أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الثلاثاء، عن قلقه البالغ إزاء التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية فى غزة، حيث “تنهار آخر شرايين الحياة التى تبقي الناس على قيد الحياة”، مبديا استيائه إزاء معاناة الأطفال والبالغين من سوء التغذية، وأدان بشدة العنف المستمر، بما في ذلك إطلاق النار على الأشخاص الذين يحاولون الحصول على الطعام لعائلاتهم، وقتلهم وإصابتهم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد جوتيريش على ضرورة حماية المدنيين واحترامهم، وعدم استهدافهم مطلقا، مشيرا إلى أن سكان غزة لا يزالون يعانون نقصا حادا في الضروريات الأساسية للحياة.
وقال الأمين العام إن على إسرائيل التزام بالسماح وتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى بكل الوسائل المتاحة لها، مشيرا إلى أن تصعيد الأعمال العدائية خلال الأيام الأخيرة يأتي في وقت يتم فيه إعاقة النظام الإنساني وتقويضه وتعريضه للخطر.
وأكد الأمين العام أن أمر الإخلاء الجديد في أجزاء من دير البلح- التي تعد موطنا لعشرات الآلاف- يدفع الناس إلى ظروف أكثر يأسا ومزيد من النزوح، ويقيد قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وأضاف أن موظفي الأمم المتحدة لا يزالون في دير البلح، مشيرا إلى “تعرض منزلي ضيافة تابعين للأمم المتحدة للقصف، على الرغم من إبلاغ الأطراف بمواقع مباني الأمم المتحدة، التي لا يجوز انتهاكها، ويجب حماية هذه المواقع- شأنها شأن جميع المواقع المدنية- بغض النظر عن أوامر الإخلاء”.
وجدد الأمين العام دعوته العاجلة لحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، ولتوفير الموارد الأساسية لضمان بقائهم، كما جدد دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
وقال إن الأمم المتحدة على استعداد تام لتوسيع نطاق عملياتنا الإنسانية بشكل كبير، وأكد أن أوان وقف إطلاق النار قد حان الآن.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن حوالي 88% من سكان غزة يخضعون الآن لأوامر التهجير أو ضمن مناطق النزوح.
ويبلغ عدد سكان غزة حوالي 2.1 مليون نسمة، ويحتاج حوالي 1.35 مليون نسمة إلى مأوى ومستلزمات منزلية، ومع ذلك، لم يُسمح بدخول أي إمدادات مأوى لأكثر من أربعة أشهر، ولا تزال أزمة الوقود الخانقة مستمرة، حيث يواصل العاملون في المجال الإنساني تحذيرهم من أن الكميات المحدودة التي سُمح بدخولها في الأيام الأخيرة بالكاد تكفي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

