دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من “الحرب المفتوحة”، مع تبادل مكثف للضربات الصاروخية وتصريحات متضادة تؤكد استمرار التصعيد. يأتي ذلك وسط صمت نسبي من القوى الغربية، ومخاوف متزايدة من انزلاق أطراف إقليمية ودولية إلى قلب المواجهة.
أعلنت مصادر أمنية إيرانية، اليوم /الاثنين/، إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة إسرائيلية في عملية دقيقة نفذتها أجهزة الأمن بالتعاون مع وحدات الدفاع الجوي في محيط مدينة ملاير بمحافظة همدان، غرب البلاد.
ونقلت وكالة “تسنيم” الدولية الإيرانية للأنباء، عن المصادر أن الطائرات المسيرة كانت تحاول تنفيذ أعمال تخريبية وبث الفوضى في المناطق الريفية القريبة من المدينة، إلا أن نظام الرصد والتصدي المتقدم التابع لقوات الدفاع الجوي بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات، وقوات الشرطة، والحرس الثوري الإيراني، تمكّن من رصدها والتعامل معها قبل وصولها إلى أهدافها.
وأكدت أن القوات الأمنية في حالة مراقبة مستمرة على مدار الساعة باستخدام تقنيات متطورة، وهي مستعدة للتصدي لأي تهديد في أسرع وقت ممكن.
وأكد محللون عسكريون أن إيران بدأت في استخدام أنواع جديدة من الصواريخ، أبرزها “قادر” و”خرمشهر”، وصواريخ كروز متطورة، ذات مدى أبعد وقدرة تفجيرية أكبر.
فيما أعلنت السلطات الإيرانية إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في محافظة دهلران جنوب غربي البلاد.
وأوضح محافظ دهلران أنه “تم حتى الآن إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في أجواء المحافظة من قِبل منظومة الدفاع الجوي الإيرانية”.
كما أشار إلى تدمير طائرة مسيّرة من طراز MQ9، وهي من صناعة الولايات المتحدة وإنتاج شركة General Atomics، في منطقة “عين الصولة” التابعة لقضاء “سهل عباس” الحدودي في دهلران.
وفي كرمنشاه أيضا غربي البلاد، شوهدت أعمدة دخان تتصاعد إثر دوي انفجارات، ما خلف دمارا كبيرا في بعض المناطق. كما تضرر مستشفى “الفرابي” في نفس المنطقة.
إلى ذلك، شهد معسكر للحرس الثوري الإيراني في محمدشهر – كرج، غربي طهران، عدة تفجيرات، بينما تصاعدت أعمدة الدخان.
كذلك سمع دوي انفجارات في مدينة مشهد شمال شرق البلاد. فيما أعلنت السلطات الإيرانية “تدمير مسيرات صغيرة إسرائيلية في مشهد”. وأفاد مقر المنطقة الشمالية الشرقية للجيش الإيراني في بيان بأن “منظومات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة اشتبكت مع عدد من المسيرات الصغيرة التابعة للقوات المعادية، وتمكّنت من منعها من تنفيذ أي عمليات أو اختراق”.
كما أفيد بهجوم إسرائيلي على مواقع عسكرية غربي تبريز، والعثور على صواريخ سبايك الإسرائيلية الموجهة المضادة للدبابات، وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية.
أعلنت قيادة الشرطة في محافظة أصفهان الإيرانية،عن تفكيك ورشة سرّية لتصنيع الطائرات المسيّرة المتوسطة والصغيرة في ضواحي المدينة، وضبط كميات كبيرة من المعدات والقطع الإلكترونية المستخدمة في هذا المجال، و تم اعتقال 4 متهمين.
وأوضح نائب قائد شرطة أصفهان -في تصريح نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء الإيرانية- أن العملية جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق، حيث تم تحديد موقع الورشة المشبوهة، وعلى إثر ذلك نفّذت القوات الأمنية عملية منسقة أسفرت عن اعتقال 4 متهمين عملاء العدو الإسرائيلي .
وأضاف أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الموقوفين كانوا بصدد تجميع وتصنيع طائرات مسيّرة صغيرة لاستخدامها في أنشطة تخريبية داخل البلاد، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن بقية الشبكة والداعمين المحتملين لها.
أما في طهران التي شهدت منذ الصباح ازدحاما مروريا جراء خروج العديد من الإيرانيين نحو مناطق أكثر أمناً، فأفيد بإغلاق البازار الكبير، مع استمرار الضربات والتهديدات الإسرائيلية.
كما أعلنت الشرطة الإيرانية العثور على مخزن مسيرات ومتفجرات جنوب العاصمة.
يأتى هذا فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه نفذ ضربات جوية “نوعية” أسفرت عن تدمير نحو ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، بينما وُصف القصف الإيراني على تل أبيب وحيفا بأنه “الأعنف منذ اندلاع الحرب”.
وأسفر الهجوم الإيراني عن سقوط 8 قتلى و87 جريحا، بالإضافة إلى أربعة مفقودين، وفق هيئة الإسعاف الإسرائيلية.
كما انهارت عدة مبان سكنية في وسط تل أبيب، بالتزامن مع اندلاع حرائق في محطة طاقة قرب حيفا وتضرر ميناء المدينة.
أفادت شركة “أمر” البريطانية لأمن الملاحة باندلاع حرائق في محطة طاقة قرب حيفا، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن ميناء المدينة تعرّض لأضرار مباشرة.
كما أعلنت شركات إسرائيلية تعرّض شبكاتها لضربات صاروخية، وسقوط عدد من الصواريخ في مناطق وسط البلاد.
وفي الجنوب، أظهرت صور متداولة انفجارات في قاعدة “نيفتيم” الجوية بصحراء النقب، بعد أن أخفقت منظومة “القبة الحديدية” في اعتراض عدد من الصواريخ، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق موجة جديدة من الصواريخ “أصابت أهدافها بدقة”، متوعّداً بمزيد من الضربات ضد ما وصفها بـ”أهداف استراتيجية” داخل إسرائيل.
وفي تصريح لافت، حذّر المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، رضا صياد، المواطنين الإسرائيليين من التواجد قرب المنشآت الحيوية، داعياً إلى مغادرة البلاد، محذراً من أنها “ستصبح غير صالحة للسكن”، على حد تعبيره.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع تابعة لفيلق القدس، ومنصات صواريخ، إضافة إلى منشآت للطاقة ومواقع دفاع جوي قرب العاصمة طهران وغرب البلاد.
وذكرت مصادر أمنية أن عمليات “اغتيال دقيقة” استهدفت قيادات عسكرية إيرانية كانت على وشك إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
وشهدت الساعات الأخيرة تصريحات أوروبية لافتة، من بينها تحذير ألماني لإيران من تطوير السلاح النووي، وتصريح بريطاني بعدم استبعاد التدخل لحماية إسرائيل.
أفادت وكالة “رويترز” بأن إيران أبلغت قطر وسلطنة عمان رفضها التفاوض بشأن وقف إطلاق النار قبل انتهاء ردّها العسكري. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده لم تشارك في أي عمليات عسكرية.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فدعا إلى “خفض التصعيد”، لكنه لم يستبعد تدخلاً أميركياً أوسع إذا استدعت الضرورة. وأشارت تقارير إعلامية إلى تحركات عسكرية أميركية شملت نشر طائرات تزويد بالوقود فوق أوروبا، ما أثار الجدل حول احتمالية تدخل مباشر في النزاع.
المصدر : وكالات