استمرار المعارك في باخموت شرق أوكرانيا وكييف تنفي نيتها استهداف الأراضي الروسية بأسلحة غربية

تدور معارك ضارية في الأحياء الشمالية لمدينة باخموت ، الجبهة الساخنة في شرق أوكرانيا ، منذ صباح الأحد ، إذ أقر الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع “يتعقّد” على الأرض في مواجهة القوات الروسية.
وفي هذا السياق ، تحاول القوات الروسية مدعومة من عناصر مجموعة فاغنر السيطرة على المدينة التي سجل فيها دمار هائل وخسائر عسكرية فادحة.
من جهته ، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأحد إن بلاده لن تستخدم أسلحة بعيدة المدى تعهدت واشنطن بتقديمها لكييف لضرب الأراضي الروسية وستستهدف فقط الوحدات الروسية في الأراضي الأوكرانية.
وشنت القوات الروسية عمليات قصف مكثفة على أوكرانيا غداة تلقي كييف وعودا بالحصول على أسلحة غربية طويلة المدى ، فيما نجحت في صد هجوم على مدينة باخموت شرق البلاد التي وصفها الرئيس الأوكراني بأنها “حصن”.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ، استهدفت صواريخ “منشآت مدنية” في أراضي 26 مدينة في منطقة زابوريجيا جنوبا ، وفق ما أعلنت السلطات الأوكرانية.
وتواصلت عمليات القصف في مدينة خيرسون الكبيرة جنوبا والتي استولى عليها الروس ثم انسحبوا منها.
وفي منطقة دونيتسك شرق البلاد ، استهدفت نيران المدفعية “الثقيلة” صباح السبت أفدييفكا على خط الجبهة ، بعد أن استُهدفت مدينة كراماتورسك التي يرغب أيضا الروس في السيطرة عليها ، في الليلة الماضية بصواريخ ، بحسب المصادر نفسها.
من جهة أخرى ، أقر الرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت بأن الوضع “يتعقد” على الأرض في مواجهة القوات الروسية.
وقال في رسالته اليومية: “خلال 346 يوما من هذه الحرب ، كثيرا ما قلت إن الوضع على الخطوط الأمامية صعب .. والوضع يزداد تعقيدا”. وأضاف: “نحن الآن مجددا في مثل هذه اللحظة .. لحظة يحشد فيها المحتل المزيد والمزيد من قواته لكسر دفاعنا .. إن الوضع صعب جدا الآن في باخموت وفوغليدار وليمان (في الشرق) وغيرها من المناطق”.
كما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية: “العدو يتجمع في بعض المناطق .. يركز جهوده الرئيسية على شن عمليات هجومية في اتجاه كوبيانسك وليمان وباخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا”.
وأكد حرس الحدود الأوكرانيون من جانبهم ، صد “هجوم للغزاة” وطردهم من ضاحية باخموت بعد أن كشفت عملية استطلاع جوية أن “العدو يستعد لمهاجمة” هذه المدينة ، مركز المعارك في أوكرانيا.
وجاء في بيان أن حرس الحدود أطلقوا قذيفة هاون “على مكان تجمع المحتلين” ثم “أجبروهم على التراجع”.
وأكدت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار السبت : “هذا الأسبوع ، بذلت قوات الاحتلال الروسي كل جهودها لاختراق دفاعنا ومحاصرة باخموت وشنت هجوما قويا على منطقة ليمان .. لكن بفضل صمود جنودنا ، فشلت”.
وتلقت أوكرانيا الجمعة – في يوم انعقاد قمة مع الاتحاد الأوروبي في كييف – وعودا بالحصول على أسلحة غربية طويلة المدى. وتشمل مساعدة أمريكية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 2,2 مليار دولار أعلنتها واشنطن الجمعة ، صواريخ قد تضاعف تقريبا مدى الضربات الأوكرانية ، على ما أفاد البنتاغون. وتتضمن خصوصا قنابل صغيرة من نوع GLSDB متصلة بصواريخ تطلق من الأرض ويصل مداها إلى 150 كيلومترا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن “تسليم هذه القنابل لن يحصل قبل أشهر عدة” بسبب مواعيد الإنتاج.
وقال زيلينسكي: “إذا تسارعت عمليات تسليم أسلحة (غربية لكييف) ولا سيما أسلحة بعيدة المدى ، فلن نكتفي بعدم الانكفاء من باخموت ، بل سنباشر وضع حد لاحتلال دونباس”، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا وتسيطر روسيا على قسم منها.
تزامنا، أعلنت باريس أن فرنسا وإيطاليا ستمدان كييف في الربيع بمنظومة دفاع أرض-جو متوسطة المدى من طراز “مامبا” لمساعدة أوكرانيا على “الدفاع عن نفسها في وجه هجمات المسيّرات والصواريخ والطائرات الروسية”.
وأعلنت البرتغال السبت أنها مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة من طراز “ليوبارد 2” ألمانية الصنع إلى أوكرانيا.
أ ف ب