أعلن سفير فرنسا لدى مصر إيريك شوفالييه أن بلاده ستنظم فى الثالث عشر من شهر فبراير الجارى مؤتمراً وزارياً حول سوريا.
وقال شوفالييه – خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده اليوم الاثنين- أن المؤتمر يعد الثالث من نوعه بعد المؤتمرين الذين عقدا بالأردن والسعودية.
ورداً على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط.. قال السفير إن بلاده تأمل أن تسير المرحلة الانتقالية وفق تطلعات الشعب السورى، وأن تكون سلمية ويتم خلالها احترام تعددية المجتمع بكافة أطيافه وكذلك حقوق المرأة واستعادة استقرار سوريا ولصالحها وأيضا المنطقة.
وأضاف أن هناك رسالة يتعين إيصالها للإدارة الانتقالية السورية خلال المؤتمر الذى سيفتح المجال أيضا لمشاركة المجتمع المدنى السورى.
وتابع أن فرنسا تتحلى بالفطنة والذكاء لإيصال الرسائل للسلطة الانتقالية فى سوريا لكى تمر المرحلة الانتقالية بسلام.
وذكر أن فرنسا كانت قد أعربت عن سعادتها لسقوط النظام السورى السابق نظرا للانتهاكات التي دفعت نصف الشعب إلى مغادرة البلاد.
هذا وقد أكد سفير فرنسا لدى مصر إيريك شوفالييه أن بلاده تقدر وتدعم جهود الوساطة التي قامت بها مصر للوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددا على رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين.
وأعرب شوفالييه – خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاثنين – عن تقدير بلاده الدور المحوري و الرئيسي الذي تلعبه مصر لحل الأزمات بالمنطقة، مشيراً إلى أن مصر تعد طرفاً لاعباً أساسياً و لاغنى عنه في التوصل إلى تهدئة والسلام في المنطقة.. واصفا مصر بأنها شريكاً رئيسياً فيما يتعلق بالسلام والأمن في المنطقة، مؤكداً توافق وجهات النظر بين البلدين حيال القضايا الإقليمية.
وقال إنه مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية، فإننا نأمل أن تصل إلى نتائج تحقق التهدئة، معبرا عن الشكر لمصر في الوساطة التي أتاحت إطلاق سراح رهينة فرنسية السبت الماضي.
وأضاف السفير أن بلاده تقيم أيضا جهود مصر في التوصل إلى اتفاق وهو ما سمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة الذين عانوا لفترة طويلة، موضحا ـن فرنسا كانت قد بذلت جهودا كبيرة بالتعاون مع مصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
تابع شوفالييه أن فرنسا ستكثف الجهود خلال الفترة القادمة مع مصر والهلال الأحمر المصري فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، مشيرا إلى مشاركة 3 فرنسيين بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بشأن معبر رفح البري.
وشدد على موقف فرنسا الذي يرفض أي تهجير للفلسطينيين، وتم التأكيد على ذلك من خلال وزير الخارجية الفرنسي، وهو موقف يتوافق مع مواقف مصر والأردن.
وأوضح أن بلاده ترى أنه من المهم بمكان الدفع باتجاه الحل السياسي، مشيرا إلى أن باريس قد أعلنت أنها ستترأس مع المملكة العربية السعودية مؤتمرا في يونيو القادم بالأمم المتحدة حول حل الدولتين، وستواصل العمل حول حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لإقامة الامن والسلام في المنطقة.
ولفت شوفالييه إلى أن البيان الختامي الصادر عقب الاجتماع السداسي العربي بالقاهرة أشار إلى أهمية مؤتمر يونيو المقبل كأحد الخطوات الهامة.
وأشار سفير فرنسا إلى توافق وتطابق الرؤى بين بلاده ومصر حيال عدد من القضايا الإقليمية.
وفيما يخص السودان، ذكر شوفالييه أن فرنسا كانت قد استضافت مؤتمرا دوليا حول السودان بباريس لجذب اهتمام المجتمع الدولي حول ما يحدث بالسودان، موضحا أن فرنسا تعمل أيضاً مع مصر بخصوص لبنان حيث أنها من أعضاء اللجنة الخماسية.
من جانب آخر، قال إن مصر وفرنسا لديهما حوارا منتظما حول الموضوعات الأمنية والاستراتيجية حيث قام مدير الشؤون الاستراتيجية والأمنية مؤخرا بزيارة مصر لعقد لقاءات مع مسئولين من مصر.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا، قال السفير الفرنسي إن بلاده تعد عضوا فاعلا في صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي ولعبت دورا كبيرا في المساعدات التي قدمت لمصر، مشيرا إلى أن هناك 200 شركة فرنسية تعمل في مصر وأن الاستثمارات الفرنسية تبلغ 7 مليارات يورو في مصر.
وأضاف أن العديد من الشركات الفرنسية في مصر تقوم أيضا بالتصدير مما يوفر عملة صعبة لمصر حيث أن الشركات الفرنسية لا تهتم فقط بالسوق المصرية ولكن كون مصر بوابة للسوق الإفريقية والمنطقة، لافتا إلى أن الشركات الفرنسية تهتم أيضا بجودة رأس المال البشري.
وأعلن شوفالييه أنه بمبادرة فرنسية سيتم تنظيم منتدى كبير هو الأول من نوعه في الفترة من الثامن إلى العاشر من شهر مايو المقبل بالقاهرة بمشاركة شركات كبرى من جنوب المتوسط وشمال إفريقيا، موضحا أن فرنسا ومصر ستواصلان التعاون في المشروعات القومية ومنها مشروعات المترو سواء في تجديد الخطوط القديمة أو إنشاء خطوط جديدة.
وقال السفير إن فرنسا تعد الشريك الأول لمصر في مجال التنمية، مشيرا إلى أن هناك مشروعاً بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لتعظيم القدرات التخزينية للحبوب في مصر.
من جانب اخر.. قال إن التعليم العالي والبحث العلمي يحتل مكانة كبيرة في التعاون مع مصر لاسيما مع وجود أعداد كبيرة من الشباب، موضحاً أن هناك 3 مشروعات سيتم تنفيذها هذا العام بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف أنه يتم أيضا ‘عطاء دفعة جديدة للجامعة الفرنسية في مصر لخلق ديناميكية تتواكب مع مستوى العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنه تم توقيع اتفاقية بين البلدين بشأن المنح للطلبة المصريين لاستكمال دراساتهم في درجة الدكتوراة وما بعدها بفرنسا.
وأكد أن اليوم يعد يوماً خاصاً إذ يتواكب مع مرور نصف قرن على رحيل كوكب الشرق “أم كلثوم”، مشيرا إلى العلاقات الثقافية القوية التي تربط بين البلدين، لافتا إلى أن “أم كلثوم” كانت قد قدمت حفلين على مسرح أوليمبيا بباريس، والسفارة تتبنى عددا من الفعاليات الثقافية بباريس عن الفنانة الراحلة.
وأشار إلى أن هذه الفعاليات الثقافية تعكس الولع الفرنسي بكل ما هو مصري وهناك أيضاً شغف من قبل المصريين بفرنسا، موضحا أن الروابط بين الشعبين تتنوع في مختلف المجالات..مبينا التعاون بين بلاده ومصر فى المجال الثقافي.
من ناحية أخرى.. قال إن بلاده ستستضيف هذا العام 3 فعاليات كبرى تشارك بها مصر، حيث ستنظم باريس يومى العاشر والحادي عشر الجاري القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بهدف توصيل تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي للشعوب كافة؛ وقمة في مارس القادم حول التغذية من أجل النمو، كما ستنظم في يونيو القادم في مدينة نيس مؤتمر الأمم للمحيطات.
المصدر: أ ش أ

