأعرب عن شكره وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسي لرعايته مبادرة “العودة إلى الجذور” ، مشيرا الى أن الشعب المصري احتضن الجالية القبرصية منذ اللحظة الأولى.
وفي كلمته أمام الاحتفالية ، أشار الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس الى أن الدول الثلاث يربطها تاريخ يمتد منذ 40 قرن ، وهي قرون أدت إلى روابط وثيقة.
واختتم الرئيس اليوناني كلمته ، موجها التحية للرئيس السيسي على منحهم الفرصة من أجل العودة لهذه اللحظات التاريخية في الإسكندرية التي هي رمز الماضي والحاضر والمستقبل.
وبعد ذلك ، عزفت الموسيقي السلام الجمهوري للدول الثلاث اليونان وقبرص ومصر ، مؤذنة ببدء فعاليات أسبوع “إحياء الجذور” للجاليات اليونانية والقبرصية ، وتتضمن زيارات لمعالم الإسكندرية السياحية والأماكن التى عاشت فيها الجاليتان ، وأيضا زيارات الى مدينة شرم الشيخ وجنوب سيناء ودير سانت كاترين.
أ ش ا