انطلق المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية والذي يستمر من 16 إلى 20 يناير 2023، في ملتقى يجتمع فيه القادة من مختلف الحكومات والشركات والمجتمع المدني في لحظة حرجة بالنسبة للعالم لمواجهة تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية واحتمالية دخول الاقتصاد العالمي في موجه ركود.
وينعقد هذا المؤتمر بشكل سنوي منذ السبعينات في سويسرا لتكون فرصة للنخبة الحاكمة ومجتمع الأعمال لمناقشة التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم.
وسيناقش المؤتمر في هذه الدورة عدد من القضايا الهامة مثل أزمة الطاقة، ومخاطر انجراف الاقتصاد العالمي في موجه ركود اقتصادي جراء رفع معدلات الفائدة عالميًا وتأثيرها على اقتصادات الدول الناشئة، إلى جانب ارتفاع في معدلات الديون، والأزمات التي خلفتها وباء كورونا والحرب الروسية الاوكرانية في سلاسل التوريد العالمي وخاصة الغذاء.
وينعقد المؤتمر هذا العام في شهر يناير للمرة الأولى منذ عام 2020، ليعود إلى توقيته التقليدي وفي اختلف بسبب انتشار جائحة كورونا في السنوات السابقة.
وتعقد تلك الدورة تحت شعار «التعاون في عالم مجزأ»، وقال الموقع الرسمي للمنتدي: «سننظر في كيفية معالجة التحديات العديدة والمترابطة التي يواجهها العالم وإيجاد الحلول من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص».
ومن المتوقع أن يجتذب المؤتمر 2700 مشاركًا، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي، ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، ومبعوث المناخ الأمريكي جون كيري.
ومع ذلك، سيكون هناك أيضًا غيابات ملحوظة، عن التجمع هذا العام أبرزهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الصين شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك .
الامر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان دافوس التمسك بسمعتها كحدث أساسي للأثرياء والأقوياء.
كما كشفت وكالة بلومبيرج الأمريكية عن حضور نحو 116 مليارديرًا من حول العالم مدعوين وأكدوا حضورهم في المؤتمر في الوقت نفسه سيغيب عدد من المليارديرات من روسيا والصين، عن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، بسبب التوترات بين روسيا والغرب على أثر الحرب الروسية الأوكرانية.
ومع ذلك، فإن أول اجتماع شتوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس منذ عام 2020 يأتي في الوقت الذي تلعب فيه الشركات ذات الثقل الاقتصادي وفق قواعد مختلفة، مع ميل الشركات إلى تغيير قناعاتها حول مبادئ السوق الحرة بالتزامن مع اضطرابات سلاسل التوريد عالمياً، وفق ما ذكرت شبكة سي إن إن في تقرير لها.
وفي قراءه أخرى، ذكر عدد من المحللين الاقتصاديين أن الاقتصاد العالمي لن يتخلى نهائاً عن العولمة، وقالت رنا فوروهار المحللة الاقتصادية لشبكة «سي إن إن»: «البندول الاقتصادي يتغير عبر التاريخ»، وأضافت «في كل مرة يتحول فيها البندول بعيدًا جدًا، وهو ما يحدث بوضوح، يبدأ في التراجع قليلاً.«
واكدت أن بعض العناصر الأساسية للعولمة ستستمر مشيرة إلى أنهيسهّل التحول الرقمي للاقتصادات مثل انتقال الأموال والأفكار عبر الحدود. الشيء نفسه، للأسف، ينطبق على الفيروسات والأمراض الأخرى، كما أكدت أن التعاون الدولي ضروري لحل نقص الغذاء والحفاظ على الأهداف المناخية عالية المخاطر في متناول اليد.
يؤكد المنتدى الاقتصادي العالمي أن مؤتمره يسمح لصانعي القرار بالتعاون، وهو تحدٍ بينما يواجهون أزمات متزامنة ومفاقمة مثل الوباء وتكاليف المعيشة المرتفعة وتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي والحرب.
قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، مؤسس الحدث، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: «فقط التفاعل الشخصي يخلق المستوى الضروري من الثقة، الذي نحتاجه كثيرًا في عالمنا الممزق» مشيراً إلى أن الموضوع هذا العام هو «التعاون في عالم مجزأ».
وذكر الموقع الرسمي للمنتدي الاقتصادي العالمي أن ما يقرب من ثلثي الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع من قبل المنتدى يتوقعون حدوث ركود في عام 2023.
وقامت دراسة استقصائية أجراها خبراء اقتصاديون بارزون في أحدث تقرير لكبار الاقتصاديين في المنتدى بقياس الآراء حول بعض التحديات المحتملة التي ستواجهها الشركات في عام 2023- بالإضافة إلى الاستجابات الأكثر فاعلية لهذه التحديات.
ووجد أن التوقعات للاقتصاد العالمي قاتمة، حيث يعتبر واحد من كل خمسة مشاركين أن الركود العالمي مرجح للغاية في عام 2023، أي أكثر من ضعف ما ورد في الاستطلاع السابق في سبتمبر 2022.
المصدر: أ ش أ
