قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الثلاثاء إن إيران ستبدأ ضخ الغاز في أجهزة طرد مركزي بمنشأة فوردو تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم في إعلان يضيف مزيدا من التعقيد على الجهود الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي الموقع في 2015.
وبموجب الاتفاق بين إيران والقوة الكبرى وافقت طهران على تحويل فوردو إلى ”مركز للتكنولوجيا والعلوم النووية والفيزيائية“ حيث تستخدم فيه 1044 جهازا للطرد المركزي في أغراض غير التخصيب مثل إنتاج النظائر المستقرة التي لها العديد من الاستخدامات المدنية.
ويسمح الاتفاق لإيران بتشغيل أجهزة الطرد المركزي في محطة فوردو، المقامة داخل جبل قرب مدينة قم، دون ضخ الغاز. ومن شأن ضخ غاز اليورانيوم في تلك الأجهزة أن يسمح بإنتاج اليورانيوم المخصب الذي يحظره الاتفاق في هذه المنشأة.
وقال روحاني يوم الثلاثاء في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة ”اعتبارا من الأربعاء سيتم ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي في فوردو في إطار المرحلة الرابعة لتقليص التزاماتنا بالاتفاق النووي“.
ولم يحدد روحاني نوع الغاز الذي سيتم ضخه في المنشأة لكن الخطوة ستعد انتهاكا للاتفاق على أي حال لأنه حظر دخول تلك المادة النووية إلى فوردو.
ومن شأن ذلك الإجراء أن يضيف مزيدا من التعقيد على فرص إنقاذ الاتفاق الذي تطالب القوى الأوروبية إيران باحترامه.
ودعت فرنسا اليوم إيران إلى العدول عن قراراتها الأخيرة بتقليص التزاماتها في إطار الاتفاق النووي. وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحفيين في إفادة يومية ”إعلان إيران في الخامس من نوفمبر بأنها تزيد من قدرات تخصيب اليورانيوم يتعارض مع اتفاق فيينا الذي يحد بشدة من الأنشطة في هذا المجال“.
وأضافت ”ننتظر مع شركائنا التقرير المقبل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إعلانات إيران وأفعالها“.
وأشارت المتحدثة إلى أن فرنسا لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي وحثت إيران على ”التطبيق الكامل لالتزاماتها والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق النووي والتزاماتها النووية الأخرى“.
وقالت إيران الاثنين إنها دشنت مجموعة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتسريع تخصيب اليورانيوم. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ”نشهد اليوم تدشين مجموعة تضم 30 جهازا للطرد المركزي آي.آر-6“. وأضاف ”إيران تشغل الآن 60 جهازا حديثا للطرد المركزي آي.آر-6… يعمل علماؤنا الآن على تطوير نموذج يسمى آي.آر-9، يعمل أسرع من أجهزة آي.آر-1 خمسين مرة“.
وأمهل روحاني بريطانيا وفرنسا وألمانيا شهرين آخرين لإنقاذ الاتفاق من خلال حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية الخانقة التي عاودت واشنطن فرضها على طهران في مايو بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
وقال روحاني ”لا يمكن أن نقبل من جانب واحد أن نفي بالتزاماتنا بالكامل بينما لا يلتزمون هم“.
وبدأت إيران تدريجيا تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ردا على اتباع واشنطن لسياسة ”الضغوط القصوى“ عليها.
لكن طهران تركت مجالا للدبلوماسية بقولها إن المحادثات ممكنة إذا رفعت واشنطن كل العقوبات وعادت للاتفاق.
وقال روحاني ”كل تلك الإجراءات يمكن العدول عنها إذا أوفت الأطراف الأخرى بالتزاماتها… يجب أن نتمكن من بيع نفطنا ونقل أمواله للبلاد“ في إشارة للعقوبات الأمريكية على قطاعي النفط والمصارف.
المصدر: رويترز