أصدر “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في لندن تقريراً عن “الطائرات بدون طيار” يقع في 500 صفحة ! إلى هذا الحد تبلغ أهمية الموضوع .
إن الانتشار الهائل المستمر لهذه الطائرات – خصوصاً العسكري منها – جد خطير .
منذ أيام : أصدرت محكمة فيدرالية في نيويورك حكماً مهماً بنشر مذكرة مصنفة “سرية” ، تقر فيها الحكومة الأمريكية باستخدامها طائرة بدون طيار في تصفية الزعيم الديني المتطرف “أنور العولقي” الذي يحمل الجنسية الأمريكية في اليمن سنة 2011 ، وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” و “الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية” قد طلبا من المحكمة الأمر بنشر المذكرة .
منذ أيام أيضاً : نشرت صحيفة “واشنطن بوست” أن أمريكا استخدمت الطائرات بدون طيار أخيراً في العراق ، كما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن إيران تستخدم طائرات استطلاع بدون طيار لمراقبة أحداث العراق .
إذن فإن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار – وبسرعة غريبة – تطورت لتصبح من الحقائق الحاكمة في عالم اليوم .
تشتهر الطائرة من هذا النوع بالاسم “درون” .
وباختصار وببساطة هناك “حقيقة باردة” قررتها واحدة من أهم مجلات التكنولوجيا في العالم : إذ قالت مجلة “إم آي تي تكنولوجي ريفيو” إنه قد أصبح من السهل على الأمريكيين قتل أي إنسان بعينه في أي مكان على الكوكب .
وأوضحت المجلة التي تصدر عن “معهد ماسا تشوستس للتكنولوجيا” أن فكرة “الدرون” بزغت أيام الاستقطاب العالمي بين الولايات المتحدة و “الاتحاد السوفيتي” : كأداة لتدمير الدبابات “السوفيتية” في حال نشوب حرب عالمية ثالثة ، وفيما بعد : تطورت الفكرة إلى إيجاد سلاح لقتل الأفراد .. في إطار ماأطلق عليه “الحرب العالمية على الإرهاب” .
إن فكرة “الدرون” تعود بالتحديد إلى سنة 1971 : وصاحبها عالم الفيزياء النووية الأمريكي البارز “جون ستوارت فوستر” أحد كبار مخططي الاستراتيجية الأمريكية في تلك الآونة .
أما “الدرون” بصيغتها الراهنة : فقد ظهرت في فبراير 2007 ، كثمرة لتعاون بين “البنتاجون” ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه)
ترى المجلة العالمية “ميليتاري تكنولوجي” أن “الدرون” العسكرية آخذة من التواجد في القوات المسلحة في الدول الأقل تقدماً من الدول الكبرى ، وهذا الانتشار لذلك السلاح الخطير أمر يثير قلقاً حقيقياً فعلاً .
مجدي غنيم : المحرر العلمي لـ “قناة النيل”