خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية.. شكري يؤكد أهمية الحاجة لالتزام سياسي دولي لتحقيق تقدم في التعامل مع تغير المناخ

أكد وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الثلاثاء، أهمية الحاجة إلى التزام سياسي دولي لتحقيق مزيد من التقدم في التعامل مع تغير المناخ بطريقة مجدية، مشددا على ضرورة دعم المجتمعات العرضة للتضرر والتأثر بهذه الظاهرة.
وقال شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في برلين، إن القضايا الرئيسية واضحة ومحددة ويجب أن نحافظ على درجة الحرارة والتقدم والتأقلم مع تغير المناخ عبر التكيف والوصول إلى حلول منطقية بشأن الأضرار التي تحدث في المناخ.
وأكد شكري ضرورة الأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للدول خلال مواجهة هذه الظاهرة، مؤكدا ضرورة استغلال كل الفرص المتاحة لإظهار الإرادة لمواجهة تغير المناخ.
وقال شكري إن العالم يواجه تحديات كبيرة ومخاطر اضطرابات البيئة والانعدام في الأمن الغذائي، كل هذه الأمور لم يتم حلها بعد، مشيرا إلى أن كل هذه النتائج تأتي في إطار تقارير دولية، لذا لابد من إجراءات على أرض الواقع دون تأخر في الالتزامات بهذا الصدد.
وشدد شكري، خلال المؤتمر، على ضرورة التحرك فورا عبر مفاوضات المناخ ومساعدة الدول النامية في مواجهة هذه الظاهرة، وذلك بناء على مبادئ اتفاق باريس وأن يكون هناك فهم واضح للقدرات المختلفة والمسؤوليات والاحتياجات الخاصة بكل دولة.
وأعرب عن شكره لألمانيا على التزامها بالإجراءات الخاصة بمواجهة تغير المناخ، معربا عن تطلعه للتعاون مع برلين لنجاح تنظيم مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) المقرر عقده في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ .
وتابع شكري قائلا “يمكننا أن ننجح سويا أو من سوء الحظ نفشل سويا، وعلينا أن نعزز العمل الجماعي والإرادة السياسية والمسؤولية المشتركة تجاه الأجيال المستقبلية لنعمل بشكل فعال على تنفيذ التزاماتنا والتعامل مع هذا التحدي الملح بطريقة فعالة والحفاظ على الأهداف التنموية للبشرية بشكل عام، ونقدم في نفس الوقت أملا للأجيال المستقبلية بشأن مناخ مستدام” .
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، ردا على سؤال بشأن ما يمكن أن تقدمه الحكومة الألمانية من تعويضات لمسألة التغيرات المناخية، وما هي التعويضات التي تستطيع الحكومة الألمانية تقديمها في هذا السياق من ناحية التمويلات المالية أوغيره، “إن تقليل الأضرار هو الأساس ونقطة الانطلاق الأساسية التي يمكن أن نقدمها في مسألة مواجهة التغير المناخي” .
وأضافت أنالينا بيربوك “أنه لا يوجد هناك مؤتمر تحضيري لهذا الموضوع، ولكن يمكن أن نحقق الأهداف التي يجب أن نعمل بكامل طاقتنا من أجل تحقيقها لرفع الأضرار التي وقعت مؤخرا بسبب تأثير تغير المناخ” .
وأوضحت الوزيرة أن هناك الكثير من الدول التي تستطيع أن تقدم معونة للتغلب على المشكلات المناخية والآثار المناخية السلبية التي نتجت عن ارتفاع درجات الحرارة، ولكن المسألة ليست تقديم مزيد من التمويل المالي في مقابل التنازل أو الرجوع بالخطوات إلى الوراء في مسألة تحقيق الاعتدال المناخي، وبالتالي لا نستطيع أن نقدم تعويضات مالية أو موارد مالية أكثر في مقابل التنازل عن الأهداف التي حددناها مسبقا للوصول إلى درجة اعتدال مناخي جيدة، وأكدت أن الأموال وحدها ليست كافية للحفاظ على المساكن والحياة والزراعة وكافة مظاهر الحياة .
وقال شكري، ردا على سؤال بشأن مسألة التعويضات التي تقدم إلى الدول النامية التي تضررت من التغيرات المناخية، “إننا نلتزم بالمسئوليات المتعلقة بالتغير المناخي، وفي نفس الوقت المكونات المختلفة لابد أن تأخذ في الاعتبار بطريقة التأقلم وتخفيف حدة التغير المناخي وتعويض الأضرار بالنسبة للدول النامية”.
وتابع شكري قائلا “إن المسألة ليست إنها طرف ضد الآخر أو السعي إلى زيادة وتيرة التعامل مع بعضنا البعض”، مؤكدا أن دولنا تسعى إلى حالة من التوازن وتحقيق الأهداف الخاصة بالتعامل مع تحديات تغير المناخ.
وأوضح أن المناقشات المتعلقة بتعويض الأضرار، أمر معترف به فيما يتعلق بالدول المتقدمة والنامية، مؤكدا أنه مكون رئيسي لابد من توضيحه وتطويره بطريقة بناءه، ويجب خلق آلية للمعايرة ووضع معايير بالنسبة للمضي قدما تجاه المجتمعات القابلة للتضرر أكثر من قبل المجتمع الدولي، وشدد على ضرورة التعامل مع قابلية التضرر بطريقة فعالة في إطار القدرات المتاحة والموارد المتوفرة .
وردا على سؤال حول الإجراءات المحددة التي من المتوقع أن يتمخض عنها مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) المقرر عقده في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ، قال وزير الخارجية إن “هناك تطلعات كبرى فيما يتعلق بتخفيف حدة تغير المناخ والاعتماد بصورة أكثر على مصادر الطاقة المتجددة، ونحن نتعامل مع قضايا التأقلم والتمويل”، مؤكدا ضرورة التأقلم بطريقة أكثر فعالية وسد الفجوة .
وأضاف شكري “نحن نعترف سويا بالالتزامات التي تصل إلى 100 مليار دولار لتعويض الضرر ومجابهة تغير المناخ بشكل فعال”، مشيرا إلى وجود مناقشات بشأن أهداف التأقلم ولابد من العمل على تنفيذها بحلول 2025 .
وأوضح أنه من المتوقع الوصول إلى نتائج ملموسة أكثر فيما يتعلق بالخسائر والأضرار وسد الفجوة التمويلية، مؤكدا أنه ستكون هناك عملية للتفاوض مع الأطراف للوصول إلى توافق في الآراء وقواسم مشتركة بشأن هذا الصدد.
وقال شكري إننا “نتطلع جميعا في هذه المناسبة بأن نظهر أوجه المرونة والوصول لفهم يدعم عملية الحفاظ على مستوى مرتفع من التطلعات، وأن نعتمد أكثر على التعاون بين الرؤساء والشركاء..ونقدر تماما الشراكة بين مصر وألمانيا”.
بدورها، قالت وزيرة خارجية ألمانيا انالينا بيربوك، في ختام المؤتمر الصحفي المشترك مع سامح شكري ببرلين، “إن النقطة الأساسية هي الحفاظ على التوازن البيئي عن طريق تقليل درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية..وعلينا أن نقول إننا نستطيع أن نفعل ذلك جميعا وسويا يدا بيد لكي نحافظ على هذا الكوكب” .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)