لقد بدأ الأمر في القرن السابع عشر في إمارة “براندنبرج” الألمانية : إذ كان أميرها شغوفاً بالحضارات والثقافات الشرقية ، ولما كانت مدينة “ليدن” الهولندية، ومازالت مركزاً مهمًا للغاية لجمع التراث الشرقي – خصوصاً العربي – ودراسته ونشره.
فقد استقدم أمير براندبرج سنة 1970 من “ليدن” مجموعة من المخطوطات الشرقية ليضمها إلى مقتنياتة، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت ألمانيا من أهم بلاد العالم اقتناءً لكنوز المخطوطات الشرقية، وتعد المخطوطات المحفوظة هناك بعشرات الألوف.
الآن يقوم علماء ألمان بمشروع علمي ضخم يعتمد على أخر ما توفرة التكنولوجيا من وسائل للحفاظ على المخطوطات الشرقية في ألمانيا من التلف والضياع وفهرستها إلكترونيًا وربما إتاحتها على الإنترنت في مرحلة لاحقة.
في الوقت نفسة، فإن إحياء ما تضمن تلك المخطوطات من علوم ومعارف قديمة سيدعم معرفتنا بما قدمه العرب والمسلمون والحضارات الشرقية القديمة عموماً من إسهامات علمية مهمة في شتى المجالات.
دار الكتب الألمانية “شتاد بيبليوتيك” في برلين تفيد بأن المشروع يمتد نطاقة من مخطوطات ما أصطلح على تسميته “باللغات الشرقية” إلى مخطوطات قادمة من شرقي آسيا عموماً وحتى اليابان، ويمتد نطاقة غرباً إلى المغرب العربي.
إن المشروع الألماني يغوص في بحار اللغات القديمة ليستخرج عجائب حقيقية، فمثلاً هناك اللغة “الجاوية” القديمة التي إستخدمت في جزيرة “جاوه”، والتي لا نعلم عنها الكثير، وتمتلك ولاية “بافاريا” الألمانية ضمن مجموعتها من المخطوطات، وهي مجموعة ضخمة من مخطوطات مدونة بتلك اللغة على سعف النخيل، ويتضمن المشروع إستخدام وسائل متقدمة لإنقاذها.. وبالتالي إنقاذ نصوص نادرة جدا تساعد على فهم “الجاوية” القديمة.
تبعاً لوكالة الأنباء الألمانية “دي بي أية”: فإن من المقرر أن يستمر المشروع الضخم حتى سنة 2022، إذا توفر له التمويل اللازم.
أهم مجموعات المخطوطات الشرقية في ألمانيا تتوزع على مكتبة ولاية برلين وجموعتها هي الأضخم، “وجامعة يينا”، ومكتبة ولاية بافاريا و”جامعة إير فورت”، وغيرها.
ومنذ سنة 1990 تقوم “أكاديمية جوتينجن للعلوم” بجهد كبير في نشر كنوز المخطوطات الشرقية المحفوظة في ألمانيا .
ومن بين تلك الكنوز: مخطوطات قبطية مهمة.
مجدي غنيم: المحرر العلمي لقناة النيل للأخبار