“الفيروسات” كلمة سيئة السمعة جداً: ترتبط فى أذهان الناس بأبناء مزعجة، من أحدثها- وليس أخرها – تفشى مرض “كورونا” ولسوف تستمر كلمة غبر مريحة، لكن يبدو أن المستقبل غير البعيد سيربطها فى الأذهان أيضا بنوع من الأمل الذى يترقبة الناس: الأمل فى علاج السرطان، فهناك تطورات متتابعة تؤكد تقدم العلماء فى إجراء تحويرات على انواع من الفيروسات: بحيث تتحول من مسببات للأرض الى علاج للأورام، ومن اخر ما ورد فى هذا الشأن: نتائج مبشرة تم إحرازها فى روسيا و الولايات المتحدة، وقد ابدى المسؤول عن ؟أكبر مركز عربى فى مجال الاورام تفاؤلاً واضحاً بهذه النتائج، وقال “د. علاء الحداد” “لموقع قناة النيل” الإخبارية معقباً: إن استعمال الفيروسات المحورة فى علاج بعض أنواع الأورام يمضى قدماً، وأضاف عميد “المعهد القومى للاورام” بالقاهرة: إن هذا الاتجاه يحرز تقدماً على المستوى المعملى، نرجو معه أن ينتقل إلى المستوى التجريبى، ويبدو أن ذلك قد بدأ.. وفى تقرير أعدته وكالة الأنباء “يونيتد برس إنتر ناشيونال” أن أطباء من “مستشفى فيلادلفيا للأطفال” و “جامعة بنسلفانيا” فى أمريكا حققوا تقدماً مهماً فى مواجهة سرطان الدم باستعمال فيروس “الآيدز” بعد تعديلة وراثياً.
وكانت طفلة فى السابعة ةمن عمرها مصابة بسرطان الدم أو”اللوكيميا” قد أخفقت معها وسائل العلاج المعروفة كلها، لكن الاسلوب الجديد حقق استجابة مبشرة.. وقد تمت إعادة برمجة الخلايا المناعية لدى الطفلة، واستخلاص ملايين من خلايا الدم البيضاء منها، واستخدام فيروس “الآيدز” المعدل وراثياً لتحويل هذه الخلايا الى مايشبه “سلاحاً موجهاً” مبرمجاً خصيصاً لتدمير خلايا سرطان الدم، ثم أعيدت إلى جسم الطفلة.
ونقلت الوكالة عن القائمين على هذا التطور الثورى أن التحوير الذى أدخل على فيروس “الآيدز” جعله غير قادر تماماً على إحداث المرض، وفى الوقت نفسه: أصبح سلاحاً موجهاً ضد سرطان الدم.
ويحقق باحثون روس تقدماً فى نفس المجال: فتبعاً للقناة “روسيا اليوم” فإن علماء يعملون فى “جامعة نوفو سيبريسك” الروسية المتخصصة فى العلوم البيولوجية يحققون تقدماً مستمراً فى تسخير فيروسات معدلة وراثيا فى مكافحة السرطان.
ويزيد “د. الحداد” الامر إيضاحاً “لقناة النيل” الإخبارية: فيقول إن المعضلة الكبرى التى تتحدى الأطباء فى صراعهم الذى لاينتهى مع السرطان تتلخص فى العمل على قتل الخلايا السرطانية ومحاصرتها من دون إلحاق الضرر بالخلايا الأخرى، ومن هنا جاء مفهوم “الاسلحة الموجهة” ضد توجية أنواع من الفيروسات بعد تعديلها وراثياً الى تلك الخلايا.
ويؤكد عميد “معهد الأورام القومى” المصرى أن العلماء المصريين ليسو بغائبين عن ذلك الاتجاه الثورى فعلاً.
مجدي غنيم: المحرر العلمي “لقناة النيل”