الخليج الإماراتية : نحن أمام واقع إقليمى ودولى جديد، يسود فيه منطق الجنون والخروج على كل القوانين

أكدت صحيفة الخليج الإماراتية فى افتتاحيتها أن ما كان يُخشى منه حصل، ولطالما حذر العالم من تداعيات خطوة جنونية قد تقدم عليها إسرائيل بضرب إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن فجر أمس، شنت أكثر من 200 طائرة حربية إسرائيلية هجوماً على إيران استهدف منشآت نووية، وقيادات عسكرية، شملت قائد الحرس الثوري ورئيس الأركان، إضافة إلى علماء نوويين، الأمر الذي استدعى استنكاراً واسعاً إقليمياً ودولياً، لما يشكله ذلك من تهديد للأمن والسلام في المنطقة والعالم.
وقالت الصحيفة إنه من الواضح أن هذا الهجوم كان يستهدف تقويض المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، إذ كان يفترض عقد جولة جديدة من المفاوضات غداً (الأحد) في مسقط، وهو هدف يبدو أنه تحقق، خصوصاً أن الجانب الأمريكي اعترف بأنه علم مسبقاً بالهجوم الإسرائيلي، من دون أن يعمد إلى وقفه، ما يعني أن الإدارة الأمريكية وافقت ضمناً على هذه الهجوم رغم معرفتها بتداعياته. الأمر الذي انتقده رئيس الكتلة الديمقراطية في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، جاك ريد، واصفاً الهجوم بأنه «تصعيد متهور قد يشعل العنف في المنطقة»، وقال إن إسرائيل «تعرض بذلك القوات الأمريكية للخطر».
هذا الهجوم الذي أطلقت عليه إسرائيل «الأسد الصاعد» الذي اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «عملية عسكرية محددة لدحر التهديد الإيراني الذي يهدد إسرائيل»، من الواضح حسب تصريحات القادة الإيرانيين بأنه لن يمر مرور الكرام، وسوف تقوم طهران بالرد عليه، وتوعدت برد «حاسم وموجع»، وبتدفيع إسرائيل «ثمناً باهظاً».
وأكدت لم تكن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة منذ زمن بضرب المنشآت النووية الإيرانية مجرد حرب نفسية كما كان يعتقد البعض، بل هدفاً حقيقياً كانت تسعى إلى تنفيذه في اللحظة المناسبة، وقد أعدت العدة لذلك من خلال مناورات وتدريبات طويلة لسلاح الجو، ومتابعة استخبارية دقيقة للتحركات الإيرانية على صعيد برنامجها النووي واستعداداتها العسكرية، وعندما وجدت أن اللحظة مناسبة، وأن الإدارة الأمريكية سوف تغض الطرف عن القيام بمثل هذا العمل بادرت إلى التنفيذ، رغم أنها حاولت مراراً إقناع الإدارات الأمريكية السابقة القيام بهجوم مشترك وفشلت.
واختتمت الصحيفة بالقول إننا نحن أمام واقع إقليمي ودولي جديد، يسود فيه منطق الجنون والخروج على كل القوانين، وتجاوز سيادة الدول واستباحة الحدود، والإفلات من العقاب، ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً للعودة إلى الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولغة الحوار، قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة.
المصدر : الخليج