وقع أطراف التفاوض من الحكومة والمعارضة بدولة جنوب السودان، اليوم الأحد، على الاتفاق النهائي للسلام، الخاص بقضايا الحكم وتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية في بلادهم، وذلك في إطار المفاوضات التي تواصلت بالخرطوم، تحت رعاية الرئيس السوداني عمر البشير، وبتفويض من منظمة الإيجاد.
ووقع علي الاتفاق كل من، حكومة جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت، ومجموعة رياك مشار، ومجموعة تحالف الأحزاب السياسية المعارضة، وكافة الفصائل المسلحة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني، بمن فيها من تحفظت في وقت سابق على بعض البنود، وسيتواصل التفاوض في إطار جولة أخرى تعقد في العاصمة الكينية نيروبي في وقت لاحق .
وشهد مراسم التوقيع التي عقدت بقاعة الصداقة بالخرطوم، كل من الرئيس السوداني عمر البشير راعي المفاوضات، ونظراؤه الكيني أوهورو كنياتا، والجيبوتي إسماعيل عمر جيلا، والأوغندي يوري موسيفيني، ورئيس وزراء الصومال حسن علي خيري، ونائب رئيس وزراء إثيوبيا ديميك ميكونن، بجانب ممثلي الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيجاد، وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمدين لدى السودان .
وأعلن وزير الخارجية السوداني، الدكتور الدرديري محمد أحمد، أهم بنود اتفاق السلام النهائي.
وقال الوزير، خلال مراسم التوقيع التي تمت بقاعة الصداقة، إن الاتفاق نص علي تولي الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت رئاسة الحكومة، بينما يتولى رياك مشار منصب النائب الأول، خلال الفترة الانتقالية ومدتها 8 شهور تجري بعدها انتخابات حرة، بجانب وجود 4 نواب آخرين للرئيس، تتقاسمهم القوي السياسية المختلفة .
وأضاف أن الاتفاق تضمن تكوين مجلس وزراء وبرلمان، تتقاسمهما الحكومة والقوى السياسية المختلفة، منوها بأنه فيما يتعلق باقتسام السلطة والحدود شعلى مستوي الولايات والحكم المحلي، فتم إنشاء مفوضية تعمل خلال 3 أشهر .
وقال الوزير، إن نجاح المفاوضات التي رعتها السودان، يرجع لعدة عوامل أهمها الثقة التي أولاها شعب جنوب السودان ومنظمة إيجاد للرئيس عمر البشير، الثاني وكذلك دعم رؤساء أوغندا وكينيا ورواندا وجيبوتي وإثيوبيا، بجانب دعم الأسرة الدولية خاصة دول الترويكا “أمريكا وبريطانيا والنرويج” .
وأشار الوزير إلى أن كافة الأطراف بجنوب السودان أكدت التزامها باتفاقية الترتيبات الأمنية وإعلان وقف إطلاق النار، وإصرارها على إنهاء الحرب، وقال “نحن نتطلع لمزيد من الالتزامات” .
يذكر أن ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد، وقعوا كشهود على الاتفاق النهائي للسلام، كما وقعه الرئيسان السوداني عمر البشير، والأوغندي يوري موسيفيني كضامنين له .
وحظيت مراسم التوقيع بتغطية إعلامية واسعة من الصحف ووكالات الأنباء والقنوات التليفزيونية المحلية والعربية والأجنبية، كما لاقى توقيع الاتفاق ترحيبا وقبولا كبيرين من أبناء جنوب السودان المتواجدين بالخرطوم، الذين تجمعوا بالآلاف أمام قاعة الصداقة وأكدوا تأييدهم للسلام وطالبوا كافة الفصائل الجنوبية بالتمسك به والحفاظ عليه .
وكانت حكومة جنوب السودان والمعارضة وقعت في 27 من يونيو الماضي علي اتفاق لوقف إطلاق نار شامل وغيرها من الترتيبات الأمنية، وفي 25 من يوليو الماضي وقع الفرقاء بالأحرف الأولى على اتفاق قضايا الحكم وتقاسم السلطة .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)