أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الاهتمام بدعم القطاع الزراعي ورفع الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية المصرية وإنتاج البذور والتقاوي محليًا بجودة عالية تقاوم الآفات والتغيرات المناخية بدلًا من استيرادها من الخارج؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، ولذا فهناك اهتمام كمي ونوعي بكل ما يتعلق بإنتاج البذور والتقاوي، خاصة في ظل اتجاه الدولة نحو التوسع في مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية.
جاء ذلك خلال اجتماع رئيس الوزراء، اليوم الثلاثاء؛ لاستعراض جهود الدولة بمجال إنتاج البذور والتقاوي، بحضور علاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء خالد صلاح ممثل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، واللواء أحمد رسمي ممثل الشركة الوطنية للزراعات المحمية، والدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية.
من جانبه..قال وزير الزراعة إن قطاع إنتاج التقاوي يعد الركيزة الأساسية لتطوير الزراعة في مصر، موضحًا أن الدولة تولي أهمية كبيرة لهذا القطاع من خلال العمل على استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية مرتفعة وقادرة على مواجهة التغيرات المناخية.
وأضاف أنه يتم تطبيق نظم دقيقة في مراحل الإكثار والإنتاج والتوزيع، مما يسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن الغذائي، وزيادة دخل المزارعين، فضلاً عن تحسين تنافسية المنتجات المصرية في السوق المحلية والعالمية.
واستعرض استراتيجية الوزارة لإنتاج التقاوي، موضحًا أنها تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الاستراتيجية وتقليص الفجوة الاستهلاكية، وذلك من خلال زيادة الإنتاجية من المحاصيل الاستراتيجية لتقليل فاتورة الاستيراد، عبر تنفيذ 4 محاور رئيسية الأول يتمثل في التوسع الرأسي من خلال استنباط واطلاق أصناف عالية الإنتاجية ومتحملة للإجهادات الحيوية والبيئية، أما المحور الثاني فيركز على التوسع في إنتاج التقاوي المعتمدة وتبني تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة لزيادة الإنتاجية والجودة للمحاصيل، ويتناول المحور الثالث تحديث الخريطة الصنفية لضمان تحقيق أقصى استفادة من الموارد الزراعية، فيما يتمثل المحور الرابع في استمرار العمل على انتاج تقاوي المربي والاساس وتأمين ما يكفي منها للأصناف الموصي بها لإنتاج التقاوي على نطاق واسع.
وأشار إلى جهود الدولة للارتقاء بإنتاجية المحاصيل الحقلية، منوهًا بأن مصر تحتل الترتيب الأول عالميًا في إنتاجية وحدة المساحة للقمح الربيعي، والرابع عالميًا للقمح الشتوي، كما تحتل المركز الأول أفريقيًا في إنتاجية وحدة المساحة للدول المنتجة للذرة الشامية، وتحتل مصر أيضًا المركز الأول عالميًا في إنتاجية وحدة المساحة في زراعة الأرز، والمركز الثالث في إنتاجية وحدة المساحة في زراعة الفول الصويا.
كما استعرض جهود الدولة للارتقاء بإنتاجية القطن، مؤكدًا أن القطن المصري طويل التيلة ليس مجرد محصول استراتيجي بل هو معيار عالمي للجودة والتي تتفوق به مصر على القطن قصير التيلة والمزروع في أغلب دول العالم.
وبدوره.. قال رئيس مركز البحوث الزراعية إنه فيما يتعلق بالبرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، فقد تم تدشين هذا البرنامج منذ عام 2020؛ لتوطين صناعة التقاوي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير العملة الصعبة من خلال استنباط أصناف وهجن جديدة تتناسب مع البيئة المصرية وذوق المستهلك.
وأكد أنه تم اختيار 10 محاصيل من محاصيل الخضر الاستراتيجية ذات الأهمية النسبية للسوق المصرية، بجانب تشكيل فريق بحثي من مركز البحوث الزراعية لكل محصول، لافتا إلى أنه تم استنباط وتسجيل 28 صنفا وهجينا لعدد من محاصيل الخضر.
واستعرض عددًا من الإجراءات التنفيذية التي تم تطبيقها في هذا الشأن، حيث تم تنفيذ العديد من أيام الحقل بعدد من المناطق المختلفة على مستوى الجمهورية؛ لتعريف المزارعين والمنتجين بالهجن الجديدة، بجانب إنشاء 70 صوبة، ورفع كفاءة عدد من المعامل وتزويدها ببعض الأجهزة والثلاجات لاستخدامها في تنفيذ خطة البرنامج، وكذا شراء عدد من الآلات الزراعية، ومستلزمات الزراعة، مع تدريب 50 عاملا وعاملة زراعية على العمليات الفنية لإنتاج التقاوي.
وتناول جهود التعاون والتنسيق بين الشركات المحلية والأجنبية المتخصصة في هذا المجال، لافتا إلى الخطة المستقبلية في هذا المجال وما تتضمنه من التوسع في برامج التربية وإدخال طرق حديثة من التهجينات، وزيادة عدد الحقول الإرشادية للتعريف والترويج بالهجن والأصناف المنتجة من البرنامج، والاستمرار في التعاون مع الشركات المحلية والأجنبية، وكذا الاستمرار في تدريب المزيد من الشباب للاستفادة بهم ببرامج التربية، فضلًا عن الاشتراك في العديد من المعارض المحلية والدولية لإنتاج التقاوي.
من ناحيته..أشار ممثل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة إلى التنسيق القائم بين الجهاز ووزارة الزراعة والشركة الوطنية للزراعات المحمية؛ للاستفادة من الإمكانات المتوافرة لدى الأطراف المختلفة، بما يسهم في تلبية احتياجات جهاز مستقبل مصر من البذور والتقاوي المختلفة.
من جهته.. قدم ممثل الشركة الوطنية للزراعات المحمية عرضًا حول المركز الوطني لإنتاج وتحسين تقاوي محاصيل الخضر الذي تنفذه الشركة الوطنية للزراعات المحمية، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، استهله بالإشارة لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية بتكليف الشركة بالمساهمة في سد العجز في إنتاج بذور الخضر، ووضع تصور لإنشاء مركز متكامل لإنتاج البذور المطلوبة للسوق المحلية.
وأشار إلى الخطوات التنفيذية لتوطين إنتاج البذور في مصر، من خلال إنشاء وتجهيز مجمع إنتاج البذور طبقاً للمواصفات المقدمة من إحدى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، مع وضع هيكل تنظيمي لمركز إنتاج البذور ينقسم إلى فرع إنتاج البذور، وفرع البيوتكنولوجي ومعامل زراعة الأنسجة، بالإضافة إلى أقسام إدارية وخدمية.
كما شرح مكونات المركز الوطني لإنتاج وتحسين تقاوي محاصيل الخضر، والذي ينقسم لمناطق تقييم للبذور المنتجة بالبذور الأخرى التجارية، ومناطق إنتاج تقاوي الآباء والهجن المستهدفة خلال خمس سنوات، ومناطق أخرى استخلاص وتعبئة.
وفي ختام الاجتماع، وجه رئيس الوزراء بإعداد رؤية متكاملة وشاملة للتعاون بين جميع الأطراف المعنية في هذا الشأن؛ لتنفيذ مستهدفات الدولة في إنتاج البذور والتقاوي، بما يسهم في تغطية احتياجات السوق المحلية منها.
المصدر: رئاسة مجلس الوزراء

