سجلت أسعار الذهب مكاسب شهرية تقارب 2% خلال مايو الجارى ، مدعومة بتزايد الآمال بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتراجع وتيرة التضخم، وذلك رغم تكبدها خسائر أسبوعية تقارب 1% في الأسبوع الأخير من الشهر، متأثرا بصعود الدولار وتطورات جديدة فى ملف الرسوم الجمركية الأمريكية.
وانخفض السعر الفورى للذهب أمس الجمعة بنسبة 0.92% لينهى تعاملات الأسبوع عند مستوى 3,313.10 دولار للأوقية، مسجلا خسائر أسبوعية تقارب 1%، وفقا لبيانات منصة “ماركت ووتش” العالمية.
وجاء هذا التراجع فى ظل ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.16%، مما جعل الذهب أكثر كلفة لحاملى العملات الأخرى، وهو ما شكل عامل ضغط إضافى على الأسعار.
وشهد الذهب تقلبات ملحوظة خلال شهر مايو مع تحسن شهية المخاطرة عالميا، مما قلص الإقبال على الأصول الآمنة، كما دفعت آمال التوصل إلى حلول للنزاعات التجارية الأمريكية المستثمرين إلى العودة للأسواق المالية، لا سيما أسواق الأسهم.
وفى تطور سياسي لافت، أعادت محكمة استئناف فدرالية يوم الخميس الماضي فرض الرسوم الجمركية الواسعة التى كان قد أقرها الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك بصورة مؤقتة، بعد أن كانت محكمة تجارية أمريكية قد أصدرت حكما بإبطالها واعتبرتها غير قانونية.
وفى هذا السياق، قال ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن فى شركة “هاي ريدج فيوتشرز”: “الذهب حاليا فى مرحلة تراجع عن أعلى مستوياته الأخيرة ويمر بفترة تماسك سعرى. الضغوط على الذهب محدودة بسبب تراجع الحاجة إلى الملاذ الآمن، لكن من المتوقع أن يؤدي الجدل المستمر حول الرسوم الجمركية إلى دعم الأسعار مستقبلًا”.
أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فقد أظهر تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) – المفضل لدى الاحتياطى الفيدرالى لقياس التضخم – ارتفاعا بنسبة 2.1% على أساس سنوى في أبريل، مقابل توقعات السوق التى بلغت 2.2%.
ورغم هذا التباطؤ النسبى، واصلت الأسواق تسعير احتمالات قيام مجلس الاحتياطى الفيدرالى بخفض أسعار الفائدة فى سبتمبر المقبل، وهو ما يعزز عادة من جاذبية الذهب باعتباره أصلا لا يدر عائدا.
وفى تصريحات لها، جددت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطى الفيدرالى في سان فرانسيسكو، التأكيد على أن الفيدرالى لا يزال يتوقع تنفيذ خفضين فى أسعار الفائدة خلال العام الجارى، كما أُعلن فى مارس الماضى. لكنها شددت على ضرورة الإبقاء على المستويات الحالية للفائدة فى الوقت الراهن من أجل تحقيق هدف التضخم البالغ 2%.
تجدر الإشارة إلى أن الذهب كان قد بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق فى أبريل الماضى عند 3,500.05 دولار للأوقية، مدعوما بتصاعد التوترات الجيوسياسية وتوقعات السياسات النقدية التيسيرية.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة بنسبة 1.2% إلى 32.94 دولار للأوقية، وهبط البلاتين بنسبة 2.5% إلى 1,055.05 دولار، كما انخفض البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 967.30 دولار.
المصدر: أ ش أ

