في عالم الأزهار، يحتل اسم “الأوركيد” أو “السحلبية” مكانة مرموقة للغاية، وهذه الأزهار غريبة التكوين تخرج في هيئاتها العامة عن الهيئة الشائعة للزهرة، مع تنوع هائل في الأشكال والألوان تبعا للنوع.
ومن وجهة نظر علم النبات، هي تشكل عائلة من أهم العائلات النباتية وهي “عائلة السحلبيات” التي تضم 20 ألف نوع على الأقل، يرى بعض علماء النبات أنها قد تصل 25 ألفا.. لوجود أنواع كثيرة لم تصنف بعد، وهي تتوزع على معظم أنحاء العالم، لكن نحو 80 في المئة منها في المناطق الاستوائية، وهى الأنواع الأجمل والأندر، وقد جرى استنزاف الكثير منها لبيعها في الأسواق العالمية بمبالغ طائلة بعد اقتلاعها من مواطنها البرية حتى باتت في خطر حقيقي.
في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا الأمريكية، توجد حديقة نباتية مهمة متخصصة في النباتات الاستوائية، هى حديثة “فيرتشايلد النباتية”، وقد بدأت جهدا فريدا للمحافظة على الأوركيد.
وأنشأت الحديقة معملا خاصا بها، يعمل فيه فريق من علماء النبات على تنمية أنواع “الأوركيد” النادرة لإنقاذها من الفناء.
عدد الحدائق النبات في العالم في حدود 1500 حديقة، من بينها نحو 800 حديقة تقوم بجهود لحماية أنواع النباتات النادرة، ووفقا للاتحاد الدولي للحدائق النباتية، فإن حماية الأوركيد من أبرز هذه الجهود بل أن من تلك الحدائق ما هو متقصر فقط على الأوركيد وحده، وهو يسمى “الأوركيداريوم” مثل “الأوركيداريوم القومي” في “كيرالا” بالهند و”مركز الأوركيد” في “ساراواك” بماليزيا، حيث تبذل جهود كبيرة للحفاظ على هذه الأزهار بالغة التميز، وكذلك الحال في بعض جامعات العالم، مثل “جامعة هيدلبدج” الألمانية التي تدير حديقة نباتية تضم واحدة من أهم مجموعات “الأوركيد” في العالم.
لكن ما بدأته “حديقة فيرتشايلد” لا مثيل له في هذا المجال، وتقول وكالة الأنباء “رويترز” إن ولاية فلوريدا الأمريكية حيث توجد حديقة كانت في الماضي تموج “بالأوركيد البري” والهدف الآن أن تموج مدينة ميامي “بالأوركيد” المزورع في شوارعها حيث تتميز الولاية بالمناخ المناسب لها.
وتذكر “رويترز” أن سنغافورة مثلا احتضنت تجربة شبيهة لحماية تلك الأزهار فيها، وتستفيد التجربة الأمريكية الآن من نظيرتها السنغافورية.
بالأرقام، كان هناك 229 نوعا من “الأوركيد” في أراضي “ميامي” إندثر منها 170 نوعا، ويوجد 54 نوعا يتهددها الانقراض ، وقد نجح علماء النبات في استفادة 18 نزعا اندثرت من الحياة البرية.
ان استعدة أنواع حية مندثرة يعني، عموما، استعادة بيئتها الطبيعية وهو ما يحدث الآن في التجربة الأمريكية مع “الأوركيد”، فهي تتضمن مثلا إستعادة أنواع من الحشرات التي تنقل حبوب اللقاح إلى هذه الأزهار.
جانب آخر مهم في التجربة، هو التربية البيئية للتلاميذ، إذا اتفقت “حديقة تشايلد” مع 250 مدرسة في “ميامي” وتخومها على قيام تلاميذها برعاية نبات “الأوركيد” وحراستها.
هذه التجربة إضافة إلى جهود حماية البيئة النباتية والمحافظة على أنواعها المهددة بالانقارض، وهي قابلة تماما للتكرار والاستفادة منها المحافظة على أنواع نباتية أخرى “الأوركيد” في شتى أنحاء العالم وبيئاته.