حثت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على رفض اتباع نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا ما قرر المشاركة في الحرب على إيران.
وذكرت الصحيفة- في افتتاحيتها، اليوم الجمعة- أنه إذا قررت الولايات المتحدة الانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران، فهناك أسباب أخلاقية وعملية قوية تدفع بريطانيا إلى رفض مساعدة أقرب حلفائها والبقاء بعيدا عن هذا الصراع.
ورأت الصحيفة، أن ترامب يستمتع فيما يبدو بإبقاء العالم في حيرة بشأن ما إذا كان سيتدخل ضد إيران، وقد أعلن البيت الأبيض، أمس /الخميس/، أنه سيتخذ قرارا بشأن “الذهاب” للحرب من عدمه خلال “الأسبوعين المقبلين”. وهكذا، وقع على عاتق ستارمر أن يكون صوت العقل في هذا الصراع.
وأشارت الصحيفة إلى أن ستارمر يتفق على ضرورة معالجة القضية النووية الإيرانية- “لكن من الأفضل معالجتها بالمفاوضات لا بالصراع”، كما قال.
وهو تصريح مقتضب ترى الصحيفة أنه قد يوحي بنية إبلاغ الرئيس الأمريكي، إذا طلب مشاركة بريطانيا في عمل عسكري لدعم إسرائيل، بأن بريطانيا ستستدعي سابقة رفض رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هارولد ويلسون تقديم المساعدة العسكرية للرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون في حرب فيتنام في ستينات القرن الماضي.
وقالت “الإندبندنت”، إن الأمر الأقل وضوحا هو ما إذا كانت إيران على وشك صنع سلاح قابل للاستخدام. فرغم التكهنات التي سادت لعقود بأن إيران على بُعد سنوات، أو أشهر، من صنع قنبلة نووية، إلا أن ذلك لم يبدُ وشيكا قط، موضحة أن الضربات الإسرائيلية لا تبدو أنها السبيل الأمثل لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية في المستقبل.
وأكدت الصحيفة، أنه ينبغي على ستارمر الآن أن يُبلغ ترامب أنه كان مُحقًا في مواصلة المفاوضات مع الحكومة الإيرانية- وهي محادثات انقطعت بسبب العمل الإسرائيلي أحادي الجانب، فمن الواضح أن ترامب أعتقد أن تلك المفاوضات تُحرز تقدما نحو هدف فرض قيود يمكن التحقق منها على قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية.
وأضافت أن نفوذ الحكومة البريطانية بهذا الشأن محدود، ولكنها تمتلك بعضا منه، وعليها استخدامه. فإذا ما أرادت الولايات المتحدة استخدام قاعدة دييجو جارسيا البريطانية في جزر شاجوس لشن هجمات على إيران، يجب على لندن رفض هذا الأمر.
وفي ختام افتتاحيتها، أعربت الصحيفة عن أملها في أن يكون ستارمر وحزب العمال والمؤسسة السياسية الأوسع قد تعلموا من التاريخ، وأن يرفضوا السير على خطى رئيس أمريكي آخر في صراع آخر غير مُجد وغير مدروس (على غرار ما حدث في العراق قبل سنوات).
المصدر: أ ش أ