أكد وزير الخارجية سامح شكرى وانطونيو تايانى نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولى الايطالى عمق علاقات التعاون التى تربط بين البلدين فى العديد من المجالات.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الوزيران فى ختام مباحثاتهما بالقاهرة.
ورحب شكرى فى بداية المؤتمر بنظيره الايطالى الذى يقوم حاليا بأول زيارة له الى القاهرة مند توليه مهام منصبه.
وقال وزير الخارجية إن اللقاء الذى عقد بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس وزراء إيطاليا بشرم الشيخ على هامش مؤتمر المناخ كوب٢٧ بالاضافة الى عدد من الزيارات المتبادلة كلها تؤشر لرغبة سياسية لدى البلدين لمرحلة جديدة من العلاقات والعمل لتدعيم هذه العلاقات على ارضية علاقات راسخة طويلة بين البلدين والشعبين وانتمائهما للمتوسط.
وأضاف شكرى أن الوزير الإيطالي شرف اليوم بلقاء الرئيس السيسى، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال وزير الخارجية سامح شكرى انه عقد ووزير الخارجية الايطالى جولة مباحثات منفردة ثم جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث تم تناول مجمل العلاقات الثنائية والرغبة فى استكشاف سبل تدعيم العلاقات لاسيما الاقتصادية والتجارية.
وأضاف شكرى أنه تم أيضا بحث القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها القصية الفلسطينية والأوضاع بليبيا وشرق المتوسط والاستفادة المشتركة من امكانات البلدين، فمصر مركز فى شرق المتوسط للطاقة والغاز.
وأوضح أنه تم أيضا تناول الرغبة فى مزيد من التنسيق والتشاور، هناك توافق فى حالات كثيرة ورؤية مشتركة فى مواجهة التحديات المشتركة ومن بينها مقاومة لارهاب والقضاء عليه وقضية الهجرة غير الشرعية.
وقال شكرى اننا نتطلع لمزيد من التعاون فإيطاليا الشريك التجارى الاول من أوروبا مع مصر وهناك فرصة لدعم إيطاليا لجهود مصر التنموية بالنظر لدور مصر بالمنطقة وعلاقاتها المتميزة مع دول المتوسط.. متمنيا التوفيق للوزير الايطالى فى مهامه الجديدة.
وأشار وزير الخارجية إلى أننا نحتفل بمرور مائة عام على تعيين سفير مصرى بإيطاليا وهى مناسبة نامل ان نستفيد منها للتعريف بمدى فوائد هذا التعاون للشعبين .. منوها بالعلاقات الوطيدة بين الشعبين.
من جانبه.. وجه وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والوزير شكري، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تعمل على تعزيز العلاقات التاريخية القديمة بين البلدين، وعلينا العمل سويا من أجل مواجهة التحديات الكبيرة الراهنة خاصة في منطقة البحر المتوسط بدءا بظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، ولابد أن نجد حلا للقضية الليبية.
وأضاف الوزير تاياني “إننا نرى حتى اليوم أن هناك توترا كبيرا”، معربا عن التمني بالتوصل لاتفاقية بين الأطراف حتى تتم الانتخابات البرلمانية.
وأشار إلى أنه من المهم أن يكون هناك تعاون بين كل الأطراف الكبيرة التي تهتم بليبيا، وشدد على أن مصر دولة مهمة للغاية ودورها مهم، والتعاون وتبادل الأراء معها مهم كي نصل لحل إيجابي لقضية ليبيا وهو ما يَصْب أيضا في حل قضية الهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أهمية الدور والجهود المصرية لمنع الهجرة غير الشرعية التي لا تزال لها بعض الممرات، معربا عن استعداد إيطاليا للترحيب بالمهاجرين الشرعيين من مصر.. وقال “إننا تحدثنا عن طرق تدريب المهاجرين الشرعيين حتى على مستوى الجامعات والدراسات العليا”.
وأضاف: “كما تحدثنا كذلك عن إمكانية أن يأتي الطلاب من الدول غير الأوروبية إلى إيطاليا للدراسة في جامعاتها.. وتحدثنا اليوم بشكل مطول حول الأوضاع الاقتصادية وسبل التعاون في هذا الصدد وفي شتى المجالات وبخاصة في مجال الطاقة والصناعة والزراعة، وكذلك فإن إيطاليا مستعدة لتنظيم ملتقى لرجال الأعمال حتى يأتي رجال الأعمال الإيطاليون للتعارف والتعاون مع نظرائهم المصريين ويستكشفون مجالات تعاون جديدة مشتركة”.
وأوضح وزير خارجية إيطاليا أن المباحثات تناولت الوضع المعقد في إيطاليا وبخاصة قضية الأمن الغذائي، مشددا على أنه إذا لم يصل القمح لكثير من الدول فسوف يزيد خطر الهجرة غير الشرعية وهو أمر كانت هناك رؤية مشتركة بشأنه وضرورة العمل لتحقيق الأمن الغذائي، حتى نضمن أن كل أنواع الحبوب الغذائية مثل القمح وغيره تصل لكل الدول.
وبالنسبة للشرق الأوسط والبحر المتوسط.. قال وزير خارجية إيطاليا “إننا نتحدث عن ضرورة تحقق الاستقرار في البحر المتوسط الموسع لأن الاستقرار يعني السلام وإيجاد حلول لكثير من المشكلات، ويعني النمو الاقتصادي والتعاون”.
وأوضح الوزير الإيطالي أنه أكد للوزير شكري أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واضح جدا فهناك شعبان ودولتان، ونحن نتمنى أن نصل لتحقيق هذا الهدف حتى يستطيع الشعبان التعايش السلمي باعتراف بعضهما البعض.
وقال وزير خارجية ايطاليا إنه زار اليوم الكاتدرائية القبطية التي كانت تعرضت منذ سنوات لهجوم إرهابي، مضيفا: “استمعت بكثير من الاهتمام لما قاله المصريون الأقباط وكيف أنهم يَرَوْن في الرئيس السيسي والحكومة ضمانا لهم جميعا.. كما أنهم يقدرون للغاية مشاركة الرئيس السيسي لهم في احتفالات عيد ميلاد السيد المسيح، مؤكدا أن هذا بالنسبة لبلاده رسالةً إيجابية للغاية لضمان حرية الدين.
وأضاف أن “المباحثات تناولت كذلك قضيتين مهمة للغاية في إيطاليا وهي قضية ريجيني وباتريك زكي، وطلبت مزيدا من التعاون من الجانب المصري في هاتين القضيتين”، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي والوزير شكري أكدا له أن مصر مستعدة لإزالة الحواجز التي قد تعرقل هاتين القضيتين.
ولفت إلى أن هاتين القضيتين كانتا على جدول أعمال مباحثاته لمصر، ولم يكن هناك أي مشكلة من الطرف المصري في أن يتناول معنا هاتين القضيتين موضحا أن مصر تنوي إيجاد حل وإزالة كل الحواجز التي تعرقل حل القضيتين.
وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول ما إذا كانت المناقشات اليوم تطرقت إلى مقترحات محددة بشان زيادة الاستثمارات الإيطالية في مصر وإقامة شراكات جديدة بين الجانبين لاسيما وأن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر في الاتحاد الأوروبي والرابع على مستوى العالم.. قال وزير الخارجية سامح شكري إن المباحثات تطرقت بشكل موسع إلى أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.. لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بلغ خمسة مليارات دولار وهو مؤهل للزيادة.
وأضاف وزير الخارجية أن طبيعة الاقتصاد الإيطالي واعتماده على الصناعات الصغيرة والمتوسطة يتواكب أيضا مع القدرات المصرية، مشيرا إلى أن هناك مجالات عديدة مثل النقل والزراعة والطاقة سواء الطاقة التقليدية أو الجديدة والمتجددة كلها تؤشر إلى فرص لمزيد من التعاون ومزيد من المصلحة المشتركة للجانبين.
وتابع شكري: “نسعى إلى أن نكون كما عُهدنا دائما شريكا يعتد به في المتوسط، والعلاقات مع إيطاليا علاقات عميقة وهناك فهم مشترك وثقافة مشتركة تجمعنا بحكم التاريخ الطويل”.
وأوضح الوزير شكري أنه تم الاتفاق على العمل على تعزيز التعاون فيما بين القطاع الخاص بالبلدين من خلال منتدى يعقد بالقاهرة للشركات الإيطالية لاستكشاف فرص الاستثمار وأيضا نأمل أن يتم تفعيل المجلس المصري الإيطالي وكل ذلك من شأنه أن يزيد من رقعة التعاون والتبادل بين البلدين وأن نستفيد خاصة من توسع مصر في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف أن وجود مصر في دائرة غاز شرق المتوسط ومنتدى غاز شرق المتوسط يؤهلها لأن تكون شريكا لإيطاليا لموافاتها وغيرها من الدول الأوروبية باحتياجاتها من الطاقة في الوقت الراهن.
المصدر : وزارة الخارجية