استقبل الاف الفلسطينيين فجر يوم الثلاثاء الدفعة الثالثة من المعتقلين الذين افرجت عنهم اسرائيل استقبال الابطال في مقر الرئاسة الفلسطينية.
وهذه هي المجموعة الثالثة من 104 فلسطينيين يقضون احكاما بالسجن لفترات طويلة وافقت اسرائيل على اطلاق سراحهم في اطار الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للوصول الى اتفاق سلام بين الجانبين.
ومعظم المعتقلين الذين اطلق سراحهم اليوم كانوا ادينوا بقتل اسرائيليين وجميعهم تقريبا اودعوا السجن قبل اتفاقات السلام المرحلية الاسرائيلية الفلسطينية التي وقعت قبل 20 عاما.
وانتظر الاطفال والنساء والرجال الاسرى ساعات وسط البرد القارص وصول 18 معتقلا من الضفة الغربية الى مقر الرئاسة وهم يلوحون بالاعلام الفلسطينية وبصورهم على وقع الاغاني الوطنية التي تمجد الاسرى.
فيما توجه ثلاثة من المعتقلين المفرج عنهم الى مسقط راسهم في غزة وخمسة الى القدس.
وامتزجت مشاعر الفرحة بالدموع لحظة لقاء الاهل ابنائهم المعتقلين المفرج عنهم.
وقالت والدة المعتقل المفرج عنه احمد شحادة الذي قضى 30 عاما في السجن بينما كانت تجلس على كرسي في ساحة مقر الرئاسة بانتظار انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية ” لن اصدق انه خرج حتى احضنه بين ذراعي.”
واضافت قائلة وقد بدت ملامح تعب سنين عمرها السبعين على وجهها “منذ سنتين لم يسمحوا لي بزيارته.. عروسته جاهزة.. اريد ان افرح به.”
وتوجه والد الاسير ناصر برهم المحكوم بالمؤبد بالشكر الى القيادة الفلسطينية على ما بذلته للافراج عن الاسرى وقال ” شعوري لا يوصف لقد كان في عداد الموتي.. لقد اعتقل وكان عمره 17 عاما.. لقد امضى في السجن 21 عاما وهو هو يعود الينا.”
واضاف قائلا “فرحتنا منقوصة.. نريد الافراج عن كل الاسرى.”
وحمل جمال ابو محسن المحكوم بالمؤبد عندما كان عمره 18 عاما على خلفية قتل مستوطن وقضى 23 عاما في السجن رسالة من الاسرى تدعو الى الاهتمام بهم والتضامن معهم .
وقال “هناك 5000 أسير يطالبون ان يبقوا في سلم الاولويات ويكفي تقصير في حقهم.”
واضاف قائلا “لا يجب ان يعاني الاسرى كما عانينا هناك اسرى امضوا 12 عاما ويقولون عنهم اسرى جدد متى سيصبح قديم عندما يصبح ثلاثين عاما هناك حالات مرضية كثيرة احتمال ان يستشهد اي واحد منهم نطالب بانقاذ حياتهم.”
وتعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي استأنف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل بوساطة امريكية قبل اربعة اشهر بعد ثلاث سنوات من توقفها بعدم التوقيع على اي اتفاق نهائي دون الافراج عن كافة المعتقلين البالغ عددهم 5000 معتقل في السجون الاسرائيلية.
وقال “نعدكم انها لن تكون المرة الاخيرة وانما ستكون هناك دفعات من الابطال تأتي كل فترة الينا وفي القريب العاجل ان شاء الله.”
واضاف قائلا “هذا اليوم فرحة لنا جميعا.. لاهلنا الابطال الذين خرجوا اليوم الى نور الحرية ليعيشوا احرارا وكانو في السجون احرارا.”
وتطرق الرئيس في كلمته القصيرة خلال استقباله المعتقلين المفرج عنهم الى التوصية التي صدرت عن لجنة وزارية اسرائيلية بضم اراضي من الضفة الغربية الى اسرائيل.
وقال ” اعلنت لجنة في الحكومة الاسرائيلية انها قررت ضم غور الاردن.. إذا فعلوا ذلك ولن نسمح لهم ان يفعلوا ذلك.. فلكل حادثة حديث. هذه ارضنا وستبقى فلسطينية ويبلغ الجميع ان هذا خط احمر لا يمكن تجاوزه.”
ورغم تعالي الاصوات الفلسطينية المطالبة بوقف المفاوضات بعد صدور هذه التوصية عن اللجنة الاسرائيلية التي تحتاج الى موافقة الكنيست (البرلمان) تعهد عباس بمواصلة المفاوضات لتسعة اشهر.
وقال في بيان بثته الوكالة الفلسطينية الرسمية “اننا ما زلنا ملتزمين بما تم الاتفاق عليه مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري في الاستمرار بالمفاوضات لمدة تسعة اشهر.”
وقال مسؤول فلسطيني رفيع يوم الثلاثاء ” نحن بانتظار وصول جون كيري خلال الايام القادمة ومعرفة ما يحمله من افكار.”
المصدر: رويترز