أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا أن الوزارة تعمل باستمرار منذ سنوات على مواجهة التغير المناخي وخفض الانبعاثات، من خلال تنويع مزيج الطاقة المستهلكة، وزيادة معدلات استخدام الغاز الطبيعي باعتباره الوقود الأحفوري الأنظف.
جاء ذلك في كلمة الوزير- اليوم الثلاثاء- خلال المؤتمر والمعرض الثالث لكفاءة الطاقة بقطاع البترول، بحضور رؤساء الهيئات والشركات القابضة وشركات البترول المصرية والأجنبية.
وقال الملا إن الدول التي تهتم بالاستثمار في تحسين كفاءة الطاقة وتحويل مزيج الطاقة المستهلكة ستحظى بمرونة أكبر مستقبلاً على المستوى الاقتصادي وفي مجالات الطاقة والمناخ، لافتًا إلى ضرورة تبني الشركات -باعتبارها دعائم النشاط الاقتصادي- ممارسات أكثر استدامة حتى تمهد الطريق لمستقبل أخضر لمصر والمنطقة.
وأضاف أن قطاع البترول يعتزم الاستمرار في الاستثمار في فرص كفاءة استخدام الطاقة بما يعزز من جاهزية القطاع للتعامل مع أي تحديات، وأن يخطو نحو مستقبل مستدام على الجانب البيئي، فالقطاع ينبغي أن يقوم بتطويع كفاءة الطاقة والموارد في ظل التوجه العالمي نحو مستقبل منخفض الكربون.
وأشار إلى أن الوزارة تتبنى سياسة لكفاءة الطاقة في أنشطة قطاع البترول بأهداف سنوية محددة، من أجل الحفاظ على الطاقة وترشيد استخدامها.
وأكد أن المؤتمر في نسخته الثالثة يمثل فرصة مهمة لتبادل الآراء واستعراض أفضل الممارسات التي نجحت في رفع كفاءة استخدام الطاقة خاصة في ظل التحديات المتوالية التي يواجهها العالم، موضحا أن المؤتمر يهدف لوضع خارطة طريق بأهداف محددة في هذا المجال خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأوضح أن تحديات جائحة كورونا أثرت على مجالات الأعمال المختلفة ووضعتها في اختبارات صعبة، وهو ما يمثل إشارة تحذير مما قد يحدث إذا لم يتم إعطاء تحديات تغير المناخ الاهتمام الكافي، خاصة أن الارتفاعات الكبيرة في درجات الحرارة قد تؤدي لحدوث أوبئة وأضرار أكبر لكافة القطاعات.
ولفت إلى أن تحقيق كفاءة استخدام الطاقة يعد أحد أهم مجالات مشروع تطوير وتحديث القطاع الذي بدأ تطبيقه عام 2016، حيث تم تخصيص برنامج عمل لتحسين كفاءة الطاقة بالقطاع كعنصر هام في جهود بناء قطاع قوي ومستدام، كما أنها تعد الحل الأفضل لخفض التكاليف وتحسين الربحية، علاوة على خفض الانبعاثات الكربونية.
ووجه الوزير الشكر للشركاء الأجانب بقطاع البترول؛ لمساهمتهم الجوهرية خلال السنوات الماضية في المشروعات المتعلقة بكفاءة الطاقة ومعاونة القطاع في بلوغ أهدافها.
من جانبه، أكد سفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برجر، أهمية المؤتمر الذي يلقي الضوء على مجال تحسين كفاءة الطاقة في ظل الاهتمام العالمي بمواجهة تغير المناخ، مشيراً إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تعمل على تطبيق برامج ومبادرات تحسين كفاءة الطاقة وأن هناك تعاونا بين الاتحاد الأوروبي مع وزارة البترول المصرية في هذا المجال.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم مشروعات القطاع فنياً وماليا في مجالات توصيل الغاز للمنازل ومصفاة تكرير السويس وبرامج التدريب في مجال تحسين كفاءة الطاقة، وتطبيق سياسات كفاءة استخدام الطاقة في كافة المقرات ومشروعات القطاع، مؤكداً رغبة الاتحاد في تعزيز الشراكة والتعاون مع مصر في مجالات خفض الانبعاثات وتعزيز استخدام الهيدروجين، وذلك في إطار الاستعداد لتوقيع اتفاقية بمنطقة البحر المتوسط في التوسع في مجال الهيدروجين.
على صعيد متصل،سلم وزير البترول، عقب افتتاح المؤتمر، جوائز التميز في كفاءة الطاقة لرؤساء الشركات الفائزة، وهي على الترتيب: شركة “موبكو” في المرتبة الأولى، وشركة رشيد للبترول في المرتبة الثانية، ثم شركة بترول أبوقير، وشركة بدر الدين للبترول، كما سلم جوائز التميز لكوادر من برنامج تدريب الإدارة الوسطى على مجهوداتهم في مجال تحسين كفاءة الطاقة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )
