سجلت خطة تنفيذ تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، انسيابه في الحركة المرورية والتنظيمية والخدمية، وسط تكاملية الجهات الحكومية في تنفيذ مهامها وفق خطة معلنة مسبقا.
فمن صباح اليوم، استقر عدد كبير من الحجاج في مقرات إقامتهم في منى، وضجت جنبات الطرق والمخيمات بأصوات التكبير، مرددين “لبيك اللهم لبيك” ليكتسي “منى” بالبياض، وسط أجواء مفعمة بالطمأنينة والخشوع في ظل توافر كافة الخدمات، وسط استعدادات للوقوف على صعيد عرفات غداً في التاسع من ذي الحجة.
وتميزت الحركة المرورية في مكة المكرمة وطرقها والشوارع المؤدية إلى مشعر منى بالمرونة، وفق خطة أمنية ومرورية منظمة ومدروسة، كان لها الأثر الواضح في وصول قوافل الحجيج إلى مشعر منى بكل يسر وسهولة، دون تسجيل عرقلة للسير وتكدس للحافلات، ويرجع ذلك إلى تحقيق أهداف التكاملية بين الجهات الحكومية، وفق خطة الحج العامة.
ويُعد مشعر منى أول محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، ويقضي الحجاج في هذا المشعر يوم التروية وليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة لمن يتعجل، وليلة الثالث عشر لمن يتأخر.
ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.
كما يعد ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم – عليه السلام – الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى – صلى الله عليه وسلم – هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستن المسلمون بسنته، حيث يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاثة التي ترمى، وبه مسجد “الخيف”، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى.
فيما سيتوجه المصلون يوم الجمعة إلى جبل عرفات حيث سيقضون النهار في الصلاة والدعاء تحت أشعة الشمس، قبل أن ينتقلوا لموقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع.
المصدر: وكالات