“الربوت العاطفي” ، بمعنى أنه روبوت “له مشاعر” أمر لم يتطرق إليه حتى كتاب الخيال العلمي في أعمالهم الخيالية الكلاسيكية التي بشرت بأن الروبوت سيكون حقيقة واقعة تفرض نفسها، لقد أسموه “الإنسان الآلي” ، وقد أصبح هذا الاسم مهجورًا وهو غير دقيق علميًا، لكنه على كل حال “آلة” ، فكيف تشعر الآلة ؟! لكن مجموعة من أسماء لامعة في عالم الشركات الصناعية اليابانية الكبرى تعلن لطرح “الروبوت العاطفي” وعلى المستوى التجاري، من خلال مشروع كبير للبحث والتطوير، من المتوقع أن تظهر بوادره العملية في غضون السنة الحالية .
بدأت أول معلومات عن هذا المشروع تذاع في طوطيو أواسط السنة الماضية 2014 ، كما أذيعت معلومات عن جهد آخر يهدف أيضًا لإنتاج “الروبوت العاطفي” في تايوان، التي يبدو أنها تسعى بهذا إلى تعويض بعض مافاتها منذ سنوات من تواجد في عالم التكنولوجيا عالية التطور.
فلسفة هذا التطور في تكنولوجيا الروبوت أنه إذا كان وجود ذلك الكيان يتوغل في حياة الناس – خصوصًا في منازلهم – فلابد من إكسابه شيئًا من “المشاعر” ليكون وجوده مقبولًا .
يحمل المشروع الياباني الاسم “ييبد بروجكت” ، وبما أن الأمر يتعلق “بسر تجاري” لمنتج جديد انقلابي يطرح في الأسواق فإن أقل القليل هو ماعرف عن الجانب العلمي لكيفية إكساب الروبوت مشاعر ، مع وجود رأي يقطع بأن هذه “المشاعر” ستكون محدودة جدًا مهما كانت، وأن إيجاد “مشاعر روبوتية” تماثل “المشاعر البشرية” لايزال في حيز الخيال العلمي .
يرتبط المشروع بجانب عملي أخذ يحقق وجوده في الآونة الأخيرة في التكنولوجيا الروبوتية المدنية والعسكرية هو جعل نظم روبوتية تتخذ قراراتها ذاتيًا، في ضوء ماتحصل عليه من بيانات ومعطيات، وهنا يبدو أن “الروبوت العاطفي” سيأخذ في اعتباره حين اتخاذ قراراته الذاتية اعتبارات ذات طابع إنساني، وبالتالي ستكزن القرارات “عاطفية” على نحو أو آخر، بدرجة أو بأخرى، وعلى كل حال فإن إكساب الروبوت “مشاعر” يتوقف على تطورات ثورية في البرمجيات التي تشغله بأكبر من أنها تطورت في الإلكترونيات التي يقوم عليها .
من المخطط له أن يكون ثمن أول روبوت من هذا النوع يطرح في اليابان 198000 ين، وهو مايعادل أقل من 2000 دولار، وهو سيكون قادرًا على إحراز درجة من “التواصل الاجتماعي” مع من حوله، وقد وزع “ييبد بروجكت” أول صورة (الصورة المرافقة) لنموذج مبدئي له .
بالتوازي مع هذا وفي باريس أعلن خبير فرنسي بارز في التكنولوجيا الروبوتية أن روبوت متداول بالفعل في فرنسا في طريقه ليكون “عاطفيًا”، وأكد “برونومايسونييه” أن الروبوت المسمى “ناو” والذي يقوم الآن بمهام عديدة بنجاح تجرى عليه تطورات ليصبح “آلة عاطفية” تحمل الاسم “روميو” كما أكد وجود تعاون ياباني – فرنسي لستفيد “ييبد” و “روميو” كا من الآخر .
من جهتها تفيد مجلة “بي سي وورلد” بأنه مازال هناك أمد طويل حتى تشهد السوق التجارية أجهزة روبوتية عاطفية حقيقية، لكن المجلة المتخصصة في الكومبيوتر ترى أن الروبوت “ييبد” يمكن أن يمثل بداية .. ولو تاريخية .
كان مؤتمر علمي شهدته طوكيو في سبتمبر الماضي قد تناول برمجيات تمهد السبيل نحو “روبوت عاطفي” .
المصدر : مجدي غنيم المحرر العلمي لقناة النيل