الجارديان تبرز تحذير صندوق النقد أن سياسات ترامب قد تكلف الاقتصاد العالمى خسارة تريليون دولار

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على تحذيرات صندوق النقد الدولى من أن السياسات التجارية الحالية التى يتبعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد تكلف الاقتصاد العالمى خسارة قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار.
ولفتت الصحيفة – فى مقال افتتاحى – إلى أن السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكى تتعارض مع الأنظمة المالية الهشة فى العديد من دول العالم مما يثير الكثير من المخاوف لدى المستثمرين، كما أنه من شأنه أن يتسبب فى هروب رأس المال وخلق حالة من الفوضى فى أسواق الدول النامية.
وأشارت إلى أنه حين تطلق مؤسسة عالمية عريقة مثل صندوق النقد الدولى مثل هذا التحذير يجب على الجميع أن يأخذوا هذا التحذير على محمل الجد.. موضحة أن السياسات “غير المدروسة” التى ينتهجها الرئيس الأمريكى لا تتفق مع التوجه المالى العالمى الذى يعانى بالفعل من حالة من الضعف.
وأضافت الجارديان أن أكثر الدول التى سوف تتأثر بتلك السياسات هى الدول غير المستقرة سياسيا، موضحة أن الأزمات التى سوف تواجه تلك الدول لن تكون نابعة من مشاكل متعلقة بالسوق ولكن بسبب السياسات التى تتبناها الدولة التى تمثل عصب نظام التعاملات بالدولار فى العالم.
وتابعت أن صندوق النقد الدولى أشار فى تقريره الأخير حول الاستقرار المالى العالمى إلى الخطورة التى تشكلها السياسات التى يتبعها الرئيس الأمريكى والتى تضمنت زيادة التعريفة الجمركية إلى أعلى مستوى لها منذ ما يقرب من 100 عام.. لافتة إلى أن تلك السياسات سوف تدفع العديد من الدول النامية، التى تعانى بالفعل من مشاكل اقتصادية كبيرة بسبب الديون الخارجية، إلى التوجه نحو المزيد من الاقتراض بتكلفة أعلى للتخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن سياسات ترامب التجارية.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في ظل تلك الفوضى الاقتصادية بدأت رؤوس الأموال تبحث عن ملاذات آمنة مثل الاستثمار فى الذهب تجنبا لتقلبات السوق الناجمة عن السياسات الحالية.. موضحة أن رجال الأعمال فى الوقت الراهن يتحسبون ليس فقط لمعدلات التضخم المرتفعة أو معدلات النمو المنخفضة ولكن أيضا للتقلبات السياسية التى قد تنجم عن تلك السياسات التجارية.
وأشارت إلى أن المخاوف التى تنتاب جميع الأطراف فى الوقت الحالى ليست نابعة من عوامل اقتصادية أو مالية والتى تشكل عصب النظام المالى العالمى ولكنها نابعة من عملية تسييس الاقتصاد فى ظل إدارة الرئيس ترامب والتى تنتهج سياسات معادية للتقاليد المتعارف عليها لنظم الحكم الديمقراطى الحر.
وتتساءل الصحيفة فى الختام: إذا لم يكن الاستثمار فى الدولار يشكل الملاذ الآمن للاستثمار فأين يتواجد هذا الملاذ الآمن؟
المصدر: أ ش أ