نهتم جداً بكواكب المجموعة الشمسية لسبب بسيط : أن “الأرض” لاتعدو كونها واحداً من هذه الكواكب ، فتفهم العلماء لطبيعتها هو تفهم لطبيعة كوكبنا .
ومن أبرز الظواهر التي يرصدها الفلكيون الآن : ظاهرة تقلص أحجام بعض الكواكب .
من أهم الجهات العلمية المهتمة بالظاهرة “جامعة نيفادا” الأمريكية ، التي يؤكد فريق من الفلكيين العاملين فيها أن المريخ وعطارد آخذان في الانكماش ، كما لوحظ الأمر نفسه في حجم القمر .
التقلص يحدث بمعدلات صغيرة جداً ، لكنه في النهاية يحدث ، وهو أمر له دلالته العلمية المهمة .
لوحظت الظاهرة أولاً في المريخ : وتفيد حسابات بالغة التعقيد أجريت في “جامعة نيفادا” بأن الكوكب الأحمر قد تناقص قطره بمقدار نحو 330 متراً خلال 307 بليون سنة مضت .
في هذا الصدد : ذكرت مجلة “سكاي آند تلسكوب” الأمريكية المتخصصة في الأرصاد الفلكية أن معدلات الانكماش هي مايقاس به مايعرف “بالتاريخ التطوري الحراري” للكواكب وهو أمر لازم لتفهم طبائعها تفهماً سليماً .
من “كيب كانا فيرل” بالولايات المتحدة : نقلت وكالة الأنباء “رويترز” أن خرائط تفصيلية جديدة لتضاريس عطارد أوضحت أن الكوكب فقد الكثير من حجمه بسبب التبريد المستمر منذ 4 بليون سنة مضت ، وقد تقلص قطره 14 كيلو متراً أي أكثر من ضعفي ماكانت تقول به التقديرات السابقة .
وكانت أحدث خرائط سابقة على الخرائط الجديدة تعود إلى منتصف سبعينات القرن السابق ، وقد تم الحصول عليها حين حلقت المركبة الفضائية “مارينر 10” التي أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” ، والتي حلقت ثلاث مرات فوق عطارد ، وصورت 45 في المئة من سطحه .
هذه القدرة الفائقة المتنامية التي يمتلكها العلماء على تصوير أدق تضاريس كواكب المجموعة الشمسية ماذا تعني ؟
تعني أن “علم وضع الخرائط” وتحليلها وتفسيرها لم يعد يقتصر على خرائط كوكب الأرض فقط : بل أنه امتد ليشمل النظام الشمسي بكامله ، وتعني أيضا أن النظرة العلمية المتقدمة أصبحت لاتنظر إليه منفرداً : بل أصبحت تعتبره جزءاً من كل ، وهو تطور جذري في تفهمه .
المصدر : مجدي غنيم : المحرر العلمي لـ “قناة النيل”