قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس إن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها لم تجد أي دليل على أن فيروس كورونا، الذي تسبب في إصابة ما يربو على مليوني شخص في أنحاء العالم، أُنتج في أحد المعامل.
أدلى تشاو لي جيان المتحدث باسم الوزارة بهذه التصريحات ردا على سؤال بشأن الاتهامات بأن فيروس كورونا تم تخليقه في أحد المعامل في مدينة ووهان بوسط الصين، التي بدأ منها التفشي في نهاية العام الماضي.
من يجب محاسبته على انتشار فيروس كورونا؟ أمريكا تسأل والصين تجيب
نحو 4 أشهر مرت على ظهور فيروس كورونا المستجد، قتل خلالهم نحو 127 ألف شخص حول العالم، وأصاب ما يزيد عن 2 مليون شخص.
الاتهامات بشأن المسؤولية عن الفيروس تخفت حينًا وتظهر أحيانًا كثيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
فيروس كورونا المستجد أصاب أكثر من 600 ألف مواطن في الولايات المتحدة الأمريكية وقتل أكثر من 26 ألف مواطن أمريكي، فيما تعلن الصين أن الفيروس قتل 3 آلاف و364 صيني، وأصاب 83 ألف و351.
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن بلاده ما زالت تتوقع تلقي جميع المعلومات الضرورية من الصين، فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد، ودعا بكين إلى التعاون.
وقال بومبيو في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية: «يقول الصينيون إنهم يريدون التعاون. نحن نريد هذا أيضا. ولكن للتعاون، نحتاج الحصول على معلومات وبيانات. الشفافية ضرورية. هذه هي مكونات التعاون. ما زلنا نريد أن تفعل الصين ذلك. ما زلنا بحاجة إلى معلومات حول ما حدث هناك حقًا، الحاجة للحصول على هذه المعلومات ما زالت موجودة».
وفي مقابلة مع صحيفة Bild الألمانية، يوم أمس الثلاثاء، قال بومبيو إنه لا يزال يتعين العثور على المسؤول عن جائحة فيروس كورونا في المستقبل وإدانته، وأشار إلى أن الصين لم تقدم بيانات عن هذا الوباء في الوقت المحدد.
في المقابل، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينغ في وقت سابق، أن على الصين أن تكافح ليس فقط تفشي الفيروس التاجي، ولكن عليها أيضا أن تكافح فيروس الحرب الباردة المستجدة، بسبب تصريحات عدد من المسؤولين الأمريكيين.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بعد أن كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان على تويتر، باللغة الإنجليزية، «متى ينتهي المرض من الولايات المتحدة؟ كم عدد الأشخاص المصابين؟ ما أسماء المستشفيات (التي يعالج فيها المصابون)؟ إن من الممكن أن يكون الجيش الأمريكي هو الذي جاء بالوباء إلى ووهان. كوني شفافة! أعلني بياناتك! الولايات المتحدة مدينة لنا بتفسير».
وهو ماردت عليه الولايات المتحدة الأمريكية باستدعاء وزارة الخارجية الأمريكية السفير الصيني في الولايات المتحدة للاحتجاج على تعليقات لمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قال فيها إن الجيش الأمريكي ربما يكون قد نقل فيروس كورونا (كوفيد-19) إلى مدينة ووهان الصينية.
وجاء ذلك في الوقت الذي تفاقم فيه التوتر بين القوتين العظميين بسبب الوباء.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن ديفيد ستيلويل كبير الدبلوماسيين المعنيين بشرق آسيا في الوزارة سلم السفير الصيني تسوي تيان كاي «مذكرة شديدة اللهجة» متضمنة الحقائق. وأضاف أن السفير الصيني كان «دفاعيا للغاية».
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الصين تحاول صرف الانتباه عن الانتقادات الموجهة لدورها في «بدء جائحة عالمية دون أن تقول للعالم».
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه أمر إدارته بأن تعلّق دفع المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية بسبب «سوء إدارة» المنظمة الأممية لأزمة تفشّي فيروس كورونا المستجد.
وقال ترامب خلال مؤتمره الصحفي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطورات وباء كوفيد-19 في البلاد: «إنني اليوم آمر بتعليق تمويل منظّمة الصحة العالمية في الوقت الذي يتم فيه إجراء مراجعة لتقييم دور منظمة الصحة العالمية في سوء الإدارة الشديد والتعتيم على تفشّي فيروس كورونا».
ووجّه الرئيس الأمريكي لائحة اتّهام مطوّلة إلى المنظّمة الأممية، وقال إن «العالم تلقّى الكثير من المعلومات الخاطئة حول انتقال العدوى والوفيات» الناجمة عن الوباء.
من جانبه انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشدة، قرار ترامب، معتبراً أن «هذا ليس وقت خفض موارد» مثل هذه المنظمة الأممية المنخرطة في الحرب ضد وباء كوفيد-19.
وقال: «هذا ليس وقت خفض تمويل عمليات منظّمة الصحّة العالمية أو أي منظّمة إنسانية أخرى تكافح الفيروس. قناعتي هي أنه يجب دعم منظّمة الصحة العالمية لأنّ أهميّتها حاسمة في الجهود التي يبذلها العالم للانتصار في الحرب ضد كوفيد-19». وأضاف أنه سيأتي لاحقاً الوقت الذي يمكن فيه تقييم «أداء كل الذين كانوا معنيين بالأزمة».
المصدر:وكالات
