أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” أن عناصرها لن يستسلموا لإسرائيل داعية الوسطاء إلى إيجاد حل لأزمة تهدد وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر.
يأتي ذلك إثر تصاعد أزمة عناصر حركة “حماس” المحاصرين داخل أنفاق مدينة رفح في غزة وفي وقت تشهد فيه إسرائيل سجالا كبيرًا حول موقف الجيش الإسرائيلي في التعامل مع هذه العناصر، ففي حين تقترح المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن تقوم هذه العناصر بالاستسلام وتسليم أنفسهم لإسرائيل، يرى آخرون أنه يجب عقد صفقة بموجبها تسمح إسرائيل لهذه العناصر بالخروج.
وقال محللون إن هذه الأزمة تهدد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بضمانات أمريكية لذلك تسعى الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل من أجل السماح بخروج المقاتلين.
وأشاروا إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيصل إلى إسرائيل في وقت لاحق ربما لمناقشة مقترح هذه الأزمة، ولفتوا إلى وجود ضغوط أمريكية على تل أبيب لعقد اتفاق.
وفي وقت سابق أكد ويتكوف أن الصفقة المقترحة لنحو 200 مسلح ستكون بمثابة اختبار لعملية أوسع نطاقا لنزع سلاح “حماس” في كافة أنحاء غزة، في إشارة إلى جهود واشنطن لعقد صفقة بشأن المقاتلين.
في السياق، قال مصدران قريبان من جهود الوساطة إن المقاتلين يمكن أن يسلموا أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح يهدف إلى حل الأزمة.
وفي المقابل حمّل بيان “كتائب القسام” اليوم الأحد إسرائيل مسؤولية الاشتباك مع المقاتلين الذين قال إنهم يدافعون عن أنفسهم.
وجاء في البيان “يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مجاهدينا في رفح الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته، وليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو”.
في التفاصيل، قال الخبير العسكري الفلسطيني اللواء سمير عباهرة، إن إسرائيل طلبت تسليم ضابط إسرائيلي قُتل في غزة في العام 2014 يدعى هدار جولدين، ضمن صفقة السماح للمقاتلين بالخروج من أنفاق غزة.
وأضاف أن “حماس” ربما ترغب في عقد صفقة أخرى، تتعلق بإطلاق سراح المزيد من المعتقلين الفلسطينيين مقابل تسليم رفات الضابط الإسرائيلي، مشيرا إلى وجود مخاوف إسرائيلية بشأن الضغوط الأمريكية من أجل عقد صفقة بخصوص مقاتلي الحركة.
ولفت الخبير العسكري الفلسطيني إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول تضييق الخناق على عناصر الحركة في أنفاق رفح عبر صب كميات كبيرة من الأسمنت داخل الأنفاق لإجبارهم على الاستسلام.
وحذر من أن هذه القضية قد تفجر أزمة في اتفاق وقف إطلاق النار، مستبعدا أن يتم حل هذه الأزمة خلال الساعات المقبلة وقال: “ربما تأخذ هذه الأزمة أياما لكي يتم التوصل لحل بشأنها”.
وأشار إلى وجود أزمة داخل الشارع الإسرائيلي، وضغوط على نتانياهو لتوقيع صفقة وإعادة رفات الضابط الإسرائيلي، مستبعدا أن توافق كتائب القسام” على أي اتفاق يتضمن استسلام عناصره المحاصرين في رفح لإسرائيل.
من جانبه، قال الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية أحمد سلطان، إن هناك ضغوطا أمريكية لخروج مقاتلي “حماس” من أنفاق رفح في المقابل ترى القيادة العسكرية الإسرائيلية ضرورة أن يستسلم هؤلاء المقاتلون.
وأشار سلطان إلى أن الضغوط الأميركية تأتي في ضوء رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن إسرائيل ربما تعول على أن طول الوقت قد يسهم في استسلام مقاتلي الحركة ولكن المؤشرات تقول إن هذه العناصر ربما “تفضل الموت على الاستسلام”.
وقال إن الاتصال بين القسام وهذه العناصر منقطع منذ شهر مارس ومع ذلك لديهم القدرة على القتال حتى هذه اللحظة، مضيفا “إذا ذهبت إسرائيل إلى خيار مواجهة هذه العناصر فلن يكون الأمر سهلا”.
وألمح إلى وجود بعض القيادات العسكرية في إسرائيل التي ترغب في استئناف القتال في غزة وتوسيع الضربات على القطاع.
وأوضح أن القسام ربما تلقت تطمينات بأنه سيتم التفاوض بشأن مصير المقاتلين.
وأكد سلطان أن ترامب لا يريد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال “رأى أن الولايات المتحدة تضغط بقوة في المقابل تسعى المؤسسة الأمنية أن تنهي الهدنة وتوسع وتيرة العمليات العسكرية في غزة، قائلا “الاتفاق تم بضمانات أمريكية وواشنطن لا تغرب في أن تهتز صورة ترامب في العالم بانهيار هذا الاتفاق”.

