ببعض التجاوز فى الدقة العلمية : يمكن تعريف ” الإيكولوجيا ” بأنها ” علم البيئة ” .
وإذا كان يقصد عادة أو غالباَ ” بالمرصد الفلكى ” الذى يرصد الأجرام السماوية ويدرسها : فقد ظهر نوع جديد من المراصد هو ” المرصد الإيكولوجى ” الذى يقوم برصد عناصر البيئة باستمرار ، وقد أعلن فى الولايات المتحدة عن إنشاء أكبر شبكة من نوعها فى العالم من المراصد الإيكولوجية .
تقول ” المؤسسة القومية للعلوم ” الأمريكية أن الشبكة اسمها ” الشبكة القومية للمراصد ” الإيكولوجية ” أو اختصاراَ” نيون ” ، وتبدأ إقامتها قريباَ .
وتفيد ” جامعة كولورادو ” بأن تكلفة إنشاء الشبكة تبلغ 4343 مليون دولار ، وتبلغ تكلفة تشغيلها 80 مليون دولار سنوياَ.
وتضم الشبكة مراصد فى 60 موقعاَ ، وهى تتكون من 15 ألف جهاز لاستشعار العناصر البيئية ، تقوم بجمع أكثر من 500 نوعية من البيانات ، ويعتمد تصميم الشبكة على أن كل مرصد منها ينتقل إلى موقع آخر كل فترة تتراوح بين ثلاثة أعوام وخمسة .
ومن المقرر أن يبدأ العمل فى إقامة الشبكة فى الحادى والعشرين من الشهر المقبل ، وأن ينتهى سنة 2016.
وتؤكد الجامعة التى يتبنى علماؤها الشبكة أنه بينما يبلغ معدل إنتاج البيانات من ” تلسكوب هايل ” الفلكى الفضائى الذى احدث انقلاباَ فى العلوم الفلكية 50 تيرا بايت سنوياَ : فإن الشبكة ” نيون ” تنتج 200 تيرا بايت سنوياَ.
تقوم الشبكة برصد عناصرتجعلها أقرب إلى شبكة للرصد الجوى ، مثل درجات الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح .. إلخ
لكن هناك الكثير جداَ من العناصر الأخرى التى ترصدها الشبكة ، وهى معقدة جداَ ، وهى تركز على أمرين : الكساء النباتى الطبيعى ، وما يخدم الزراعة .
فمن ناحية الكساء النباتى الطبيعى : ترصد الشبكة مثلاَ حال الغابات ، بل أنها ترصد بعض العوامل الكيميائية فى اوراق الأشجار !
أما من ناحية ما يخدم الزراعة : فهى تتابع مثلاَ مواقف العناصر المغذية فى التربة ، والنشاط الميكروبى فيها ، وترصد انتشار الآفات الزراعية .
ترصد الشبكة أيضاَ عناصر مهمة ومسطحات المياه العذبة ، وملوثات الغلاف الجوى ، وغير ذلك كثير جداَ .
أصبح العالم يعيش ما يمكن اعتباره ” عصر الشبكات ” فهناك ” شبكات ” فى كل مجال ولكل شىء ، لكن الشبكة الجديدة ” نيون ” نقلة نوعية حقيقية : سواء فى مجال ” المراصد الإيكولوجية ” ، أو فى مجال تصميم شبكات رصد البيانات ونقلها .
من أوجه الأهمية الأخرى لهذه الشبكة : أن غزارة البيانات وتكاملها وليست فقط الميزة الجوهرية لها ، ولكن ترابط هذه البيانات وتكاملها وتفاعلها : بحيث توفر صوراَ دقيقة لشتى المجالات لمتخذى القرارات .
مجدي غنيم : المحرر العلمي لـ “قناة النيل”