انتقد البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي المسئولين السياسيين اللبنانيين القائمين على السلطة، متهما إياهم بعرقلة تشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين غير الحزبيين تقوم بإنقاذ الأوضاع المتدهورة، قائلا “إن معظم المسئولين اللبنانيين تمادوا في الخطأ والفشل واللامبالاة”.
ودعا بطريرك الموارنة، في كلمة خلال قداس عظة الأحد، المسئولين اللبنانيين إلى الاستماع إلى صوت المليوني فقير من الشعب اللبناني ومطالبهم في العيش الكريم. مضيفا “لقد كان بمقدور الجماعة السياسية أن تغير نظرة الشعب إليها، لو استيقظت على الواقع وعدّلت بسلوكها وعملت على إنقاذ لبنان، وخصوصا بعد انفجار ميناء بيروت البحري، لكن معظم المسئولين تمادوا في الخطأ حتى أن بعضهم أعطى الأولوية لمصالح دول أجنبية، ولم يسألوا عن مصير الشعب الذي انتخبهم، فسقطوا وأكدوا أنهم غير صالحين لقيادة هذا الشعب الذي ضحى في سبيل لبنان، واستشهد أفضل شبابه وشاباته من أجل هذا الوطن”.
وتابع: “نحن نرفض هذا الواقع وندين كل مسئول سياسي أوصل دولة وشعب لبنان إلى هذه الحالة المأسوية، لم يكن هذا الصرح البطريركي يوما مؤيدا لأي مسئول ينأى بنفسه عن إنقاذ لبنان وشعبه، لم يكن هذا الصرح يوما مؤيدا لسلطة تمتنع قصدا عن احترام الاستحقاق الدستوري وتعرقل تأليف الحكومات، لم يكن هذا الصرح يوما مؤيدا لجماعات سياسية تعطي الأولوية لطموحاتها الشخصية على حساب سيادة لبنان واستقلاله”.
وأشار إلى أن اللبنانيين يتطلعون إلى تشكيل حكومة إنقاذية غير حزبية، مؤلفة من خيرة الاختصاصيين في العلوم والخبرة والإدارة، وأن يكونوا أحرارا من كل لون حزبي وسياسي، حتى يستطعيوا تنفيذ الإصلاحات والنهوض بالبلاد.
وختتم قائلا: “نرجو أن يدرك رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، أنهما انطلاقا من الثقة المتبادلة والمسئولية المشتركة، محكومان بالتشاور والاتفاق وفقا للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستوريّة عام 1990 ما بعد اتفاق الطائف”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)