جلسة حوارية تناقش قضايا الصحة والدواء ضمن فعاليات المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي الأول
عقدت صباح اليوم الأحد جلسة حوارية لتبادل الأفكار والرؤى تحت عنوان “نحو نظم صحية مرنة ومستدامة في أفريقيا”، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الأول “صحة أفريقيا” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتناقش الجلسة قضايا الصحة والدواء في قارة أفريقيا وكيفية الوصول إلى تعاون وتكامل يحقق مصالح الدول الأفريقية والمواطنين فيها.
ويتحدث خلال الجلسة عدد من الخبراء المختصين في مجال الصحة والدواء ويقدمها الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان.
وقال نائب رئيس زيمبابوي ووزير الصحة الدكتور كونستانتينو شيونجا “إننا في أفريقيا نحتاج إلى المساندة من أجل بناء القطاع الصحي في القارة”.
وأضاف شيونجا – خلال جلسة حوارية لتبادل الأفكار والرؤى تحت عنوان “نحو نظم صحية مرنة ومستدامة في أفريقيا”، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الأول “صحة أفريقيا” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي – أن جائحة كورونا التي واجهناها جميعا أعطتنا درسا كبيرا جدا للتعلم منها.
وأوضح أنه كان هناك خدمات كثيرة لم تكن متوفرة في أفريقيا خلال جائحة كورونا، فيما يخص الإقامة والخدمات والنقل.. لافتا إلى أن المساندة التي نحتاجها في أفريقيا هي أن ندرب الخبراء لدينا، والتعامل مع الأوضاع التي تؤثر على شعوبنا من جهة المياه والأمور الصحية.
وقال “إننا نحتاج أن نتعلم من خلال وجودنا في مصر، كيف كانت خبرة مصر وكيف تمكنت من التعامل مع الأمراض التي تأتي مع المياه وكيف تمكنت من معالجة هذه الإشكاليات”.
وأكد نائب رئيس زيمبابوي أنه ينبغي أن يكون لدينا الاكتفاء الذاتي في كل شيء نقوم به، ولا سيما في مجال الدواء.. موضحا أنه إذا تمكنا من صناعة الدواء وصناعة اللقاحات في أفريقيا، حينئذ نستطيع القول إننا حققنا إنجازا كبيرا.
وأضاف “أننا في زيمباوي نرغب في أن يكون لدينا شراكات تجارية مع مصر في مجالات الدواء من أجل مواجهة التحديات التي نواجهها جميعا في أفريقيا”.
ومن جانبه، أكد البروفيسور هارفي جيمس اولتر العالم الأمريكي في الفيروسات الحائز على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2020 ومكتشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي أن مصر يجب أن تفتخر بالإنجاز العظيم الذي حققته في مكافحة فيروس الالتهاب الكبد الوبائي (سي).
وقال البروفيسور أولتر ـ خلال جلسة حوارية لتبادل الأفكار والرؤى تحت عنوان “نحو نظم صحية مرنة ومستدامة في إفريقيا”، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الأول “صحة إفريقيا” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي – “إن العمل الشامل الذي يبدأ من القيادة السياسية والمنظومة الصحية في مصر ومصانع الأدوية حقق هذا الإنجاز العظيم”.
وأضاف البروفيسور الأمريكي أنه على الرغم من الإمكانيات المادية الضخمة لدى الولايات المتحدة إلا أنها لم تقم بحملة لمكافحة هذا الفيروس، مشيرا إلى أن الأمل قد تجدد بالخبرة التي حققتها مصر في هذا الأمر وإمكانية نقل تجربتها من دولة إلى أخرى لمكافحة فيروس سي.
من جانبها، قالت حنيفة بنجرانا وزيرة الدولة للصحة في أوغندا “إن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على جميع الأنظمة الصحية في دول العالم أجمع، ولا سيما في الدول النامية، وأثرت على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وأبرزت عدم المساواة وعدم العدالة بين الناس.
وأضافت وزيرة الدولة للصحة في أوغندا – خلال جلسة حوارية لتبادل الأفكار والرؤى تحت عنوان “نحو نظم صحية مرنة ومستدامة في إفريقيا”، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الإفريقي الأول “صحة إفريقيا” بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي – أننا هنا من أجل أن نضمن استدامة الخدمات الصحية، ونحتاج أن نستعيد القوة لبناء المرونة في أنظمة الرعاية الصحية وألا ننسى اقتصاديات بلادنا التي تأثرت وتباطأت.
وأوضحت أنه لا يوجد دولة يمكن أن تتحدث بمفردها، ونحتاج أن نتحدث معا من أجل استدامة النظم الصحية التي لدينا والهياكل التي تجعلها مستدامة.
ونبهت وزيرة الدولة للصحة في أوغندا إلى أننا نحتاج أن نوازن جهود مواردنا في الدول الإفريقية، ونريد الأمان لشعوبنا ولممتلكاتنا، ولا يمكن أن نعيش بأمان بدون الاهتمام بالموارد.
وتابعت “إننا في ظل جائحة كورونا نحتاج أن نعمل أكثر على توافر الخدمات الصحية والنظم الصحية، ونريد أن نتمكن من تعزيز المناعة لدى الجميع، ونريد أن ندفع حكوماتنا للتسريع من عملية الإنماء الاقتصادي بعد جائحة كورونا وضمان الاستدامة في النظم الصحية”.
وأضافت أنه ينبغي تعزيز سهولة الوصول إلى اللقاحات، مشيرة إلى أنه حين حدثت جائحة كورونا لم تكن هناك خطط لتوزيع الأمصال وإنتاجها، مؤكدة أنه يجب أن نكون دائما مستعدين بدلا من الانتظار على قوائم الذين ينتظرون الحصول على الأمصال.
بدوره، أعرب الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية عن شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي لما شهدته مصر من إنجازات خلال الفترة الماضية في مجال الرعاية الصحية.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين – في كلمته خلال الجلسة الحوارية لتبادل الأفكار والرؤى بحضور الرئيس السيسي – إن “ما شهدناه من إنجازات في قطاع الرعاية الصحية لم يحدث في تاريخ مصر، فنحن عشنا فترات طويلة نشهد مشاكل القطاع الصحي التي كانت لا تنتهي.. وما حدث في مصر أثناء أزمة كورونا ثم ما تبعها من أزمة روسيا وأوكرانيا ثم المشاكل المتوقعة القادمة يدل على فكر صائب وثاقب وعلى إرادة فولاذية سياسية لم تحدث في دعم القطاع الصحي بمصر”.
وأشار إلى أن القطاع الصحي ليس فقط قضية مستشفيات ودواء، فالقمح وزراعته وصوامع القمح والبنية التحتية للطرق والمحاور والكهرباء كلها تؤثر بشكل مباشر على القطاع الصحي.. معربا عن شكره وتقديره لجيش مصر القوي والشرطة ورئيس الوزراء لدورهم في دعم القطاع الصحي خلال جائحة كورونا.
وأضاف أن “إفريقيا تعاني بشدة فهي موطن أمراض يمكن منعها أو معالجتها كالسل “الدرن” فهو مازال يقتل على الأقل 500 ألف إنسان إفريقي كل عام ويمكن تشخيصه وعلاجه بالإضافة إلى الملاريا.. حيث أن 95% من مرضى الملاريا في العالم متواجدون في إفريقيا و96% من وفيات الملاريا في العالم أيضا في إفريقيا وهذا المرض يمكن الوقاية منه وعلاجه.
وأوضح أنه في إحدى جلسات منظمة الصحة العالمية في جنيف تحدث أحد المحاضرين على مرض الإيدز “نقص المناعة المكتسبة” وأكد أنه أيضا مستوطن في إفريقيا.. متوقعا احتمالية ظهور تطعيم للملاريا التي ليس لها تطعيم حتى الآن.
وأضاف أن “متوسط عمر الأطفال في إفريقيا الذين يتوفون في السنة الأولى حتى ال 5 سنوات أعلى مستوى في العالم، ومستوى وفيات السيدات بسبب الحمل والولادة أعلى مستوى في العالم.. حتى مرض جدري القردة ظهر في إفريقيا”.
وكشف الدكتور تاج الدين عن وجود سفينة في بحيرة ناصر تسمى (أنس الوجود) توفر الوقاية من الملاريا بجنوب مصر وكذلك شمال السودان.
وقال مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية الدكتور محمد عوض تاج الدين “إن مصر ليس بها ملاريا”، مشيرا إلى أن مستوى الإصابة بالدرن في مصر يصل إلى 11 حالة جديدة لكل 100 ألف مواطن.
وأضاف تاج الدين أن مصر أدركت قيمة وأهمية التوجيهات الاستراتيجية للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومنها إنشاء مدينة الدواء التي وطنت صناعة الدواء الحديثة، حيث أنتجت محاليل بالشراكة مع إحدى الشركات اليابانية، وتم توقيع عقد مع شركة سويسرية لإنتاج أدوية الأورام الحديثة.
وأكد أن هناك قدرات مصرية وإفريقية وكوادر بشرية طبية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الأطباء والأساتذة المصريين طالبوا بالمشاركة في المؤتمر الطبي الإفريقي، ولفت إلى وجود مؤشرات صحية جيدة في مصر.
وتابع أن رئيس الاتحاد الإفريقي أعلن أن القارة السمراء تعاني من مجاعة ومرض، مشيرا إلى أن إفريقيا في حاجة إلى التحرك.. وأكد أنها في حاجة إلى قرار سياسي قوي.
وأعرب مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية عن ثقته في أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعمل على إنقاذ إفريقيا، حيث يربطنا بإفريقيا حبل سري قوي وهو نهر النيل العظيم الذي لا ينقطع ولا يقطع.