ياترى كم عدد مركبات المواد الكيميائية الموجودة في عالمنا الآن؟ إن عددها تجاوز 7 مليون مركب كيميائي وهو في تزايد لا ينقطع؟
فكيف يتعامل الكيميائيون والمهندسون الكيميائيون مع هذا العدد المهول من المركبات الكيميائية؟ لاشك أنه أمر عسير للغاية.
وتضاف إلى هذا أمور أخرى لا تقل صعوبة وتعقيدا، ذلك أن ما يمكن اعتباره “الكيمياء الحديثة” قد بدأ منذ نحو 250 عاما، وخلال هذه الأعوام الطويلة تراكمت تلال من الأبحاث الكيميائية وهناك عشرات الألوف من القوانين العلمية التي يستعلمها الباحثون الكيميائيون في عملهم.
فكيف يمكن التعامل مع هذا الحجم الضخم من المعارف الكيميائية؟
يعمل الآن عديد من علماء الكيمياء في العالم بناء على ما يمكن وصفه “بالإنترنت الكيميائي”، وهو شبكة انترنتيه للكميائيين وحدهم، إذ تقدم لهم ما يحتاجونه من ملعومات تعينهم على أداء أبحاثهم.
خرجت هذه الفكرة من “جامعة نورثوسترن” الأمريكية ويقودها فريق من علماء الكيمياء فيها، وتفيد الجامعة من مقرها في “إيفانستون” في ولاية إلينوي” بأنه أطلق علي هذه الشبكة “كيماتيكا”.
يعمل القائمون على “كيماتيكا” على تجميع كل ما نشر من أبحاث في الدوريات الكيميائية المتخصصة كلها، والمعلومات والبيانات المخزنة على قواعد المعلومات الكيميائية في نظام معلوماتي موحد ومتاح لجميع الباحثين.
لكن دور الشبكة لا يقتصر على مجرد إتاحة المعلومات على نحو فوري ميسر، بل تجاوزه إلى تقديم مساعدة فعالة لهم في أبحاثهم، فيشور عليهم ويوجههم، فتقوم الشبكة مثلا بالارشاد إلى البدائل عند عدم توفر مركب معين وإلى أفضل طرق البحث ووسائله لحل مشاكل علمية تعترض الباحث.
معروف أن الكيميائيين والمهندسين الكيميائيين يقومون بتصميم المركب الجديد كما يقوم المهندسون الكهربائيون بتصميم جهاز كهربائي مثلا والشبكة الجديدة تقدم المساعدة لتصميم مركبات جديدة أكثر فعالية وتقدما.
يعني هذا أن الشبكة المعلوماتية “كيما تيكا” ستساعد على إيجاد مركبات متطورة في مقدمتها الأدوية والمستحضرات الطبية وهي تضم مبيدات الآفات وأنواعا جديدة من اللدائن الصناعية وغير ذلك كثير جدا.
أيضا ستساعد على أن تكون المركبات الكيميائية ومصانع الكيماويات أكثر صداقة للبيئة.
أكثر ما يخشاه القائمون على “كيما تيكا” أن تساعد الشبكة على تصنيع الأسلحة الكيميائية ليس فقط للجيوش ولكن للأرهابيين أيضا.