أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، على وجود تفاهم وتوافق مشترك بين مصر وتركيا حول سبل التعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجه المنطقة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية اليوم /السبت/ بمدينة العلمين الجديدة مع نظيره التركي هاكان فيدان.
ورحب الوزير عبد العاطي – فى مستهل المؤتمر الصحفي- بوزير الخارجية التركي والوفد المرافق،معربا عن خالص التقدير للمشاورات البناءة التي عقدت اليوم والتي عكست ما يجمع بين البلدين.
وقال وزير الخارجية إن نظيره التركى شرف اليوم باستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له صباح اليوم، وكان لقاء هاما وتناول كل ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين والعديد من الأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة.
وأوضح أن زيارة وزير الخارجية التركي تأتي في توقيت بالغ الأهمية وتتزامن مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات بين مصر وتركيا، لافتا إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى يعكس عمق هذه الروابط والإدراك المشترك لضرورة التنسيق لتعزيز مسار التعاون الثنائي والتي من أبرزها تدشين المجلس الإستراتيجي الأعلى برئاسة الرئيس السيسى والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي تم إطلاقه خلال زيارة الرئيس السيسى إلى أنقرة سبتمبر الماضي.
قال وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي إن العلاقات بين مصر وتركيا تشهد اليوم مرحلة هامة من التلاقي الاستراتيجي قوامها الصراحة وأداتها التنسيق وأفقها هو خدمة مصالح البلدين والمنطقة على نحو يحقق التنمية والرفاهية للشعبين الصديقين والأمن والاستقرار في هذه المنطقة المضطربة من العالم.
وأضاف أن التنسيق المشترك يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المحيط الإقليمي فنحن نؤمن بأن المصارحة هي مفتاح الشراكة الحقيقية وأن الإرادة السياسية الصادقة كفيلة بفتح كل أبواب أوسع للتعاون البناء.
ووصف الوزير عبد العاطي مباحثاته اليوم مع نظيره التركي بـ”المثمرة والبناءة ” وتناولت ملفات التعاون الثنائي والرغبة المشتركة في الدفع بها في مختلف المجالات، معلنا أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع مجموعة العمل المشترك قبل نهاية العام حتى يتم التحضير للجلسة القادمة للمجلس الاستراتيجي الأعلى ليعقد في العام القادم، ونتوقع زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر في العام القادم لعقد الجلسة الثانية للمجلس.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق أيضا على أهمية الدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث كان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي قد اتفقا فى سبتمبر الماضي على العمل على مضاعفة التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار في السنوات القليلة القادمة..مضيفا أن مصر ترحب بالاستثمارات التركية في مختلف القطاعات وحرص الحكومة المصرية على تقديم كل الدعم الممكن للشركات التركية وإزالة أية معوقات.
وأوضح أنه تم الحديث عن التعاون في مجالات الطاقة والنقل والتعليم والثقافة.. معربا عن شكر وتقدير مصر للدعم التركي الكامل لمرشح العالم العربي والإسلامي والاتحاد الإفريقي الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو.
وقال وزير الخارجية إن المباحثات تركزت أيضا على الملفات الإقليمية محل الاهتمام المشترك للبلدين الصديقين وعلى رأسها ما يحدث على الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية حيث استحوذت الكارثة الإنسانية في غزة على الجانب الأكبر من النقاش.
وأضاف أنه تم اطلاع وزير الخارجية التركي على الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر بلا كلل للتوصل إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل ونهائي ومعالجة الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها إسرائيل بهذه السياسات غير المسئولة وحرب الإبادة التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
ولفت إلى أنه تم الحديث مع نظيره التركي أيضا على قرار الكابينيت الإسرائيلي الأخير بتوسيع نطاق الاحتلال والسيطرة على قطاع غزة وتوسيع العمليات العسكرية والاحتلال.. مشددا على أنه تم الاتفاق على الإدانة الكاملة لهذا القرار كما تم التأكيد على أهمية تكاتف الجهود والعمل المشترك لمجابهة هذا القرار بمختلف الوسائل وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية على إسرائيل لردعها عن اتخاذ القرار.
وقال وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي إنه ناقش مع نظيره التركي السبل المختلفة لوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة بما في ذلك سياسة التجويع الممنهج والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل وضرورة قيام إسرائيل برفع كل القيود المفروضة على المعابر الخمسة التي تربطها بقطاع غزة وذلك باعتبارها سلطة احتلال وعليها المسؤولية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
وأضاف أنه تم الحديث عن تنسيق الجهود المشتركة في هذا الشأن، وتم التأكيد على الترحيب بأي دعم يأتي من تركيا أو أي دولة لإدخالها إلى قطاع غزة لمعالجة الكارثة الإنسانية بالقطاع جنباً إلى جنب مع الجهود الضخمة التي تقوم بها مصر في هذا الصدد وتوفير كل التسهيلات من خلال مطار أو ميناء العريش والممرات البرية وتكثيف الضغوط على إسرائيل لإزالة العقبات التي تضعها وفتح المعابر التي تربطها بقطاع غزة.
وأوضح أنه تم أيضا التأكيد على وحدة الموقف المصري والتركي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتشديد على أهمية الوقف الفوري وإدانة كافة الممارسات اللإنسانية التي تشهدها الضفة الغربية وإجراءات تستهدف مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وجعل الحياة غير ممكنة سواء في الضفة الغربية أو غزة والتأكيد على أن هذا “خط أحمر” ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف.
وأكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أن هذا المخطط سيؤدي حتما حال تنفيذه إلى تصفية القضية الفلسطينية وهو ما اتفقنا على العمل بكل السبل لوقفه ومجابهته..مشيرا إلى أنه تم الحديث خلال المباحثات على ضرورة احترام المقدسات الإسلامية والمسيحية والوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس المحتلة.
وقال إنه تم أيضا تناول الأزمة السورية، مشددا على الموقف المشترك الخاص بأهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية والدفع نحو تسوية سياسية شاملة لا تقصي أحداً.
وأضاف أنه أكد من جانبه على ضرورة تحقيق تطلعات الشعب السوري بكل أطيافه،لافتا إلى أنه تم إدانة كل الإجراءات والاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي السورية، والتأكيد على ضرورة وقف هذه الممارسات غير الشرعية وغير المسئولة.
وفيما يخص ليبيا.. قال وزير الخارجية إنه تم التأكيد خلال المباحثات على أهمية العمل المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار الدائم في ليبيا ودعم جهود المصالحة الوطنية، كما تم الاتفاق على أهمية العمل المشترك والسريع لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية والحفاظ على وحدة ليبيا، وتم التأكيد على أهمية إنهاء الانقسامات الحالية في السلطة التنفيذية.
وأوضح أنه أكد من جانبه أهمية السرعة لعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن وخروج القوات والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من البلاد،لافتا إلى أنه تم الاتفاق على أهمية وجود عملية ذات ملكية ليبية تقود إلى تحقيق الأمن والاستقرار.
وتابع وزير الخارجية أنه تم التطرق كذلك إلى الوضع في السودان، والتوافق على الأهمية البالغة لوقف إطلاق النار وتجنب المزيد من التصعيد وأهمية الانخراط في حوار جاد يفضي إلى حل سياسي شامل ومستدام يحمي مؤسسات الدولة السودانية ويحافظ على وحدة السودان، موضحا أنه اطلع نظيره التركي على الجهود المصرية للحفاظ على وحدة الأراضي السودانية.
ونوه عبد العاطي إلى أن المباحثات تناولت الأوضاع في لبنان حيث تم التشديد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار والأهمية البالغة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الخمس في جنوب لبنان.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه تم أيضا بحث الوضع في منطقة القرن الإفريقي حيث نقل لنظيره التركي الأهمية البالغة لقضية المياه بالنسبة لنا باعتبارها قضية وجودية، إلى جانب الحديث عن قضية الصومال وأهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه، إلى جانب الوضع في اليمن وقضية حرية الملاحة في البحر الأحمر، والتبعات الاقتصادية الخطيرة للأزمة الاوكرانية على الدول النامية والأمن الغذائي والطاقة.
وأكد وزير الخارجية بدر عيد العاطي على دعم الجهود المبذولة لحل الأزمة الأوكرانية.
من جانيه قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن منطقتنا تمر بمرحلة حرجة للغاية، وخلال لقائي مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث حول رؤيته لمشكلات المنطقة والتعاون الثنائي، مؤكدا أن الرئيس السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقيادتهما قطعا مسافة متقدمة جدا في التعاون بين البلدين خاصة في الصناعات العسكرية والتكنولوجية والتجارة والاستثمار..وفيما يخص المسائل الإقليمية فإن هناك تقاربا في الرؤى وإمكانية التحرك المشترك تجاه هذه المسائل.
وأضاف أننا نحتفل هذا العام بمرور مائة عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا ونحن نعمل على تطوير علاقاتنا والتواصل على أساس حسن النية، وتناولنا خلال المباحثات الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين وعلاقتنا مع مصر في المجال التجاري والاستثماري حيث نستهدف الوصول إلى 15 مليار دولار والشركات التركية تسعى لذلك.
وأكد أن الإصلاحات والبنية التحتية حولت مصر لنموذج يحتذى به في التنمية ونحن نهنئ مصر ونرى أنها ستقطع مسافات أبعد.
وحول التطورات في قطاع غزة قال وزير الخارجية التركي إننا على تنسيق دائم بشأنها وإيصال المساعدات ووقف إطلاق النار، ونقدر مساعي مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل على تعطيل وقف إطلاق النار، مشددا على أن إسرائيل تدار بذهنية فاشية وأصولية وعلى المجتمع الدولي مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتتياهو.
وأوضح أن الرأي العام العالمي الذي يؤيد فلسطين يشكل ضغوطا على الحكومات، وقد ازداد عدد الدول التي اعترفت بفلسطين، وفي هذا الإطار فإن مساعينا مشتركة مع اللجنة الوزارية التي تقوم بجهود كبيرة وسنواصل العمل معا.
وشدد على رفض تركيا مخطط إسرائيل لاحتلال غزة وهي خطة توسعية حيث يتم ارتكاب المجازر وعلى المجتمع الإسلامي الوقوف في وجه هذا الأمر وسنواصل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، لافتا إلى أن فلسطين للفلسطينيين وكل محاولة لإخراجهم فى حكم المعدومة.
وقال إن إيصال المساعدات لغزة أمر هام جدا ونتحرك بالتعاون مع مصر فنحن ندرك أن وجود مصر هام ومحوري لحل الأزمة في غزة، موجها الشكر لمصر على إدخال المساعدات.
وأوضح أن المباحثات تناولت الأوضاع في ليبيا والسودان والصومال حيث كانت آراؤنا متوافقة، معربا عن الأمل في أن تصل الأمور في ليبيا إلى الازدهار وأن يسود السلام في السودان والقرن الإفريقي، وقال “إننا ندافع عن وحدة وسلامة السودان وإيقاف إراقة الدماء”.
وأكد أن مخطط إسرائيل ليس احتلال غزة فقط إنما لها أهداف ذات أبعاد في دول أخرى مثل لبنان وسوريا إما احتلال أو خلق أزمات بها ، مشيرا إلى أن سياسات إسرائيل التوسعية تهديد كبير إقليميا وعالميا، وأن تركيا ومصر ستواصلان العمل على تحقيق الأمن والاستقرار.
وردا على سؤال حول إمكانية وجود تحرك مصري تركي مشترك في المحافل الدولية لمواجهة المخطط الإسرائيلي لاحتلال غزة بالكامل والخيارات أمام مصر لمواجهة مخطط تهجير الفلسطنيين قال الدكتور بدر عبد العاطي إن مصر أكدت إدانتها بشكل كامل لكل السياسات التوسعية الإسرائيلية و فرض القوة و سياسة الغطرسة و الهيمنة بعيدا عن القانون الدولي، وهناك تنسيق كامل مع تركيا فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، ويوجد تنسيق كامل مع كل الأطراف الدولية، مشيرا إلى أن اللجنة السباعية التي تضم مصر و السعودية وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وقطر والأردن أصدرت بيانا مشتركا اليوم حول غزة حيث تم التنسيق مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ووزير خارجية تركيا، كما ستشارك مصر في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث هذا التطور الإسرائيلي الخطير الذي يجب رفضه كما سيتم عقد اجتماع طارئ في الجامعة العربية.
وأضاف أنه يتم التنسيق مع تركيا والدول العربية والإسلامية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حيث يتم التنسيق مع الجزائر والصومال وباكستان لأن ما يحدث اليوم هو تطور شديد الخطورة ولا يمكن السكوت عليه وهو لا يخص الشعب الفلسطيني والعالم العربي فقط بل العالم الإسلامي أيضا والإنسانية كلها ولا يمكن التخاذل في التعامل مع هذه الجرائم.
وشدد على أن “التهجير هو خط أحمر لمصر والأردن وللمنطقة ولن يتم السماح بتحقيقه ” وهي محاولات إسرائيلية بائسة ويائسة ومرفوضة ونحن قادرون على توحيد المواقف ليكون هناك موقف قوي موحد لتعبئة الجهود الدولية لمواجهة هذه السياسيات الإسرائيلية المرفوضة.
وحول قرار الكابينيت الإسرائيلي بشأن غزة مؤخرا.. أكد وزير الخارجية التركي أن تركيا ومصر تنسقان الجهود بشأن غزة في العديد من القطاعات، ومنذ البداية فان هناك تعاوناً كبيراً بين الهلال الأحمر المصري والتركي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف أن سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل تنتقل إلى مرحلة جديدة بين الفترة والأخرى، وكلما زاد المجتمع الدولي في إرسال المساعدات فإن إسرائيل تعيق وصولها إلى غزة ليموت الفلسطينيين جوعاً ولتبيدهم ولتجعلهم يرضخون ويتركون أرضهم.
وتابع أن إسرائيل تسعى لإخلاء غزة من الفلسطينيين ولتجعل احتلالها دائم ولتسكن هناك المستوطنين، وبينما تتواصل الإبادة الجماعية من خلال التوجيع فانها (إسرائيل) تتواصل مع دول أخرى لكي تستقبل الفلسطينيين، وطبعا هذه الدول لا تقبل استضافة الفلسطينيين.
واعتبر فيدان أن المجتمع الدولي رسب في هذا الامتحان والنظام العالمي أثبت عدم جدواه في اختبار كهذا وهو ما بات على مرأى ومسمع من العالم.
وقال وزير الخارجية التركي إن تجاهل القانون الدولي في مرحلة كهذا بات مشكلة كل الشعوب المظلومة في العالم، ومن ثم فان دماء الشهداء المراقة ودماء الأبرياء وأن لم تتحول إلى نجاح مباشر ونصر فإنها تسقى بذورا في كافة انحاء العالم، مشيرا إلى أن نضالنا سيتواصل على كافة الأصعدة، والظالم سيمحى من التاريخ ونتنياهو سترون عاقبته، والأطفال الذين تسبب في تجويعهم وقتلهم والقناصة الذين استهدفوا الأبرياءودمائهم ستخنق الظلمة.
وردا على سؤال حول المخططات الإسرائيلية التوسعية وأهمية وجود تصور مصري عربي لمستقبل المنطقة لمنع فرض مخططات خارجية.. قال الوزير بدر عبد العاطي إن هناك تنسيقا على أعلى مستوى في الإطار العربي وستكون أحد الملفات التي سيتم بحثها في الاجتماع القادم لمجلس الجامعة العربية وكذلك ستكون محل النقاش مع كل الأطراف الإقليمية المعنية مثل تركيا، مؤكدا أنه لا يمكن بأي حال السماح لأي طرف أن يهيمن ويفرض إرادته على المنطقة لأن هذه المنطقة بها أطراف مهمة، كما أن أي ترتيبات تخص المنطقة عليها أن تتضمن مجموعة من المبادئ الهامة المتوافق عليها، وبدونها لا يمكن أن يكون لأي دولة أو أي طرف إقليمي القدرة على الاندماج في المنطقة، وأولها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك سيادة الدول ولا يمكن السماح بذلك وكذلك الحفاظ على سلامة ووحدة الدول والحفاظ على مبادئ القانون الدولي.
وأكد أنه لا يمكن الحديث عن أي ترتيبات إقليمية ما لم يتم احترام تلك المبادئ والقانون الدولي سواء في الشرق الأوسط أو القارة الإفريقية أو شرق المتوسط ، فالحلول السياسية السلمية للمنازعات و الصراعات هي الأساس و لا توجد حلول عسكرية و لابد من الاتفاق على ذلك ولا يمكن الحديث عن ترتيبات إقليمية بدون الاتفاق على المبادئ الأساسية و لن نسمح لطرف بفرض رؤيته على كل دول المنطقة .. فلابد أن تنسق الرؤى مع المبادئ المتفق عليها وهي مسائل مفروغ منها، ولن يتم تحقيق الأمن والاستقرار في نظام الأمن الإقليمي بدون احترام هذه المبادئ ولا يمكن السماح لأي طرف لمجرد أن لديه قوة عسكرية أن يتدخل تحت أي ذرائع واهية لا سند لها في القانون الدولي والادعاء بحماية مصالح أقليات.
وأضاف أن هناك توافقا بين الدول الرئيسية في المنطقة على هذه المبادئ لتكون هي الحاكم لأي ترتيبات إقليمية، وأكد أن مصر ضد سياسة الأحلاف و لايمكن أن نسمح لطرف بعينه أن يفرض إرادته على باقي أطراف المنطقة.
وبشأن اتفاق السلام الذي تم توقيعه أمس بين أذربيجان وأرمينيا .. قال وزير خارجية تركيا إنه تطور مهم فقد تعرضت أراضي أذربيجان في ناجورنو كارباخ الاحتلال من قبل أرمينيا على مدى ثلاثين عاما واستطاعت أذربيجان استرجاع أرضها وكان من الضروري أن يتم التوصل لاتفاق سلام بعد مفاوضات طويلة وبرعاية أمريكية، مضيفاً أن هناك عدة نقاط قليلة لم يتم التوافق حولها و نأمل أن يتم الاتفاق حولها لاحقا ومن بينها مسالة ممر زنجازو، ويعتبر الاتفاق بمثابة بارقة أمل في إقليم القوقاز، وقد دعمت تركيا أذربيجان لاستعادة أرضها كما دعمت مفاوضات السلام ونحن نثمن مواقف البلدين وإسهام أمريكا في التوصل لاتفاق.
وأوضح أنه قد أجرى مباحثات أمس مع وزير خارجية أذربيجان حول تفاصيل الاتفاق .. وقال إن مسألة ممر زنجازو مهم لإيجاد مواصلات من أوروبا وآسيا وسيوصل الممر تركيا بالقوقاز وأوروبا وأعماق آسيا، ونأمل أن يتم تطبيقه، مشيرا إلى أن ما نريده للقوقاز نريده للشرق الأوسط ولكل المناطق، فالمهم هو تحقيق السلام والحفاظ على مصالح الطرفين وأن يسود السلام والازدهار ورفاهية الشعوب وقيم السلام.
من جانبه قال الدكتور بدر عبد العاطي إننا نرحب ترحيبا قويا بالتوصل لاتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا، وهما دولتان صديقان لمصر،ونتطلع أن تسود هذه الروح الإيجابية التي أدت للتوصل لهذا الاتفاق بدعم أمريكي ونأمل أن تنعكس هذه الروح الإيجابية من إدارة ترامب على الجهود في منطقة الشرق الأوسط والتي تموج بالعديد من الصراعات و المشكلات.
وأضاف أننا نقدر الروح الإيجابية لدى الإدارة الأمريكية للتوصل لهذا الاتفاق ونأمل أن ينعكس ذلك أيضا و أن يكون هناك دور أمريكي فعال لتحقيق رؤية الرئيس ترامب للتوصل إلى حلول سياسية لأنه لا توجد حلول عسكرية في الشرق الأوسط سواء بالنسبة للقضية الفلسطينية أو الأوضاع في ليبيا والسودان و سوريا واليمن، ونحن في أمس الحاجة أن تنعم المنطقة بالاستقرار ونأمل أن تنعكس الرؤية على منطقتنا.
أ ش أ

