اشتبكت القوات العراقية مع مقاتلين من تنظيم “داعش” يتحصنون في المدينة القديمة بالموصل، أمس، بعد أكثر من 36 ساعة من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر على الإرهابيين في معقلهم بالعراق، فيما احبطت القوات الأمنية محاولة لـ”داعش” لفتح ثغرة على الحدود السورية، في حين قتلت قوات البيشمركة الكردية 17 مسلحاً من تنظيم “داعش” حاولوا الاقتراب من مواقعها غربي الموصل.
وذكر سكان يقيمون على الضفة الأخرى من نهر دجلة، أن القوات العراقية تبادلت إطلاق النار مع مقاتلين في آخر حصونهم قبيل منتصف الليل، وفي الساعات الأولى من صباح أمس.
وقال احد السكان بالهاتف إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش مشطت المدينة القديمة، وتصاعدت أعمدة دخان من انفجارات لم يتضح ما إذا كانت تفجيرات محكومة، أم قنابل فجرها أعضاء التنظيم. وأضاف فهد غانم «مازلنا نعيش في أجواء الحرب رغم إعلان النصر قبل يومين».
وأرجع مسؤول في الجيش العراقي الاشتباكات إلى «عمليات تطهير». وقال إن مقاتلي التنظيم يختبئون في أماكن مختلفة، وأضاف “يختفون من مكان ويظهرون في مكان آخر فنستهدفهم”. ورفض أن يدلي بتقديرات عن أعداد المتشددين، أو المدنيين المتواجدين في المنطقة، لكن قائد القوات الأمريكية في العراق قال الثلاثاء، إن عدد المقاتلين المتبقين في الموصل ربما يصل إلى مئتين. وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند للصحفيين «هناك مخابئ جرى تجاوزها. لم نقم بتطهير كل مبنى في هذه المدينة التي تعادل مساحتها مساحة فيلادلفيا.
يتعين عمل ذلك، وهناك أيضاً عبوات ناسفة بدائية الصنع مخبأة». وتابع «ما زال من المتوقع سقوط ضحايا بين أفراد قوات الأمن العراقية مع مضيهم قدماً في تأمين الموصل».
ووصلت تعزيزات إلى جنوب المدينة لمساعدة القوات العراقية على إخراج أفراد تنظيم «داعش» المسلحين بالرشاشات وقذائف المورتر من قرية إمام غربي، حيث سيطر الإرهابيون على 75 في المئة من مساحة القرية.
وذكر مصدر أمني عراقي، امس، أن القوات الأمنية تمكنت من إحباط محاولة ل«داعش» لفتح ثغرة على الحدود السورية. وقل المصدر إن «القوات الأمنية، أحكمت سيطرتها على معمل لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة تابع ل«داعش» في الموصل القديمة». وأوضح أن «القوات عملت على تفكيك ما يقارب 20 سيارة تحتوي على مادة C4 وما يقارب من 200 عبوة ناسفة معدة للتفجير، وكمية كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة». وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «هذه المواد كانت معدة لتنفيذ غزوة إرهابية على القوات الأمنية المتواجدة على الشريط الحدودي، من أجل فتح ثغرة ليتمكنوا من خلالها الهروب إلى سوريا».
وأشار إلى أن «ذلك جاء بناء على معلومات استخبارية وجهد أمني أدى إلى إفشال هذا المخطط».
الى ذلك، قال مصدر كردي، أمس، إن «قوات البيشمركة تمكنت، أمس، من قتل 17 مسلحاً من تنظيم «داعش»، في قرية مثلث الواقعة بين ربيعة وتلعفر، (70 كم غرب الموصل)»، مبينا أن «المسلحين كانوا يستقلون سيارة صغيرة وحاولوا الاقتراب من مواقع البيشمركة».
المصدر: وكالات